الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
خير ما قلت أنا والنبيون من قبلي
إن خير الأمور أدومها وإن عبادتي وإن قلت ولكن ديمتها أحب إلي من العمل الكثير الذي لا أداوم عليه.
الصدق
الصدق أعلى مراتب الدين وأشرفه وهو من شيم الأنبياء والمرسلين وأخلاق الصدِّيقين وهو عنوان البر والتقوى، ومن ثمّ فأعدّ الله الصادقين أفضل الجزاء وأعظم الثواب.
قال الله تعالى: ﴿ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ﴾ [الحجرات: 13].
وعن أبي عبد الرحمن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “عليكم بالصدق، فإن الصدق يهدي إلى البر والبر يهدي إلى الجنة، وما يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يُكتب عند الله صديقًا. وإياكم والكذب، فإن الكذب يهدي إلى الفجور والفجور يهدي إلى النار، وما يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يُكتب عند الله كذابًا”.
الأمانة
الأمانة من أهم أخلاقيات المسلم، بل هي أول صفة أمر الله تعالى بها رسوله الكريم -صلى الله عليه وسلم-، فقال: ﴿ يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ ﴾ [المائدة: 67].
والمؤمن الذي يحفظ الأمانة ويؤديها إلى أهلها يُدخل الله السرور على قلبه ويُثبته على الطريق المستقيم.
قال الله تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ ﴾ [البقرة: 159].
الوفاء بالعهد
الوفاء بالعهد من صفات المؤمنين ومن أعظم الأعمال المحببة إلى الله تعالى، وهو دليل على قوة الإيمان وثباته، قال الله تعالى: ﴿ وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا ﴾ [الإسراء: 34].
والمؤمن الذي يفي بعهده ينال محبة الله تعالى ورضوانه، ويُثبته الله على طريق الهداية والاستقامة.
وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: “آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا ائتمن خان”.
تقوى الله تعالى
تقوى الله تعالى هي أساس العبودية لله تعالى، وهي من أهم الأخلاق التي حث عليها الإسلام، قال الله تعالى: ﴿ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ﴾ [الحجرات: 13].
والمتقون هم الذين يحفظون حدود الله تعالى، ويراقبونه في السر والعلن، ولا يقدمون على معصية الله تعالى.
وعن أبي عبد الرحمن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “التقوى ههنا” -وأشار إلى صدره بثلاث أصابعه- “والمتقون هم الذين يخشون الله في السر والعلن”.
العدل
العدل من أهم دعائم الإسلام، وهو من أهم الأخلاق التي يجب تحلي المسلم بها، قال الله تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ ﴾ [النحل: 90].
والمؤمن العادل هو الذي يحفظ حقوق الناس، ويؤدي الأمانات، ويُنصف المظلومين، ولا يظلم أحدًا.
قال الله تعالى: ﴿ وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ ﴾ [النساء: 58].
الإحسان
الإحسان هو أعلى مراتب العبادة، وهو من أهم الأخلاق التي يجب تحلي المسلم بها، قال الله تعالى: ﴿ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [البقرة: 195].
والمحسن هو الذي يتجاوز في المعاملة الحد الأدنى المطلوب، ويؤدي ما عليه من واجبات، ويقدم الخير للناس دون انتظار مقابل.
وعن أبي عبد الرحمن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “الإيمان والإحسان توأمان”.
الصبر
الصبر هو من أهم الأخلاق التي يجب تحلي المسلم بها، وهو من أهم صفات المؤمنين، قال الله تعالى: ﴿ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ﴾ [الأنفال: 46].
والمؤمن الصابر هو الذي يواجه مصاعب الحياة بقوة وثبات، ولا يجزع ولا يتسخط، ولا ييأس من رحمة الله تعالى.
وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “الصبر ضياء”.
الخاتمة
في الختام، إن خير ما قيل هو ما قاله رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وما قاله الأنبياء من قبله، لأن أقوالهم هي حق وهدى ونور، وهي بمثابة الدليل الذي يضيء لنا طريق السعادة في الدنيا والآخرة، فنسأل الله تعالى أن يوفقنا لاتباع أقوال النبي -صلى الله عليه وسلم- وسنن الأنبياء من قبله، وأن يجعلنا من الصادقين الأوفياء، المتقين العادلين، المحسنين الصابرين.