دعاء اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلا
مقدمة
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد،
فإن مما أنعم الله به علينا من الأدعية والأذكار ما رواه البخاري ومسلم عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلا، وأنت تجعل الحزن إذا شئت سهلا».
وهذا الدعاء العظيم يحمل معاني عظيمة وفوائد جمة، وسوف نتناول في هذا المقال شرح هذا الدعاء المبارك وما اشتمل عليه من فوائد وحكم، مستعينين بالله تعالى.
مفهوم الدعاء
الدعاء هو عبادة وقربة إلى الله تعالى، وهو مناجاة القلب مع خالقه والدعاء بالخير له أو لغيره.
والدعاء من أعظم العبادات، قال تعالى: «وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ» [غافر: 60].
قال ابن القيم رحمه الله: “الدعاء هو رأس العبادة وجماعها، ولا عبادة إلا بدعاء”.
فضل الدعاء
للدعاء فضل عظيم، ومن ذلك:
- استجابة الدعاء من الله تعالى.
- الدعاء سبب في دخول الجنة.
- الدعاء درهم للمؤمن.
أداب الدعاء
وللدعاء آداب منها:
- إخلاص النية لله تعالى.
- التيقن بالإجابة.
- التضرع والإلحاح في الدعاء.
شرح الدعاء
أما عن شرح الدعاء، فإنه يتضمن معاني عظيمة، منها:
1. لا سهل إلا ما جعلته سهلا
المعنى: أن الأمور في حقيقتها شاقة ومتعبة، ولكن الله تعالى ييسرها لمن يشاء من عباده.
ومن فوائد هذه الجملة:
- العلم بأن الله تعالى هو الذي ييسر الأمور.
- التوكل على الله والثقة بمعونته.
- الرضا بقضاء الله وقدره.
2. وأنت تجعل الحزن إذا شئت سهلا
المعنى: أن الحزن أمر طبيعي، ولكن الله تعالى يرفعه عمن يشاء في أي وقت.
ومن فوائد هذه الجملة:
- العلم بأن الحزن يزول بإذن الله تعالى.
- التوكل على الله في كشف الضيق.
- اللجوء إلى الله تعالى بالدعاء.
3. استجابة دعاء لا سهل إلا ما جعلته سهلا
وردت أحاديث كثيرة في استجابة هذا الدعاء العظيم، منها:
- عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «دعوة ذي النون إذ دعا وهو في بطن الحوت، لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، فإنه لم يدع بها رجل مسلم في شيء قط إلا استجاب الله له» [سنن ابن ماجه].
- وعن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من قال إذا أصبح وإذا أمسى: اللهم ما أصبح بي من نعمة أو بمسلم فمنك وحدك لا شريك لك، لك الحمد ولك الشكر، اللهم إن أسألك خير ما في هذا اليوم وخير ما بعده، وأعوذ بك من شر ما في هذا اليوم وشر ما بعده، اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلا، وأنت تجعل الحزن إذا شئت سهلا، يا أرحم الراحمين، اللهم إني أسألك الجنة وما قرب إليها من قول أو عمل، وأعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول أو عمل» [سنن أبي داود].
4. تيسير الأمور
من أسباب تيسير الأمور الرضا بقضاء الله وقدره، قال تعالى: «وَرَضُوا بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ رَبُّهُمْ» [الزمر: 10].
كما أن من أسباب تيسير الأمور الصبر على المكاره، قال تعالى: «وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ» [النحل: 42].
ومن أسباب تيسير الأمور الإكثار من ذكر الله تعالى، قال تعالى: «الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ» [الرعد: 28].
5. التوفيق
من أسباب التوفيق الاستعانة بالله تعالى، قال تعالى: «وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ» [البقرة: 45].
كما أن من أسباب التوفيق الثقة بالله تعالى، قال تعالى: «وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ» [الطلاق: 3].
ومن أسباب التوفيق الإخلاص لله تعالى، قال تعالى: «إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ» [القصص: 56].
6. كشف الكروب
من أسباب كشف الكروب الإكثار من الدعاء، قال تعالى: «وَإِذَا سَأَلَكَ عِبادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ» [البقرة: 186].
كما أن من أسباب كشف الكروب الاستغفار، قال تعالى: «اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعًا حَسَنًا إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ» [هود: 3].
ومن أسباب كشف الكروب التصدق، قال تعالى: «مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ» [البقرة: 245].
7. تحقيق الأمنيات
من أسباب تحقيق الأمنيات الإ