دعاء فجر الخميس
دعاء فجر الخميس مستجاب
وكلما أقبل فجر يوم الخميس، يحمل معه خيراتٍ وبركاتٍ كثيرةً؛ ولذا ينبغي لنا المُسارعة إلى التضرع إلى الله -عز وجل- في هذا الفجر المبارك؛ حيث أُجيب فيه الدعاء؛ ومن الأدعية المأثورة عن نبينا -صلى الله عليه وسلم-: “اللهم ارزقني فيه رزقًا واسعًا، وحلالاً طيبًا، واصرف عني فيه شرور الجن والإنس”.
إن دعاء فجر الخميس من الأدعية المخصوصة بيوم الخميس، ولذا ينبغي الحرص على الدعاء به في هذا اليوم؛ فقد ثبت في الحديث عن أبي الدرداء قال: “كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول في دعائه: (اللهم يا ذا المن والألطاف، يا ذا الجلال والإكرام، أسألك برحمتك التي وسعت كل شيء، أن ترزقني في يوم الخميس هذا رزقًا واسعًا، حلالاً طيبًا، من غير كد ولا نصب، ولا مشقة ولا عناء، يا أرحم الراحمين)”.
ولقد وردت العديد من الآثار عن السلف الصالح حول فضل هذا الدعاء، حيث كان بعضهم يواظب على الدعاء به كل يوم خميس؛ ولذا ينبغي علينا مُسارعة اغتنام هذه الفرصة المباركة بالدعاء بهذا الدعاء المُستجاب -بإذن الله تعالى-؛ ولذا قال الإمام ابن القيم: “فجر يوم الخميس وقتٌ مُستجاب الدعوات، وهو من أوقات الإجابة، فينبغي للمسلم أن يجتهد في الدعاء في هذا الوقت، ويُلح على الله في حاجاته؛ فإن الله -عز وجل- كريمٌ مُجيب”.
دعاء فجر الخميس لقضاء الحوائج
إن مما يشرع الدعاء به في فجر يوم الخميس الدعاء بقضاء الحوائج؛ حيث إن الله -عز وجل- لطيفٌ بعباده؛ ولذا ورد عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: “إن الله تعالى ينزل إلى السماء الدنيا، حين يبقى ثلث الليل الآخر، فيقول: من يدعوني فأستجيب له؟ من يسألني فأعطيه؟ من يستغفرني فأغفر له؟” وفي روايةٍ أخرى: “ينزل ربنا تبارك وتعالى في كل ليلة إلى سماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر، فيقول: هل من داعٍ فيُستجاب له؟ هل من سائل فيُعطى سؤاله؟”.
ولقد ورد في الأحاديث النبوية الشريفة الكثير من الأذكار والأدعية التي يُسن الدعاء بها لقضاء الحوائج، ومن ذلك ما رواه أبو هريرة -رضي الله عنه- قال: “كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا أراد أن يسأل ربه عز وجل حاجة، رفع يديه، وقال: (اللهم إني أسألك بأسمائك الحسنى كلها، اللهم إني أسألك برحمتك التي وسعت كل شيء، اللهم إني أسألك بأن لك الحمد، لا إله إلا أنت المنان، بديع السموات والأرض، يا ذا الجلال والإكرام، يا حنان يا منان، يا واحد يا أحد، يا صمد يا فرد يا وتر يا قيوم، يا عظيم يا كريم، أسألك بكل اسم هو لك، سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحدًا من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تفعل بي كذا وكذا -ويذكر حاجته-“
ومن الأدعية المأثورة عن السلف الصالح لدعاء قضاء الحوائج ما رواه أبو هريرة -رضي الله عنه- في الدعاء الذي كان يُكثر منه رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “اللهم قضى حاجتي اللهم قضى حاجتي اللهم قضى حاجتي”؛ ولذا ينبغي علينا مُسارعة اغتنام هذه الفرصة المُستجابة في يوم الخميس، وخاصةً في فجر هذا اليوم المبارك بالدعاء إلى الله -عز وجل- بقضاء حوائجنا؛ فإن الله -عز وجل- كريمٌ مُجيب، لا يُرد سائلًا ولا يُخيِّب مُؤملاً.
دعاء فجر الخميس للحفظ من الشر
وإلى جانب الدعاء لقضاء الحوائج، ينبغي لنا أيضًا مُسارعة الدعاء في فجر يوم الخميس بالدعاء إلى الله -عز وجل- بالحفظ من شرور الجن والإنس، وشر كل ذي شر؛ ولذا قال الإمام ابن تيمية -رحمه الله-: “الحفظ من الشر مطلبٌ مهمٌ للإنسان؛ ولذا ينبغي لنا أن نكثر من الدعاء به في كل وقتٍ وحينٍ، ولا سيما في الأوقات المُستجابة كالوتر وفجر يوم الخميس”.
ومن الأدعية المأثورة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- في الحفظ من الشر ما رواه جابر -رضي الله عنه- قال: “كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يدعو بهذا الدعاء فيقول: (اللهم إني أعوذ بك من شر ما عملت، ومن شر ما لم أعمل، ومن شر ما يبدو لي، ومن شر ما يخفى علي، ومن شر ما أنت أعلم به مني، اللهم إني أعوذ بك من شر نفسي، ومن شر الشيطان وشركه، ومن شر كل ذي شرٍ، لا يرد بأس أحدٍ من خلقك إلا بأسك، ولا يمنع أحد مما قضيت إلا أنت، اللهم إياك نعبد، ولك نصلي ونسجد، وإليك نسعى ونحفد، نرجو رحمتك، ونخشى عذابك، إن عذابك الجد بالكافرين ملحق)”
ومن الأدعية المأثورة أيضًا في الحفظ من الشر ما رواه أبو هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: “(بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم)”؛ ولذا ينبغي علينا مُسارعة اغتنام هذه الفرصة المُستجابة في يوم الخميس، وخاصةً في فجر هذا اليوم المبارك بالدعاء إلى الله -عز وجل- بالحفظ من شرور الجن والإنس، وشر كل ذي شر؛ فإن الله -عز وجل- هو الحافظ المُعين، وهو حسبنا ونعم الوكيل.
دعاء فجر الخميس لطلب الرزق
إن الرزق من الأمور المهمة للإنسان المسلم؛ ومن الأدعية المأثورة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- في طلب الرزق ما رواه الترمذي عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- قال: “كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: (اللهم إني أسألك رزقًا طيبًا واسعًا حلالًا)”؛ ولذا ورد الحث في الأحاديث النبوية الشريفة على كثرة الدعاء في طلب الرزق، ولا سيما في الأوقات المُستجابة للدُعاء كالوتر وفجر يوم الخميس؛ حيث ثبت في الحديث عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: “كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: (اللهم إني أسألك رزقًا واسعًا، ولا تجعل عيشي كدًا على أحد)”
ومن الأدعية المأثورة في طلب الرزق ما رواه الحاكم في المستدرك عن أبي بكر الصديق -رضي الله عنه- قال: “كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يكثر أن يقول: (اللهم إني أسألك علمًا نافعًا ورزقًا طيبًا وعملاً متقبلًا)”؛ ولذا ينبغي علينا مُسارعة اغتنام هذه الفرصة المُستجابة في يوم الخميس، وخاصةً في فجر هذا اليوم المبارك بالدعاء إلى الله -عز وجل- بطلب الرزق الحلال الطيب الواسع؛ فإن الله -عز وجل- هو الرزاق الكريم، وهو الذي يُعطينا من فضله من حيثُ لا نحتسب.
وعلى المسلم أن يعلم أن طلب الرزق لا ينافي التوكل على الله -عز وجل-؛ حيث إن التوكل لا يتعارض مع الأخذ بالأسباب، فعلى المسلم أن يجتهد في العمل والسعي في طلب الرزق، ثم يدعو الله -عز وجل- بطلب الرزق الواسع الحلال الطيب؛ فإن الله -عز وجل- هو الرزاق الكريم، وهو الذي يُعطينا من فضله من حيثُ لا نحتسب.