ربنا يحفظكم ويحميكم
مقدمة
الحمد لله الذي يحفظ عباده ويحميهم من كل سوء، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. إن الحفظ والحماية من النعم العظيمة التي يمن الله بها على عباده، فالله تعالى حافظ خلقه، وراعيه، ووكيله، وكافيه.
فضل الدعاء بالحفظ والحماية
الدعاء بالحفظ والحماية من الأعمال الصالحة التي أوصانا بها نبينا الكريم، فقد قال عليه الصلاة والسلام: “من قال حين يصبح ثلاث مرات: اللهم إني أصبحت أشهدك وأشهد حملة عرشك وملائكتك وجميع خلقك أنك أنت الله لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك وأن محمداً عبدك ورسولك، اللهم إني أسألك خير هذا اليوم فتحه ونصره ونوره وبركته، اللهم قني شر هذا اليوم وشر ما فيه، اللهم إني أعوذ بك من الكسل وسوء الكبر، اللهم إني أعوذ بك من عذاب النار وعذاب القبر، قُضِي له بذلك”.
كما ورد في القرآن الكريم آيات كثيرة تؤكد على أهمية الدعاء بالحفظ والحماية، ومنها قوله تعالى: “وإني لأغفر لمن تاب وآمن وعمل صالحاً ثم اهتدى”، وقوله تعالى: “وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون”.
حفظ الله لعباده المؤمنين
يحفظ الله عباده المؤمنين من كل سوء، فيحفظهم من أذى الشياطين والجن والإنس، ويحفظهم من الأمراض والأوبئة، ويحفظهم من الحوادث والكوارث، ويحفظهم من الفقر والضيق، ويحفظهم من كل ما يضرهم في دينهم أو دنياهم.
وقد ضرب الله تعالى أمثالاً كثيرة على حفظه لعباده المؤمنين، ومن ذلك قصة سيدنا نوح عليه السلام، فقد نجاه الله من الغرق هو ومن آمن معه، وقصة سيدنا إبراهيم عليه السلام، فقد نجاه الله من النار، وقصة سيدنا يوسف عليه السلام، فقد نجاه الله من السجن ومن كيد إخوته.
حماية الله لعباده الصالحين
يحمي الله عباده الصالحين من كل مكروه، فيحميهم من الظلم والعدوان، ويحميهم من الفتن والضلالات، ويحميهم من المعاصي والذنوب، ويحميهم من كل ما يؤذيهم أو يضرهم.
وقد ورد في القرآن الكريم آيات كثيرة تؤكد على حماية الله لعباده الصالحين، ومنها قوله تعالى: “وإن الذين اتقوا ربهم لهم مغفرة وأجر كريم”، وقوله تعالى: “إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون”.
أسباب حفظ الله لعباده
هناك العديد من الأسباب التي تدعو الله تعالى لحفظ عباده، ومنها: الإيمان بالله وتوحيده، والتقوى والعمل الصالح، والدعاء والتضرع إلى الله تعالى، والتوكل على الله والثقة به، والصبر على البلاء والشدائد.
فإذا توفرت هذه الأسباب في العبد، فإن الله تعالى يحفظه ويحميه من كل سوء، ويوفقه في دينه ودنياه، ويجعل له من كل ضيق مخرجاً، ومن كل هم فرجاً.
ثمار حفظ الله لعباده
ثمار حفظ الله لعباده كثيرة ومتعددة، ومنها: الأمن والأمان، والطمأنينة والسكينة، والبركة والتوفيق، والرزق الوفير، والصحة والعافية، والنجاة من الفتن والضلالات، والفوز بالجنة في الآخرة.
فإذا رزق العبد حفظ الله ورعايته، فإنه ينعم بحياة سعيدة ومطمئنة، ويكون من الفائزين في الدنيا والآخرة.
الاستعانة بالله على حفظنا وحمايتنا
يجب على المسلم أن يستعين بالله تعالى على حفظ نفسه وحمايتها من كل سوء، وذلك من خلال: التمسك بالدين الإسلامي والعمل بأوامره واجتناب نواهيه، والدعاء إلى الله تعالى بكثرة، والتوكل على الله والثقة به، والصبر على البلاء والشدائد.
إذا فعل المسلم ذلك، فإن الله تعالى يكفيه ويحفظه ويحميه من كل سوء، ويجعله من عباده الفائزين في الدنيا والآخرة.
خاتمة
وختاماً، فإن حفظ الله لعباده المؤمنين من أعظم النعم التي يمن بها عليهم، فالله تعالى حافظ عباده، وكافيه، وكافل أرزاقهم، وراحم بهم، فنسأل الله تعالى أن يحفظنا ويحمينا من كل سوء، وأن يوفقنا لطاعته وعبادته، وأن يجعلنا من عباده الصالحين الفائزين في الدنيا والآخرة.