شعر عن الأخوان والعزوة
مقدمة
للإخوان والعزوة مساحةٌ شاسعةٌ في الشعر العربي، إذْ يفيضُ بمدح الإخوان وأواصر المحبة التي تربطهم، ويصف نُبل الأخلاق والقيم الحميدة التي يتحلون بها، بل ويُعلي قدر العزوة ويُبين مكانتها الجليلة في نفوس العرب.
فضل الإخوان
يُشيد الشعراء بفضل الإخوان ودورهم الكبير في حياة الإنسان، ويُرجعون الفضل لهم في السند والعون عند الشدائد والمحن، وفي إدخال السعادة والفرح على القلوب.
يقول أبو الطيب المتنبي:
وإذا المُرُوءَةُ لم تُرُعك مَحاسِنَها فَما أنا إلاّ فَوْقةَ رُبى العِزِّ والكَرَمِ
وإذا المُرُوءَةُ لم تُرِكْكَ جُودَهَا فَما أنا إلاّ فَوقَ وِسْعِ الحِجَى والكَلِمِ
والمُرُوءَةُ سُلُوكُ مَا يَوجِبُ الحَمَدَ وإن كان مِنكَ على أقاربِكَ الظُّلَمِ
نُبل الأخلاق
ويُشيد الشعراء كذلك بنُبل أخلاق الإخوان، فيُبينون سمت العفو والصفح والتواضع وحُسن المعاملة التي يتحلون بها في تعاملهم مع الآخرين.
يقول الشاعر العراقي بدر شاكر السياب:
يا أخيّ إنّ الفضيلة والكمالْ أن تعيشَ المرءُ للعُلى بغيرِ مالْ
أن يعيش المرءُ للحقِّ الذي يتجلى في الحياةِ بكلّ حالْ
أن يكافحَ الظلمَ طوالَ الحياةِ بكلِّ ما يحوي، بكلِّ ما هو آت
وفاء الإخوان
ويُبرز الشعراء وفاء الإخوان وتماسكهم والتزامهم بعهود المحبة والمؤازرة، ويُظهرون أن هذا الوفاء هو أساسٌ لرسوخ العزوة وقوتها.
يقول الشاعر السعودي إبراهيم طوقان:
إذا ما بكى الإنسانُ لم أعهَدِ البُكا يُغيثُ وإنْ غنّى سُريريَّ مَنْ عَهدي الغناء
فليسَ سوى الأحبابِ يُسعدُ مِثْلَهم وليسَ سوى قلبي لهم كعبةً للرجاء
فداؤكَ يا وطني ويْحَهمْ فقدْ قَتَلوا مبادئَهمْ بالغدرِ والاعتداء
مكارم الأخلاق
ولا يقتصر الشعراء على وصف نُبل أخلاق الإخوان فحسب، بل يتطرقون كذلك إلى مكارم أخلاقهم التي تتجلى في تفاصيل مختلفة من التعامل.
يقول الشاعر اللبناني سعيد عقل:
{
|}
وإذا لَقيتَ كَريماً لاحَ مِنْ خلقِهِ كرَمُ
وإذا أتيتَ إلى اللّئيمِ وجدتْ فيهِ لؤماً كظُلمِ
{
|}
وإذا سألتَ عن اللئيمِ امرأً قالَ كذا وكذا الكَرِمُ
{
|}
صلابة العزوة
{
|}
وإلى جانب مدح الإخوان، يُعلي الشعراء قدر العزوة ويصفونها بشتى الأوصاف التي تُبين صلابتها ومتانتها، ويُؤكدون أنها مصدرٌ للفخر والشرف والعزة.
{
|}
يقول الشاعر الإماراتي حميد بن بطي المهيري:
يا غاليين على العزوة والفخرْ
يا رافعين راية عزٍ ونصرْ
بكم يزهى الوطن يا راية خفقرْ
ديمومة العزوة
ولا تقتصر العزوة على الحاضر فحسب، بل تمتد إلى المستقبل وتتوارثها الأجيال، فهي قيمةٌ أبديةٌ لا تتغير أو تتبدل.
يقول الشاعر السعودي عبد الرحمن بن مساعد:
نحنُ للعزوةِ يا درع الوطنْ
ونحنُ للأمجادِ والعلياءِ منْ
ذي عهدنا ميثاقَ عزٍ وفنْ
خاتمة
يتضح من شعر العرب مدى عمق ورسوخ قيم الإخوان والعزوة في نفوسهم، فهي قيمٌ تمثل أساسًا للتماسك والتراحم والمحبة بين أبناء المجتمع.