شعر عن الرديء
الرديء هو ما كان رديئًا في صنعته أو صفاته، فهو يمثل كل ما هو دون المستوى المطلوب. وفي الشعر العربي، وصف الشعراء الرديء بشتى الأوصاف، فصوروه بالضعيف الهزيل، والحقير الدنيء، والخبيث المجرم.
الرديء في صنعته
وصف الشعراء الرديء في صنعته بأنه رديء البناء، ضعيف المتانة، سريع التلف.
قال الشاعر المتنبي:
وإذا كان بناءً رديئًا بوادي صانعيه، فكيف يكون البناء؟
وقال أبو تمام:
أرانا الله فيك إلى الرجال رديء البناء من جنس الرديء
الرديء في صفاته
وصف الشعراء الرديء في صفاته بأنه حقير دنيء، لا قيمة له ولا شأن.
قال الشاعر أبو نواس:
وأنت في نظري حقير الرتبة في الناس مثل الزجاجة الصدعة
وقال الشاعر البحتري:
وإني لا أحب الردىء، وإنما يسرني حسن الوجه والمنظر
الرديء في أخلاقه
وصف الشعراء الرديء في أخلاقه بأنه خبيث مجرم، لا يراعي عهدًا ولا ميثاق.
قال الشاعر أبو فراس الحمداني:
عجبت له كيف استطاب ظلامةَ وأيُّ رذيل النفس لا يتورع
وقال الشاعر الشريف الرضي:
وكم من رديء النفس يحسب أنه كريم إذا ما صادف الناس جهلاً
الرديء في أفعاله
وصف الشعراء الرديء في أفعاله بأنه جبان ضعيف، لا يقدم على خير ولا يجتنب شرًا.
قال الشاعر الكميت بن زيد الأسدي:
فإن الردىء لم يحذر الضيم لا ولا التقى أجالا فينازل كرمًا
وقال الشاعر الحسين بن الحجاج:
رجل لو أنه خوف لم يرده ولا داعي الندى أبدا دعاه
الرديء في أقواله
وصف الشعراء الرديء في أقواله بأنه كثير الثرثرة، يقول ما لا يفعل ويفعل ما لا يقول.
قال الشاعر ابن دريد:
وإن الردىء لذو قيثارة وطيبها في يد غيره
وقال الشاعر أحمد شوقي:
وما في فمي غير قول حديث ويأتي به الركبان من كل فج
الرديء في دينه
وصف الشعراء الرديء في دينه بأنه فاسق فاجر، لا يؤمن بالله ولا يتقي شرعه.
قال الشاعر أبو العتاهية:
فلا تجمعن في قلبك غدرًا وثقةً بالردىء فذاك جهل
وقال الشاعر ابن الرومي:
وما كنت إلا باخلاً وغويًا مريدًا لأدنى خسةٍ وشرور
الرديء في وعوده
وصف الشعراء الرديء في وعوده بأنه كثير الوعود، لا يفي بشيء منها.
قال الشاعر العباس بن الأحنف:
فإن الردىء لم يدع كل عار ومن لم يزل يفعل فذاك رديء
وقال الشاعر أبو الطيب المتنبي:
أرى المتنبي في وعود كثيرة متى ما مضى شهر أتى شهر
يعد الرديء من أهم الموضوعات التي تناولها الشعراء في قصائدهم، وقد وصفوه بشتى الأوصاف، وبينوا أنه دنيء الرتبة، وخبيث الأخلاق، وجبان في أفعاله، وكثير الثرثرة في أقواله، وفاسق فاجر في دينه، ولا يفي بشيء من وعوده.