صور التكبر
مقدمة
التكبر من الأمراض القلبية الخطيرة التي تصيب الإنسان، وهو أحد الصفات المذمومة التي نهى عنها الدين الإسلامي، وقد حذر الله تعالى من التكبر وذم المتكبرين في العديد من الآيات القرآنية، كما جاء في السنة النبوية الكثير من الأحاديث التي تنهى عن التكبر وتبين خطورته على الفرد والمجتمع.
1. تعريف التكبر
التكبر هو الاعتداد بالنفس والتعالي على الآخرين، وهو شعور داخلي بالإعجاب بالنفس واعتبارها فوق الآخرين، وقد يظهر التكبر في أقوال أو أفعال أو سلوكيات مختلفة.
يتجلى التكبر في تجاهل الآخرين وعدم تقديرهم، وفي الاستعلاء عليهم والسخرية منهم، كما يظهر في حب النفس والاعتداد بالرأي والغرور بالنفس.
يعتبر التكبر من الأمراض القلبية الخطيرة التي تؤدي إلى العديد من المفاسد الأخلاقية والاجتماعية، وقد تؤدي إلى الكفر بالله تعالى.
2. أسباب التكبر
هناك العديد من الأسباب التي تؤدي إلى التكبر، من أهمها:
– حب النفس: حب النفس من أهم أسباب التكبر، حيث يؤدي إلى اعتقاد الفرد بأهميته وتفوقه على الآخرين.
– الجهل: الجهل هو أحد أسباب التكبر، حيث يؤدي إلى عدم معرفة الفرد بقيمة نفسه الحقيقية وبمحاسن الآخرين.
– الغرور: الغرور هو أحد أسباب التكبر، حيث يؤدي إلى اعتقاد الفرد بأن لديه مميزات وخصائص غير موجودة فيه.
3. مظاهر التكبر
يتجلى التكبر في العديد من المظاهر، منها:
– التعالي على الآخرين: ويتجلى ذلك في عدم تقدير الآخرين واحتقارهم والاستهزاء بهم.
– حب النفس والاعتداد بالرأي: ويتجلى ذلك في عدم تقبل آراء الآخرين والاستخفاف بعقولهم.
– الغرور بالنفس: ويتجلى ذلك في الاعتقاد بأن الفرد أفضل من الآخرين وأن لديه مميزات وخصائص غير موجودة فيه.
4. خطورة التكبر
للتكبر العديد من المخاطر، منها:
– التكبر يؤدي إلى الكفر بالله تعالى: وقد حذر الله تعالى من التكبر وذم المتكبرين في العديد من الآيات القرآنية.
– التكبر يفسد القلب ويجلب له الأمراض: وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “إياكم والتقصير، فإن التقصير يفسد القلب، وإياكم والغلو فإن الغلو يفسد القلب”.
– التكبر يؤدي إلى الحسد والحقد: وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “إياكم والحسد، فإن الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب”.
5. علاج التكبر
هناك العديد من الطرق لعلاج التكبر، منها:
– معرفة الله تعالى وصفاته: وذلك من خلال دراسة أسماء الله الحسنى وصفاته العلى.
– معرفة النفس وعيوبها: وذلك من خلال محاسبة النفس على أفعالها وأقوالها.
– مخالطة الصالحين: وذلك من خلال الجلوس مع الصالحين والاقتداء بأخلاقهم.
6. من وصايا السلف في علاج التكبر
كان السلف الصالح يوصون بالعديد من الطرق لعلاج التكبر، منها:
– أن يتذكر الفرد أنه خلق من طين: وذلك من خلال قوله تعالى: “ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين”.
– أن يتذكر الفرد أنه معرض للموت: وذلك من خلال قوله تعالى: “وكل نفس ذائقة الموت”.
– أن يتذكر الفرد أن أفضل الناس هو أتقاهم: وذلك من خلال قوله تعالى: “إن أكرمكم عند الله أتقاكم”.
7. فضل التواضع
للتواضع فضائل عديدة، منها:
– التواضع من أخلاق الأنبياء والمرسلين: وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “إن الله يحب التواضع ويكره التكبر”.
– التواضع يورث المحبة: وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “التواضع لا يزيد العبد إلا رفعة”.
– التواضع ينجي صاحبه من النار: وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “من تواضع لله رفعه الله، ومن تكبر على الله وضعه الله”.
خاتمة
التكبر من الأمراض القلبية الخطيرة التي يجب علاجها، وذلك من خلال معرفة الله تعالى وصفاته ومعرفة النفس وعيوبها ومخالطة الصالحين.
للتواضع فضائل عديدة، منها أنه من أخلاق الأنبياء والمرسلين وأنه يورث المحبة وأنه ينجي صاحبه من النار.
نسأل الله تعالى أن يوفقنا لعلاج التكبر وأن يرزقنا التواضع.