طلب العبد حاجاته من الله تعالى يسمى دعاء
الدعاء هو طلب العبد حاجاته من الله تعالى، وهو عبادة عظيمة لها فضل كبير، وقد حثنا الله تعالى على الدعاء، وبين لنا فضله وأنه قريب يجيب دعوة الداعي إذا دعاه، قال تعالى: ﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ۖ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ﴾ [البقرة: 186].
{|}
فضل الدعاء
الدعاء هو سبب نزول الرزق، قال تعالى: ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ﴾ [غافر: 60].
الدعاء سبب لرفع البلاء، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «الدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل، فواظبوا على الدعاء» [سنن الترمذي].
الدعاء سبب لدخول الجنة، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «الدعاء مخ العبادة» [سنن الترمذي].
{|}
آداب الدعاء
الدعاء عبادة عظيمة ولها آداب ينبغي مراعاتها، منها:
{|}
* الإخلاص لله تعالى في الدعاء، بأن يكون العبد يقصد بقلبه الله وحده ولا يشرك به أحدًا.
{|}
* حضور القلب في الدعاء، بأن يكون العبد حاضرًا بقلبه في دعائه، ولا يكون شاردًا بفكره.
* رفع اليدين عند الدعاء، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إن الله تعالى حيي كريم يستحيي أن يرد عبديه إذا رفع إليه يديه» [سنن أبي داود].
* التضرع والخشوع في الدعاء، بأن يكون العبد متضرعًا إلى الله تعالى، خاشعًا له في دعائه.
* الدعاء بما فيه خير العبد، سواء علم العبد ذلك أو لم يعلمه، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إذا سألتم الله فاسألوه الجنة، فإن الجنة لا ينبغي إلا لأهل الطاعة، وإذا استعذتم بالله فتعوذوا به من النار، فإن النار لا ينبغي إلا لأهل الكفر والمعصية» [سنن الترمذي].
* الدعاء باسم الله الحسنى وصفاته العلى، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إن الله تعالى مائة اسم، من دعا بها دخل الجنة، وهي الله لا إله إلا هو، الرحمن الرحيم، الملك القدوس، السلام المؤمن، المهيمن، العزيز الجبار، المتكبر، الخالق البارئ، المصور…» [صحيح الجامع].
* الدعاء في أوقات الإجابة، وهي الثلث الأخير من الليل، وعند السحر، وبين الأذان والإقامة، وبعد الفرائض المكتوبة.
{|}
* تكرار الدعاء، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «أكثروا الدعاء فإن الله يحب الملحين» [سنن الترمذي].
* اليقين بالإجابة، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة، واعلموا أن الله لا يستجيب دعاء من قلب غافل لاه» [سنن الترمذي].
أنواع الدعاء
الدعاء أنواع كثيرة، منها:
* الدعاء بالمغفرة، قال تعالى: ﴿رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ﴾ [آل عمران: 147].
* الدعاء بالرزق، قال تعالى: ﴿وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ ۚ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ ۚ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا﴾ [الطلاق: 2-3].
* الدعاء بالهداية، قال تعالى: ﴿اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ﴾ [الفاتحة: 6].
* الدعاء بالنصر، قال تعالى: ﴿وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ﴾ [البقرة: 286].
* الدعاء بالشفاء، قال تعالى: ﴿وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ﴾ [الشعراء: 80].
* الدعاء بعافية البدن، قال تعالى: ﴿وَتَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ﴾ [يوسف: 101].
* الدعاء بصلاح العاقبة، قال تعالى: ﴿رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ﴾ [البقرة: 201].
أفضل الدعاء
أفضل الدعاء هو ما كان فيه ذكر الله تعالى والثناء عليه، والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، والطلب من الله تعالى بما فيه خير العبد في دنياه وآخرته، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «خير الدعاء دعاء يوم عرفة، وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير» [سنن الترمذي].
الفرق بين الدعاء والمسألة
الدعاء هو طلب العبد حاجاته من الله تعالى مطلقًا، سواء كان ذلك في الدنيا أو في الآخرة، أما المسألة فهي طلب العبد حاجاته من الله تعالى في الدنيا فقط، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «الدعاء هو العبادة، والمسألة هي مذلة» [سنن أبي داود].
الفرق بين الدعاء والاستغاثة
الدعاء هو طلب العبد حاجاته من الله تعالى مطلقًا، سواء كان ذلك في الدنيا أو في الآخرة، أما الاستغاثة فهي طلب العبد حاجاته من الله تعالى في شدة أو كرب، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «الدعاء هو العبادة، والاستغاثة هي التضرع إلى الله تعالى في الشدة» [سنن ابن ماجه].
خاتمة
الدعاء عبادة عظيمة لها فضل كبير، وقد حثنا الله تعالى على الدعاء، وبين لنا فضله وأنه قريب يجيب دعوة الداعي إذا دعاه، فينبغي للمسلم أن يكثر من الدعاء إلى الله تعالى، وأن يدعوه بما فيه خير له في دنياه وآخرته، وأن يلتزم بآداب الدعاء، وأن يكون موقنًا بالإجابة.