عائلة الشربتلي
مقدمة
عائلة الشربتلي هي عائلة سورية عريقة عُرفت بأعمالها الخيرية ودورها الفعال في المجالين الاقتصادي والاجتماعي. وقد اشتهرت العائلة في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر بقدرتها التجارية الواسعة وثروتها الهائلة، بالإضافة إلى مساهماتها الكبيرة في المجتمع الدمشقي.
تأسيس العائلة
تأسست عائلة الشربتلي على يد الحاج محمد علي الشربتلي، وهو من مواليد مدينة حمص السورية. هاجر محمد علي إلى دمشق في منتصف القرن الثامن عشر وبدأ العمل في تجارة الأدوية والأعشاب، حيث كان يجلبها من الهند والصين. وبفضل ذكائه التجاري ومهاراته في البيع، تمكّن محمد علي من تأسيس ثروة كبيرة وتكوين أسرة ثرية ذات نفوذ.
أعمالهم التجارية
{|}
اشتهرت عائلة الشربتلي بأعمالها التجارية الواسعة النطاق، والتي شملت التجارة مع الهند والصين وأوروبا. وقد أسس أفراد العائلة العديد من الشركات والمصانع الناجحة، بما في ذلك مصنع الشربتلي للأدوية، ومصنع الشربتلي للنسيج، ومصرف الشربتلي. كما امتلكت العائلة أراضي زراعية واسعة وأنشأت العديد من المزارع والمصانع.
دورهم الخيري
إلى جانب أعمالهم التجارية، اشتهرت عائلة الشربتلي بكرمها ودورها الخيري الفعال. وقد أنشأت العائلة العديد من الجمعيات الخيرية والمؤسسات الاجتماعية، بما في ذلك مدرسة الشربتلي الخيرية، ومستشفى الشربتلي، وميتم الشربتلي. كما قدم أفراد العائلة تبرعات كبيرة للفقراء والمحتاجين ودعموا العديد من المشاريع التعليمية والثقافية.
حياتهم الاجتماعية
عاشت عائلة الشربتلي حياة اجتماعية بارزة في دمشق. وكان أفراد العائلة على صلة وثيقة بالشخصيات السياسية والدينية والثقافية في المدينة. وقد استضافت العائلة العديد من المناسبات الاجتماعية الكبرى وأقامت علاقات مع العائلات الثرية والنبيلة في دمشق وحلب. كما كان لأفراد العائلة دور فعال في الحياة الثقافية للمدينة ودعموا العديد من الفنانين والكتاب والشعراء.
مناصبهم السياسية
{|}
إلى جانب أعمالهم التجارية وأنشطتهم الخيرية، شغل أفراد عائلة الشربتلي العديد من المناصب السياسية الهامة. وقد عُين بعضهم في مناصب إدارية ومالية في ولاية دمشق خلال فترة الحكم العثماني. كما لعبوا دورًا فاعلاً في الثورة العربية ضد الحكم العثماني وحصلوا على مناصب حكومية بعد استقلال سوريا.
تراثهم
ترك أفراد عائلة الشربتلي إرثًا كبيرًا لا يزال ملموسًا في دمشق اليوم. ولا تزال العديد من المباني التي أنشأتها العائلة قائمة وتُستخدم كمباني تاريخية أو مؤسسات ثقافية أو اجتماعية. كما يخلد اسم العائلة في العديد من الشوارع والأحياء في دمشق، وخاصة في منطقة باب توما التاريخية.
الخاتمة
كانت عائلة الشربتلي واحدة من العائلات السورية الأكثر نفوذاً وثراءً في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر. وقد اشتهروا بأعمالهم التجارية الواسعة ونشاطهم الخيري ودورهم الفعال في الحياة الاجتماعية والسياسية في دمشق. ولا يزال إرث العائلة ملموسًا اليوم في العديد من المباني التاريخية والمنظمات الاجتماعية والثقافية في المدينة.
{|}