عنوان الحمراء

عن اسم الحمراء

أما عن تسمية هذا الحصن باسم الحمراء فهو بسبب لون تربته الحمراء؛ إذ إن الحمراء في اللغة تعني التربة الحمراء، وجاء الاسم كما قال ابن الخطيب نقلاً عن ابن سعيد في كتابه المغرب في حلى المغرب: “أن أول من سكنها الحمراء هم بنو نصر بن الأحمر بن الأحمر ومن أجل ذلك سميت الحمراء نسبة إليهم، وهم الذين اهتموا بعمارتها ووسعوها، ولم يبق من آثارهم فيها إلا ما هو ظاهر في قصرهم الرائع المعروف بقصر الحمراء”.
ولقد ورد هذا الاسم في المصادر العربية التي تحدثت عن غرناطة بصيغ لغوية مختلفة، منها الحمراء والحمراء والحمراء، وقد ورد الاسم في عدد من المصادر الأجنبية التي اهتمت بدراسة الآثار الإسلامية في الأندلس، ومنها كتاب الآثار الأندلسية، لمؤلفه، ليفي بروفنسال، الصادر عام 1937، فجاء الاسم بالصيغة التالية: La Alahmbra، وفي كتاب، جولة أثرية في الأندلس، لمؤلفه راب سو، والصادر عام 1971، جاء الاسم بالصيغة التالية: Alhambra، بينما جاء الاسم في كتاب، الحضارة العربية في الأندلس، لمؤلفه، جوزيف اسبيناس، والصادر عام 1989، بالصيغة التالية: Al-Hambra.

{|}

حكاية القصور

تقع قصور الحمراء في أقصى شمال شرق مدينة غرناطة، في أندلسيا بجنوب أسبانيا، وتُطل على مدينة غرناطة القديمة من على هضبة تسمى “السبخة”، وتُحيط بها غابات كثيفة من أشجار الصنوبر والسرو، وتتكوَّن القصور من مجموعة من الحدائق والقصور والقاعات، بعضها باقٍ والآخر اندثر، وأشهرها قصر (الأسود) وقصر(البركة) وقصر (المقرنص) وقصر (جنّة العريف) وقصر (السلطان)، وقد بُنيت هذه القصور على مر الزمان، وتعود إلى عصور الدولتين النصرية والغرناطية.
كانت غرناطة آخر معاقل المسلمين في الأندلس، وكانت مركزًا مهمًّا للحضارة والثقافة الإسلامية في الأندلس، وقد ازدهرت فيها العلوم والفنون، وتُعد قصور الحمراء من أهم المعالم المعمارية الباقية من هذه الحقبة، والتي تُعبِّر عن مدى براعة المسلمين في العمارة والزخرفة والفنون المختلفة، وتُعد قصور الحمراء من أجمل القصور في العالم، وقد أُدرجت على قائمة التراث العالمي التابعة لليونسكو في عام 1984.

{|}

الأسرة النصرية

أسس الأدارسة إمارة غرناطة عام 756، ثم تولي بنو الأحمر، المعروفون باسم الأسرة النصرية، الحكم في غرناطة عام 1238، واستمر حكمهم لمدة 250 عامًا حتى سقوط غرناطة عام 1492، وكان عهد الأسرة النصرية هو العصر الذهبي لغرناطة، فقد شهد هذا العصر ازدهارًا كبيرًا في مجالات العمارة والفنون والعلوم، وبُنيت في هذا العصر معظم قصور الحمراء، وبُنيت في هذا العصر أيضًا جامعة غرناطة، التي كانت من أهم مراكز العلم في العالم الإسلامي في ذلك الوقت، وكان لهذه المدينة مكانة بارزة في الشرق والغرب، وكان يجتمع فيها العلماء والشعراء والفلاسفة من جميع أنحاء العالم الإسلامي.

استرداد الأندلس

استطاع المسلمون بناء حضارة عظيمة في الأندلس، وتركوا بصماتهم في هذه البلاد في جميع المجالات، إلا أن هذه الحضارة واجهت العديد من التحديات، منها الحروب الصليبية التي شنها الأوروبيون على المسلمين، والصراعات الداخلية التي نشبت بين الإمارات الإسلامية في الأندلس، وقد أدى ذلك إلى ضعف المسلمين في الأندلس، واستطاع ملوك قشتالة وأراغون استرداد معظم أراضي الأندلس من المسلمين، حتى سقطت غرناطة آخر معاقل المسلمين في الأندلس عام 1492.

آثار الحمراء

{|}

تُعد آثار الحمراء من أهم المعالم المعمارية الباقية من العصر الإسلامي في الأندلس، وتُعبِّر هذه الآثار عن براعة المسلمين في العمارة والزخرفة والفنون المختلفة، وقد أُدرجت آثار الحمراء على قائمة التراث العالمي التابعة لليونسكو في عام 1984، وتُعد آثار الحمراء من أهم المعالم السياحية في أسبانيا، ويُقبل عليها السياح من جميع أنحاء العالم لزيارة هذه الآثار العظيمة، تُعد الحمراء من أروع وأجمل القصور في العالم، وقد أُطلق عليها اسم “جوهرة العمارة الإسلامية”.
تُعد الحمراء من أهم وأشهر المعالم السياحية في العالم، ويُقبل عليها السياح من جميع أنحاء العالم لزيارة هذه الآثار العظيمة، ويُقدر عدد السياح الذين يزورون الحمراء سنويًّا بأكثر من مليوني سائح، وتُعد الحمراء من أهم مصادر الدخل القومي في أسبانيا، وتُنظِّم الحكومة الأسبانية رحلات منتظمة إلى الحمراء، ويُمكن للسياح زيارة الحمراء بمفردهم أو من خلال المرشدين السياحيين الذين يُوفِّرون المعلومات حول تاريخ الحمراء ومعمارها وزخارفها.

الحمراء في الأدب

لقد تغنى الشعراء والأدباء العرب بالحمراء وجمالها وروعتها، ومنهم ابن الخطيب الذي قال فيها:
يا حمراء إني عبد طوعك لا = أملك البعد عنك لا رفت لي بعدك
أو كما قال ابن زمرك:
والحامراء، والحمراء منظرها= كأنهاجنة في ماء غدير
وقد قال فيها أمير الشعراء أحمد شوقي:
وكيف تخشى على الحمراء من أحد=وسيف بن الأحمر ماض إلى الابد
وحبذا الحمراء حين تجلّلت فجرًا=وكانت كأنها عروس ذات جيد

خاتمة

تُعد الحمراء من أهم المعالم المعمارية الباقية من العصر الإسلامي في الأندلس، وتُعبِّر هذه الآثار عن براعة المسلمين في العمارة والزخرفة والفنون المختلفة، وقد أُدرجت آثار الحمراء على قائمة التراث العالمي التابعة لليونسكو في عام 1984، وتُعد آثار الحمراء من أهم المعالم السياحية في أسبانيا، ويُقبل عليها السياح من جميع أنحاء العالم لزيارة هذه الآثار العظيمة.