عوض ربي جميل
إن التوكل على الله هو من أهم أركان الإيمان، فإن الله هو الرزاق الكريم، وهو الذي يقلب الأحزان إلى أفراح، والضيق إلى فرج، والبلاء إلى رخاء، قال تعالى: “وما ظلمناهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون”، وقال تعالى: “وإن تصبروا وتتقوا فإن ذلك من عزم الأمور”.
توكلنا على الله
إن التوكل على الله لا ينافي الأخذ بالأسباب، بل إن الأخذ بالأسباب من تمام التوكل، لأن الله هو الذي خلق الأسباب والمسببات، وهو الذي يجري الأمور وفق سننه وقوانينه، قال تعالى: “وأنزلنا من السماء ماء طهورا”، وقال تعالى: “وجعلنا الليل والنهار آيتين فمحونا آية الليل وجعلنا آية النهار مبصرة لتبتغوا فضلا من ربكم ولتعلموا عدد السنين والحساب”.
الثقة بالله
إن الثقة بالله تمنح المؤمن قوة وعزيمة لا مثيل لها، فإن المؤمن يعلم أن الله لن يضيعه، ولن يخلف وعده، قال تعالى: “والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين”، وقال تعالى: “وإن الله لذو فضل على المؤمنين”.
الصبر على البلاء
إن الصبر على البلاء من أعظم ما يرفع من درجات المؤمن، فإن المؤمن يعلم أن البلاء هو ابتلاء من الله، وأن الله يبتلي عباده ليختبرهم، قال تعالى: “إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب”، وقال تعالى: “وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون”.
التسليم لقضاء الله
إن التسليم لقضاء الله من تمام الإيمان، فإن المؤمن يعلم أن قضاء الله هو عدل وحكمة، وأن ما أراده الله كان وما لم يرده لم يكن، قال تعالى: “فلله الحمد رب السماوات والأرض رب العالمين”، وقال تعالى: “وقل ربي أعلم من جاء بالهدى ومن هو في ضلال مبين”.
الرضا بما قسم الله
إن الرضا بما قسم الله من أعظم أسباب السعادة في الدنيا والآخرة، فإن المؤمن يعلم أن الله قسم الأرزاق والآجال والأعمال بعلمه وحكمته، قال تعالى: “وأن ليس للإنسان إلا ما سعى وأن سعيه سوف يرى”، وقال تعالى: “وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا”.
الشكر على النعم
إن الشكر على النعم من أعظم ما يقرب العبد إلى ربه، فإن الله يحب الشاكرين، قال تعالى: “وأن اشكروا لي ولوالديك إلي المصير”، وقال تعالى: “لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد”.
وختامًا، فإن عوض ربي جميل لمن توكل عليه، فمن اتكل على الله وحده ولم يشرك به أحدًا، ولم ييأس من رحمته، ولم يقنط من روحه، فإن الله سيعوضه خيرًا كثيرًا في الدنيا والآخرة، قال تعالى: “وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى”، وقال تعالى: “ولله عاقبة الأمور”.