عيد أضحى مبارك، هذا العيد الذي يحمل معه الكثير من الفرح والسرور والبركة، عيد الأضحى هو عيد المسلمين الذي يأتي بعد وقفة عرفات ويستمر لمدة أربعة أيام، وهو أحد أهم الأعياد الإسلامية، حيث إنه يرتبط بمناسك الحج.
أول أيام عيد الأضحى
يبدأ عيد الأضحى بأداء صلاة العيد، ثم يبدأ المسلمون في ذبح الأضاحي وتوزيعها على الفقراء والمساكين، وتستمر الاحتفالات طوال أيام العيد.
أداء صلاة العيد
تُقام صلاة العيد في المصليات أو الساحات العامة، ويحضرها المسلمون من جميع الأعمار، وتُصلى ركعتين، وتُقرأ فيها سورة الفاتحة وسورة الضحى.
بعد الصلاة يُلقي الخطيب خطبة العيد، ويذكر فيها فضائل العيد وأهميته، ويحض الحاضرين على التقوى والبر والإحسان.
وتكون صلاة العيد سنة مؤكدة عند جمهور الفقهاء، وهي واجبة عند الحنفية، وتُسن فيها التكبيرات قبل الصلاة وبعدها.
ذبح الأضاحي
من أهم شعائر عيد الأضحى ذبح الأضاحي، حيث يذبح المسلمون الأغنام والبقر والإبل، ويوزعونها على الفقراء والمساكين، وهذا العمل يعتبر من القربات العظيمة عند الله تعالى.
ويكون ذبح الأضاحي سنة مؤكدة عند جمهور الفقهاء، وهو واجب عند الحنفية، ويجوز ذبح الأضحية من أول أيام العيد إلى آخر أيام التشريق.
ويُشترط في الأضحية أن تكون سليمة من العيوب، وأن تكون قد بلغت السن المحددة شرعًا، وأن تكون مملوكة للمضحي.
توزيع الأضاحي
بعد ذبح الأضاحي يوزع المسلمون لحومها على الفقراء والمساكين، ويوصى بأن يُعطي المضحي ثلث اللحم للفقراء، وثلثًا لأقاربه، وثلثًا لنفسه وأهله.
ويكون توزيع الأضاحي مندوبًا عند جمهور الفقهاء، وهو واجب عند الحنفية، ويجوز للمضحي أن يأكل من لحم أضحيته أو يتصدق بها أو يهديها.
ويُستحب أن يُوزع المسلمون لحوم الأضاحي على جيرانهم وأصدقائهم وأقاربهم، وأن يفرحوا بها الفقراء والمساكين.
أيام التشريق
أيام التشريق هي الأيام الثلاثة التي تلي يوم عيد الأضحى، وهي أيام يُستحب فيها للمسلمين التكبير والتهليل والتحميد، وتُسن فيها صلاة الضحى.
التكبير والتهليل والتحميد
يُستحب للمسلمين أن يكبروا ويهللوا ويحمدوا الله تعالى في أيام التشريق، ويُسن أن يكون التكبير جماعيًا في المساجد والطرقات.
ويبدأ التكبير من بعد صلاة ظهر يوم النحر إلى آخر أيام التشريق، ويُسن أن يكون التكبير بصيغة “الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله والله أكبر الله أكبر ولله الحمد”.
والتكبير في أيام التشريق من السنن المؤكدة، ويُستحب أن يُكثر المسلمون منه في هذه الأيام المباركة.
صلاة الضحى
صلاة الضحى هي صلاة تُسن في أيام التشريق، وتُصلى من بعد شروق الشمس إلى زوالها، وهي ركعتان تُصليان بنفس كيفية صلاة الصبح.
ويُستحب أن يُصلي المسلمون صلاة الضحى في جماعة، ويُسن أن يقرأ فيها سورة الفاتحة وسورة الضحى.
وعلى الرغم من أن صلاة الضحى ليست واجبة، إلا أنها من السنن المؤكدة، ويُستحب للمسلمين أن يُداوموا عليها في أيام التشريق وغيرها من الأيام.
رمي الجمرات
رمي الجمرات هو أحد مناسك الحج، ويُسن للمسلمين الذين يؤدون الحج أن يرموا الجمرات في أيام التشريق، ورمي الجمرات هو رمي الحصى على جمرة العقبة وجمرتي الأولى والوسطى.
ويُرمي الحجاج الجمرات في أيام التشريق بعد زوال الشمس، ويُستحب أن يرموها بالترتيب، وأن يرموا كل جمرة بسبع حصيات.
ورمي الجمرات من السنن المؤكدة في الحج، ويُستحب للمسلمين أن يُحرصوا على أدائها بالكيفية الشرعية.
شروط الأضحية
حتى تكون الأضحية صحيحة ومقبولة عند الله تعالى، يجب أن تتوفر فيها بعض الشروط، وهي:
سن الأضحية
يجب أن تكون الأضحية قد بلغت السن المحددة شرعًا، وهي:
- الضأن: سنة واحدة.
- المعز: ستة أشهر.
- البقر: سنتان.
- الإبل: خمس سنوات.
سلامة الأضحية
يجب أن تكون الأضحية سليمة من العيوب، وهي:
- العرج.
- العوراء.
- المريضة.
- الهرمة.
- المكسورة القرن أو الأذن.
ملكية الأضحية
يجب أن تكون الأضحية مملوكة للمضحي، ولا يجوز ذبح أضحية مسروقة أو مغصوبة.
فضل عيد الأضحى
لعيد الأضحى فضائل عظيمة، منها:
مضاعفة الأجر والثواب
يضاعف الله تعالى الأجر والثواب للمسلمين في عيد الأضحى، ويكون ذلك على العبادات والطاعات التي يقومون بها في هذه الأيام المباركة.
غفران الذنوب
يُغفر الله تعالى ذنوب المسلمين في عيد الأضحى، وهذا الفضل عظيم جدًا، ويجب على المسلم أن يُغتنم هذه الأيام المباركة ليتوب إلى الله تعالى ويُكثر من العبادات.
التقارب والرحمة
يُساعد عيد الأضحى على تقارب المسلمين ورحمتهم ببعضهم البعض، حيث يجتمع المسلمون في المصليات والطرقات ويُباركون لبعضهم البعض، ويُفرحون الفقراء والمساكين.
حكم عيد الأضحى
حكم عيد الأضحى هو السنية عند جمهور الفقهاء، وهو واجب عند الحنفية، ويُستحب للمسلمين أن يحتفلوا بهذا العيد المبارك وأن يُكثروا فيه من العبادات والطاعات.
المسائل المتعلقة بعيد الأضحى
هناك بعض المسائل المتعلقة بعيد الأضحى، منها:
تقديم الأضحية قبل العيد
يجوز تقديم الأضحية قبل العيد بيوم أو يومين عند جمهور الفقهاء، وهو مكروه عند الحنفية، ويُفضل أن يُضحي المسلم يوم العيد أو في أيام التشريق.
حكم بيع لحم الأضحية
يجوز للمسلم أن يبيع لحم أضحيته، ويجوز له أن يأكل من لحمها أو يتصدق بها أو يهديها، ويُستحب أن يُعطي ثلث اللحم للفقراء.
حكم ذبح الأضحية للحامل والمرضع
يجوز للحامل والمرضع أن تذبحا الأضحية، ويُستحب لهما أن يفعلا ذلك، ويجوز لهما أن يأكلا من لحم الأضحية أو يتصدقا به أو يهدياه.
عيد الأضحى هو عيد عظيم مبارك، وهو من أفضل الأيام عند الله تعالى، وهو فرصة للمسلمين ليتقربوا إلى الله تعالى بالعبادات والطاعات، وليُغتنموا فضائله وأجره وثواب