عيد الأضحى المبارك
عيد الأضحى المبارك، عيد الفطر الأكبر، هو أحد أهم الأعياد الإسلامية التي يحتفل بها المسلمون في جميع أنحاء العالم. ويأتي هذا العيد بعد موسم الحج، في اليوم العاشر من شهر ذي الحجة، وهو اليوم الذي وقف فيه الحجاج على جبل عرفات.
أداء فريضة الحج
يُعد الحج ركنًا من أركان الإسلام الخمسة، وفريضة واجبة على كل مسلم قادر ماليًا وبدنيًا مرة واحدة في حياته. ويبدأ الحج بالإحرام من مكة المكرمة أو من أحد المواقيت المحددة، ثم يتجه الحجاج إلى منى ثم إلى عرفات.
وفي يوم عرفة، يقف الحجاج على جبل عرفات من الظهر إلى غروب الشمس، داعين الله تعالى ومستغفرين له. وتُعد الوقفة على عرفات الركن الأعظم للحج.
وبعد غروب الشمس، يتوجه الحجاج إلى مزدلفة، ويبيت بعضهم فيها. وفي صباح اليوم التالي، يتوجهون إلى منى لرمي الجمرات الثلاث، ثم يقومون بذبح الأضاحي.
ذبح الأضاحي
يُعد ذبح الأضاحي من أهم شعائر عيد الأضحى المبارك، وهي سنة مؤكدة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. ويُسن ذبح الأضحية يوم العيد أو أيام التشريق الثلاثة.
ويجوز ذبح الإبل والبقر والغنم كأضاحي. ويجب أن تكون الأضحية سليمة وخالية من العيوب، وأن تحقق شروط السن والحجم المحددة لكل نوع من الأضاحي.
وتُوزع الأضاحي على الفقراء والمساكين والأقارب والجيران، كما يجوز للمضحّي أن يأكل منها ويهدي منها.
تكبيرات العيد
يُستحب للمسلمين أن يكبروا في العيدين، ويكثرون من التكبير في الطريق إلى صلاة العيد وفي المصلى. ويبدأ التكبير من غروب شمس ليلة العيد ويستمر حتى عصر اليوم الرابع من أيام التشريق.
ومن صيغ التكبير المشهورة: “الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر ولله الحمد.”
ويُستحب أيضًا للمسلمين أن يرددوا التكبير في بيوتهم وبين الجموع وفي الأسواق.
صلاة العيد
يُصلي المسلمون صلاة العيد في جماعة بعد شروق الشمس في مصلى العيد أو في الساحات العامة. ويُستحب اغتسال المصلين والتطيب وارتداء أفضل الثياب.
وتُقام صلاة العيد ركعتين، ويُسن أن يقرأ المصلي في الركعة الأولى سورة الفاتحة وسورة الأعلى، وفي الركعة الثانية سورة الفاتحة وسورة الغاشية.
وتُختم صلاة العيد بتكبيرات وتسليمتين.
زيارة الرحم وتبادل التهاني
من آداب عيد الأضحى المبارك زيارة الأرحام وتبادل التهاني. ويُستحب للمسلمين زيارة أقاربهم وجيرانهم ومشاركتهم الفرحة والابتهاج.
كما يُستحب تبادل التهاني بالعيد، والقول: “تقبل الله منا ومنكم”.
وتُعد زيارة الرحم وتبادل التهاني من أسباب نشر المحبة والألفة بين المسلمين.
التكافل الاجتماعي في العيد
يُعد عيد الأضحى المبارك مناسبة عظيمة للتكافل الاجتماعي ونشر الخير بين المسلمين. ويُستحب للميسورين أن يشاركوا الفقراء والمساكين فرحة العيد بتقديم الهدايا والمساعدات.
كما يُستحب إخراج زكاة الفطر قبل صلاة العيد.
ويُسهم التكافل الاجتماعي في نشر التضامن والرحمة بين المسلمين.
ختام
عيد الأضحى المبارك هو عيد الفرح والبهجة والتكافل الاجتماعي. ويحتفل المسلمون في هذا العيد بأداء فريضة الحج وذبح الأضاحي وتكبيرات العيد وصلاة العيد وزيارة الرحم وتبادل التهاني.
ويدعو الله تعالى المسلمين في عيد الأضحى المبارك إلى طاعته وتقواه وأن يتقبل منهم حجهم وعيدهم.
كل عام وأنتم بخير وعيدكم مبارك.