فراج بن مغيب بن مبخوت الدوسري
فراج بن مغيب بن مبخوت الدوسري، شاعر وفارس من شعراء أهل البادية والشجعان الذين اشتهروا بالكرم والرجولة والوفاء وحب الوطن، يُعرف بـ”شاعر نجد”، وقد ولد فراج بن مغيب بن مبخوت الدوسري في بلده “المشيقر” الواقعة في قلب نجد عام 1855م، ونشأ في بيت محافظةٍ على الأدب والثقافة، فوالده “مغيب بن مبخوت” من فرسان قبيلة “الدواسر”، وأحد شعرائها، وجده “مبخوت” من فرسانها وشعرائها أيضًا، وكانوا يعدّون من أركان قبيلتهم، وكانوا مشهورين بين القبائل الأخرى بالكرم والشجاعة.
نشأة فراج بن مغيب ونبوغه:
نشأ فراج في بيئة عشائرية محافظة، وتلقى تعليمه على يد والده، فحفظ القرآن الكريم وأتقن الفروسية، وتعلم فنون القتال والرماية، وأخذ عن والده حب الشعر والأدب، فبدأ ينظم الشعر في سن مبكرة، وأظهر موهبة شعرية عالية، تفوق فيها على أقرانه، فاشتهر بين القبائل المجاورة.
عرف فراج بن مغيب منذ صغره بالشجاعة والإقدام، وكان فارسًا ماهرًا، وشارك في العديد من المعارك والغزوات، وأبلى بلاءً حسنًا، فذاع صيته بين القبائل، وأصبح اسمه مهابًا بين الأعداء، وكان فراج بن مغيب يتميز بحسن الخلق والمعشر، فكان كريمًا جوادًا، ومشهورًا بالوفاء وحب الوطن، وكان يحظى باحترام وتقدير الجميع.
مشاركاته في المعارك والغزوات:
شارك فراج في العديد من المعارك والغزوات، وكان من أبرز فرسان قبيلته، وقد قاد العديد من الغزوات على القبائل المجاورة، وغنم منهم الكثير من الإبل والغنائم، وأغار على قبيلة “عتيبة” بعد مقتل أخيه “شبيب” في إحدى الغزوات، فنهب إبلهم وأخذ منهم الكثير من السبايا، وكان فارسًا مقدامًا لا يهاب الموت.
قاد فراج بن مغيب العديد من المعارك ضد جيوش الدولة العثمانية، التي كانت تحاول السيطرة على نجد، وكان من أشد المقاومين للاحتلال العثماني، وقد شارك في معارك كثيرة، وكان من أبرز قادة المقاومة الشعبية ضد العثمانيين.
قاد فراج بن مغيب المعارك ضد جيوش الملك عبدالعزيز آل سعود، وانتصر عليهم في العديد من المعارك، ولكن في النهاية انضم إلى قوات الملك عبدالعزيز ودخل في طاعته، وكان من أشد أنصاره ومؤيديه، وقد كان من أبرز قادة جيش الملك عبدالعزيز في توحيد المملكة العربية السعودية.
مكانته الشعرية وأشهر قصائده:
كان فراج بن مغيب شاعرًا مفوهًا، يتميز شعره بالقوة والجزالة، وكان من أشهر الشعراء في وقته، وقد ترك وراءه ديوانًا من الشعر يضم قصائد عديدة، تميزت بالفصاحة والعمق، وكان فراج بن مغيب من أبرز شعراء الغزل، وقد تغنى في الكثير من قصائده بالمرأة وجمالها، كما تغنى بالوطن والحب والحرية.
{|}
يتميز شعر فراج بن مغيب بالصورة الشعرية الجميلة، واللغة القوية والمعبرة، وكان شاعرًا فذًا، يمتلك موهبة شعرية عالية، وقد نال شعره شهرة واسعة، وأصبح من أشهر شعراء نجد، ولا يزال شعره يُتداول بين الناس حتى يومنا هذا.
{|}
من أشهر قصائد فراج بن مغيب، قصيدة “يا دارها بالروضة الغناء”، وهي قصيدة غزلية رائعة، يصف فيها فراج جمال محبوبته، ويقول فيها:
يا دارها بالروضة الغناء ** يا دار من سكنتِ هواه
يا دار من سكنتِ فؤاده ** ومهجتي وارتمى ببابه
دار الحبيب وأرض وادي ** غصن أمل ومورد شبابه
دوره في توحيد المملكة العربية السعودية:
كان فراج بن مغيب من أبرز المؤيدين للملك عبدالعزيز آل سعود في توحيد المملكة العربية السعودية، وقد كان من أبرز قادة جيش الملك عبدالعزيز، وكان له دور كبير في إقناع العديد من القبائل بالانضمام إلى قوات الملك عبدالعزيز.
{|}
قاد فراج بن مغيب العديد من المعارك ضد خصوم الملك عبدالعزيز، وكان من أبرز قادة الجيش السعودي في معركة “السبلة”، التي كانت من أهم معارك توحيد المملكة العربية السعودية، وقد انتصر الملك عبدالعزيز في هذه المعركة بفضل شجاعة فراج بن مغيب وقادته الأبطال.
بعد توحيد المملكة العربية السعودية، كان فراج بن مغيب من أبرز الشخصيات التي ساهمت في بناء الدولة السعودية الحديثة، وكان من أوائل المسؤولين الذين عينهم الملك عبدالعزيز في مناصب مهمة، فقد عينه أميرًا على منطقة “المشيقر”، وكان له دور كبير في تطوير المنطقة وتحسين أحوال أهلها.
صفات فراج بن مغيب الشخصية:
{|}
كان فراج بن مغيب رجلاً كريمًا جوادًا، وكان مشهورًا بالوفاء وحب الوطن، وكان يحظى باحترام وتقدير الجميع، وكان فراج بن مغيب رجلاً شجاعًا مقدامًا، لا يهاب الموت، وكان فارسًا ماهرًا، يمتلك مهارات قتالية عالية، وكان فراج بن مغيب رجلاً متدينًا، يحافظ على الصلاة والصيام، وكان يحث الناس على فعل الخير.
{|}
كان فراج بن مغيب رجلاً محافظًا على العادات والتقاليد العربية الأصيلة، وكان يحترم الكبير ويعطف على الصغير، وكان رجلاً حليمًا، لا يغضب بسهولة، وكان يتحمل المسؤولية، ويحافظ على الوعود، وكان رجلاً ذكيًا، يتمتع بالفطنة والنباهة، وكان رجلاً حكيمًا، يصدر أحكامه بحكمة وعقلانية.
كان فراج بن مغيب رجلاً مثقفًا، يحب الأدب والشعر، وكان يجيد اللغة العربية، وكان يقرأ الكتب، وكان يحضر مجالس العلم والاستماع إلى العلماء والشعراء، وكان رجلاً متواضعًا، لا يتكبر على أحد، وكان يحب مساعدة الناس.
وفاته:
توفي فراج بن مغيب في بلدته “المشيقر” عام 1937م، عن عمر يناهز 82 عامًا، بعد حياة حافلة بالعطاء والإنجازات، ودفن في مقبرة “المشيقر”، وقد ترك خلفه إرثًا كبيرًا من الشعر والأدب والفروسية، ولا يزال اسمه يُذكر بين الناس حتى يومنا هذا، ويُعد واحدًا من أهم شعراء نجد في القرن العشرين.
الخاتمة:
كان فراج بن مغيب بن مبخوت الدوسري من أبرز شعراء نجد في القرن العشرين، وكان فارسًا شجاعًا، وكريمًا جوادًا، ومشهورًا بالوفاء وحب الوطن، وكان له دور كبير في توحيد المملكة العربية السعودية، وقد ترك خلفه إرثًا كبيرًا من الشعر والأدب والفروسية، ولا يزال اسمه يُذكر بين الناس حتى يومنا هذا.