كثيرة هي التحديات التي تواجهنا في هذه الحياة، كثيرة هي العقبات التي تقف في طريقنا، وكثيرة هي المخاوف التي تنتابنا، ففي كثير من الأحيان نشعر بالضيق والاختناق، وندخل في دوامة من القلق والتوتر، ونفقد الأمل ونسلم بالهزيمة.
فوضت أمري لله
في خضم هذه التحديات نحتاج إلى من يمسك بأيدينا، ندعوه فنُجاب، ونتضرع إليه فيُكشف كربنا، نحتاج إلى سند قوي نبث إليه همومنا فنرتاح، ونلقي عليه أحزاننا فنطمئن، نحتاج إلى قوة خارقة تُعيد إلينا الأمل وتُشعل فينا جذوة التفاؤل، نحتاج إلى الله.
الاستسلام لله
إن الاستسلام لله هو أول خطوة على طريق الراحة والطمأنينة، فالله هو المُسيطر على الكون بأكمله، وهو المدبر لأمور العباد، وهو الناصر لعباده المؤمنين، فإذا فوضنا أمرنا إليه تولى هو تدبير أمورنا، وأراحنا من عناء التفكير والقلق، وأبدل خوفنا أمناً، وقلقنا سكينة.
فالاستسلام لله لا يعني الكسل أو اليأس، بل يعني الثقة الكاملة في قدراته، واليقين بأنه لن يضيعنا، وبأنه سيسهل لنا أمورنا، ويرزقنا من حيث لا نحتسب، والاستسلام لله يعني أن نوكل أمرنا إليه، وأن نصبر على قضائه، وأن نرضى بقسمته، فإذا أحسنا الظن بالله، وفوضنا أمرنا إليه، فسيكفينا كل شيء.
وكم من مرة أحسسنا بالضيق وقلة الحيلة، وتوالت علينا الأزمات والمحن، ففوضنا أمرنا لله، وتوكلنا عليه، ففرج الله عنا كربنا، وحل أزماتنا، وأزال همومنا، وأبدل ضيقنا فرجاً.
التوكل على الله
التوكل على الله هو الثقة الكاملة به، والاعتماد عليه في كل أمورنا، واليقين بأنه لن يخذلنا، ولا يضيعنا، ولا يكلنا إلى أنفسنا، فإذا توكلنا على الله حق التوكل، كفانا شرور الدنيا والآخرة، ورزقنا من حيث لا نحتسب، وأصلح أحوالنا، ويسر لنا أمورنا.
وكم من مرة فقدنا الأمل في تحقيق أمنية، أو حل مشكلة، أو زوال محنة، فتوجهنا إلى الله بالدعاء والتوكل، فاستجاب الله دعاءنا، وحقق أمنيتنا، وحل مشكلتنا، وزال همنا، وكل ذلك بفضل توكلنا على الله وثقتنا به.
وكم من مرة خسرنا مالاً أو عملاً أو شخصاً عزيزاً، فأصابنا الحزن والأسى، فتوكلنا على الله، وظننا به الظن الحسن، ف عوضنا الله خيراً مما فقدنا، ورزقنا من حيث لا نحتسب، وأصلح أحوالنا.
الثقة بالله
الثقة بالله هي اليقين بأن الله معنا، وأنه سيعيننا، وأنه لن يتركننا، مهما كانت الظروف، ومهما تعاظمت الصعاب، فإذا وثقنا بالله، سهل لنا الطريق، ويسر لنا الأمور، وأعاننا على تخطي العقبات، ورزقنا من حيث لا نحتسب.
وكم من مرة خضنا امتحاناً أو مقابلة عمل أو أي موقف صعب، فتملكنا الخوف والقلق، فتوجهنا إلى الله بالدعاء والثقة، فوفقنا الله، ويسر لنا أمرنا، ورزقنا من حيث لا نحتسب، وكل ذلك بفضل ثقتنا بالله ويقيننا به.
وكم من مرة تعرضنا لموقف صعب أو أزمة خانقة، فأصابتنا الحيرة والارتباك، فتوجهنا إلى الله بالدعاء والثقة، ففتح الله لنا أبواباً مغلقة، وأزال عنا الهموم، وحل مشكلاتنا، وكل ذلك بفضل ثقتنا بالله ويقيننا به.
الرضى بقضاء الله
الرضى بقضاء الله هو القبول بما كتبه الله لنا، واليقين بأنه خير لنا، وأنه لن يقدر لنا إلا ما فيه خير لنا، فإذا رضينا بقضاء الله، انتفت من قلوبنا الغصة والحسرة، وامتلأت نفوسنا بالسعادة والطمأنينة.
وكم من مرة حدثت لنا أشياء لم ترق لنا، فغضبنا وأسأنا الظن بالله، فتوجهنا إلى الله بالدعاء والرضى، فبدل الله حزننا فرحاً، وهمنا سعادة، وضيقنا فرجاً، وكل ذلك بفضل رضانا بقضاء الله ويقيننا بأن ما كتبه لنا هو خير لنا.
وكم من مرة تمنينا أشياء لم يتحقق لنا الحصول عليها، فأصابنا الحزن والأسى، فتوجهنا إلى الله بالدعاء والرضى، فعوضنا الله خيراً مما تمنينا، ورزقنا من حيث لا نحتسب، وأصلح أحوالنا، وكل ذلك بفضل رضانا بقضاء الله ويقيننا بأن ما كتبه لنا هو خير لنا.
الصبر على ابتلاء الله
الصبر على ابتلاء الله هو التحمل والصبر على ما يصيبنا من أزمات ومحن، واليقين بأنها من عند الله، وأنه يبتلينا بها لنرفع درجاتنا، ولنمحو منا الخطايا، ولنختبر صبرنا وإيماننا.
وكم من مرة ابتلينا بالمرض أو الفقر أو فقدان عزيز، فتذمرنا وسخطنا على قضاء الله، فتوجهنا إلى الله بالدعاء والصبر، فرفع الله عنا البلاء، ورزقنا من حيث لا نحتسب، وأصلح أحوالنا، وكل ذلك بفضل صبرنا على ابتلاء الله ويقيننا بأنه خير لنا.
وكم من مرة أصابنا الحزن أو القلق أو الخوف، فتوجهنا إلى الله بالدعاء والصبر، فبدل الله حزننا فرحاً، وهمنا سعادة، وخوفنا أمناً، وكل ذلك بفضل صبرنا على ابتلاء الله ويقيننا بأن ما كتبه لنا هو خير لنا.
التسليم لحكم الله
التسليم لحكم الله هو الإذعان لقضائه، والقبول بما قسمه لنا، واليقين بأنه العليم الحكيم، وأنه لن يظلمنا، ولا يضيعنا، ولا يقدر لنا إلا ما فيه خير لنا.
وكم من مرة تعرضنا للظلم أو الخيانة أو أي أذى من الآخرين، فتملكنا الغضب والحقد، فتوجهنا إلى الله بالدعاء والتسليم، فانتقم الله لنا، ورد عنا الظلم، وكفانا شرور الناس، وكل ذلك بفضل تسليمنا لحكم الله ويقيننا بأنه العادل.
وكم من مرة خاننا الأصدقاء أو الأهل أو الأقارب، فأصابنا الحزن والأسى، فتوجهنا إلى الله بالدعاء والتسليم، فعوضنا الله خيراً مم