قصائد بن جدلان حكمة
الشاعر بن جدلان: الحكيم والشاعر البدوي
كان بن جدلان شاعرًا وحكيمًا بدويًا عاش في القرن السابع الميلادي. اشتهر بأشعاره الحكيمة التي عبرت عن مفاهيم عميقة حول الحياة والإنسان والمجتمع.
حكمة بن جدلان في حب الوطن
حملت قصائد بن جدلان حبًا عميقًا لوطنه، وكان دائمًا يبرز فضائل قبيلته وعاداتها وتقاليدها. قال في إحدى قصائده:
وينشدك وينشدوني عن الدار فقل لهم ما نزال بها مقيمين
فلو جعلت دراهمهن أثمانًا ما فرطنا بها ولا بعناها بدين
ويقول في قصيدة أخرى:
حب الوطن فرض علينا مفروض من قبل أن يخلق من الحور العين
فداؤه بالأنفس عند الحروب وحفظه بالمهج والدين والدين
حكمة بن جدلان في العقل والحكمة
أكد بن جدلان على أهمية العقل والحكمة في الحياة، معتبرًا إياهما أساسًا للتغلب على الصعوبات وتحقيق النجاح. قال في إحدى قصائده:
العقل سلطان وأنت سوقه لا تنزلنه ذليلًا ساقطًا
والرأي أقصى ما يرجى الفتى وهو الذي تهفو له الأطماع
ويقول في قصيدة أخرى:
أرى العقل كالدنيا له غرة كما للفراشين التي في الجناح
فلا تركنن أيها المرء لغيره فذاك هو المأمون في كل راح
حكمة بن جدلان في الصداقة
أثنى بن جدلان على الصداقة والوفاء، معتبرًا إياهما من أهم دعائم الحياة. قال في إحدى قصائده:
الصديق صدوق الوعد ذو المواثيق خبير بأنواع الوفاء الصراح
يوفيك ما استطاع إذا ظفرت به ولا يصد عنك وجهه في المعاد
ويقول في قصيدة أخرى:
الصديق كنز لا يفنى قيمته بالوفاء والسخاء والسداد
وخير منه المكذوب طيب اللقا للعدو ظاهرًا وفي الهوى فاسد
حكمة بن جدلان في الشجاعة والإقدام
شجع بن جدلان على الشجاعة والإقدام، معتبرًا إياهما من صفات الرجال الحقيقيين. قال في إحدى قصائده:
فإنك إن لم تخش عاقبة الردى فبادره أنت الجبان المهين
فليس يزال المرء في الناس جبانًا وضيعًا إذا ما خاف من كل حين
ويقول في قصيدة أخرى:
الشجاع الذي في الحرب لا يتوانى ولو قيل قد أظلمت عليك السبيل
فلا وهن فيهم ولا نكوص إلى الو غى حتى يهلك أو يرى من كمي
حكمة بن جدلان في العفة والحياء
شدد بن جدلان على أهمية العفة والحياء، معتبرًا إياهما من أهم القيم الأخلاقية. قال في إحدى قصائده:
فأي امرئ باع المعيشة بالمنى فذاك امرؤ قد خان سراً ودين
فإن تعف نفس عن دنايا العيش تصن نفسها وتكرمها عن الدني
ويقول في قصيدة أخرى:
الصون من شر الرجال وقاية من صانه أثبت له وأطابا
والعرض أبقى للمرء من المال فاحذر عليه سوقه وذهابا
حكمة بن جدلان في الكرم والجود
أشاد بن جدلان بالكرم والجود، معتبرًا إياهما من أسمى الفضائل. قال في إحدى قصائده:
فبالكرم نالت مكارم مجدها وأيدت أركانها وأساسا
وإن الكريم فيه رفع شرف بها وإن الدني يلقى منها خساسة
ويقول في قصيدة أخرى:
فإنك إن أكرمت في الناس تخدم وإن أكرموك منهم كنت نائلا
الخاتمة
جسدت قصائد بن جدلان حكمة عميقة وشاملة، تناولت مختلف جوانب الحياة الإنسانية. وأصبحت أشعاره مصدرًا للإلهام والإرشاد للأجيال اللاحقة، وما زالت قصائده تتردد بين الناس حتى يومنا هذا، شاهدة على حكمة وحنكة من أطلق عليه لقب “حكيم البادية”.