الكرم
مقدمة:
الكرم صفة عظيمة ومحبوبة، وهي تعني العطاء دون مقابل، وإسداء المعروف إلى الآخرين، والسخاء في النفقة، والبذل دون تردد، وهي من أهم الأخلاق التي حث عليها الإسلام، وبين فضلها وثوابها العظيم.
مفهوم الكرم:
الكرم هو خلق نابع من نقاء النفس وطيب القلب، وهو عطاء بلا حدود، وبذل بلا منة، وهو تجاوز حد الواجب، وإعطاء ما لا يجب. والكريم هو من يعطي بسخاء دون تردد، ولا ينتظر مقابل عطائه، ولا يذكر معروفه، ولا يمن به على أحد.
فضائل الكرم:
الكرم من الأخلاق الحميدة التي لها فضائل كثيرة، منها:
– محبة الناس: الكريم محبوب من الناس، ويحظى بإعجابهم واحترامهم، ويتمنى الجميع مجالسته والتقرب منه.
– رضا الله تعالى: الكرم من الأعمال التي يرضاها الله تعالى، ويجزي عليها عباده أفضل الجزاء.
– دخول الجنة: الكريم من الذين يدخلون الجنة بغير حساب، كما ورد في الحديث النبوي الشريف: “السخي قريب من الله، قريب من الجنة، قريب من الناس، بعيد من النار”.
أنواع الكرم:
الكرم أنواع عديدة، منها:
– كرم المال: وهو إعطاء المال للمحتاجين والفقراء، والإنفاق في سبيل الله تعالى.
– كرم النفس: وهو العفو عن المسيء، وعدم طلب الانتقام، والتسامح مع الآخرين.
– كرم الجاه: وهو مساعدة الآخرين في الحصول على المناصب والوظائف، والدفاع عن حقوقهم.
الكرم في الإسلام:
حث الإسلام على الكرم، وجعله من الأخلاق المحببة إليه، وحث على ممارسته، ووعد الكريم بأفضل الثواب.
وردت في القرآن الكريم آيات كثيرة تحث على الكرم، منها قوله تعالى: “إن الله يحب المحسنين”، وقوله تعالى: “ومن يؤت ما أتى وهو محسن فقد أحسن”.
كما وردت في السنة النبوية الشريفة أحاديث كثيرة تمدح الكريم، وتحث على الكرم، منها قوله صلى الله عليه وسلم: “الخير فيمن تجد في صدره رقة، وفي لسانه صدقا، وفي كفه كرما”.
الفرق بين الكرم والإسراف:
الكرم مختلف عن الإسراف، فالكرم هو العطاء في حدود المعقول، أما الإسراف فهو تجاوز الحد في العطاء، وهو من الأمور المذمومة.
الكريم هو من يعطي ما يفضل عن حاجته، أما المسرف فهو من ينفق أكثر مما يملك، ويستدين لكي ينفق.
الكرم محمود ومحبوب، أما الإسراف فهو مذموم ومنهي عنه.
الآثار السلبية لعدم الكرم:
عدم الكرم من الأمور المذمومة التي لها آثار سلبية كثيرة، منها:
– كراهية الناس: البخيل مكروه من الناس، ويحظى بازدرائهم واحتقارهم، ويتمنى الجميع الابتعاد عنه.
– غضب الله تعالى: البخل من الأعمال التي يغضب الله تعالى، ويجازي عليها عباده أسوأ الجزاء.
– الحرمان من الجنة: البخيل من الذين يحرمون من دخول الجنة، كما ورد في الحديث النبوي الشريف: “لا يدخل الجنة بخيل”.
الخاتمة:
الكرم خلق عظيم ومحبوب، وهو من الأخلاق التي حث عليها الإسلام، وبين فضلها وثوابها العظيم. والكرم له أنواع عديدة، منها كرم المال، وكرم النفس، وكرم الجاه. والكرم مختلف عن الإسراف، وعدم الكرم له آثار سلبية كثيرة.