لون العيون من الصفات المكتسبة
لون العينين ليس سمة وراثية أو محددة مسبقًا، ولكنه خاصية مكتسبة تتطور وتتغير مع مرور الوقت استجابةً لعوامل بيئية مختلفة. يمكن أن تتغير درجات اللون وتركيبات الألوان حسب العمر والعوامل الأخرى، مما يخلق مجموعة واسعة من الألوان الممكنة.
العوامل المؤثرة على لون العيون
الصباغ
العامل الرئيسي الذي يحدد لون العينين هو وجود صبغة الميلانين في قزحية العين. الميلانين هو صبغة بنية غامقة توجد أيضًا في الجلد والشعر. كلما زادت كمية الميلانين في القزحية، كلما كانت العيون أغمق لونًا.
تنتج الخلايا الخاصة في القزحية تسمى الخلايا الصباغية الميلانين. يمكن تحفيز إنتاج الميلانين بواسطة التعرض لأشعة الشمس فوق البنفسجية، مما يؤدي إلى تغميق لون العيون بشكل عام.
يحتوي الأشخاص ذوو العيون البنية على كميات عالية من الميلانين في قزحياتهم، بينما يحتوي الأشخاص ذوو العيون الزرقاء على مستويات منخفضة من الميلانين.
تشتت رايلي
عندما يمر الضوء عبر القزحية، فإنه يتشتت جزئيًا بسبب جسيمات صغيرة تسمى جزيئات الكولاجين. هذا التشتت، المعروف باسم تشتت رايلي، هو ما يعطي العيون الزرقاء والرمادية لونها المميز.
يحدث تشتت رايلي عند أطوال موجية أقصر (أزرق وأرجواني)، بينما تمر الأطوال الموجية الأطول (الأحمر والبرتقالي والأصفر) دون عائق. هذا الانتثار للأطوال الموجية الأقصر هو ما ينتج عنه مظهر العيون الزرقاء والرمادية.
تشتت رايلي أكثر وضوحًا في القزحيات التي تحتوي على كميات أقل من الميلانين، مما يفسر سبب ميل العيون ذات اللون الفاتح إلى الظهور باللون الأزرق أو الرمادي.
العمر
لون العيون ليس ثابتًا طوال الحياة. في الواقع، قد تتغير العيون بشكل كبير في اللون خلال الأشهر والسنوات الأولى من الحياة.
عادةً ما تكون عيون الأطفال حديثي الولادة زرقاء أو رمادية بسبب انخفاض إنتاج الميلانين. مع مرور الوقت، تبدأ الخلايا الصباغية في إنتاج الميلانين، مما يؤدي إلى تغميق لون العيون.
قد تستمر العيون في تغيير لونها حتى سن المراهقة، وعادةً ما تستقر في اللون النهائي في أواخر سن المراهقة أو أوائل العشرينات من العمر.
أنواع ألوان العيون
عيون بنية
العيون البنية هي الأكثر شيوعًا في العالم، وهي ناتجة عن وجود كميات عالية من الميلانين في القزحية.
يمكن أن تتنوع العيون البنية من اللون البني الفاتح إلى البني الداكن، وذلك بسبب الاختلافات في تركيز الميلانين.
{|}
ترتبط العيون البنية عمومًا بالدفء والقوة، وهي شائعة في العديد من مناطق العالم.
عيون زرقاء
العيون الزرقاء هي نتيجة تشتت رايلي، حيث يتشتت الضوء الأزرق بشكل أقوى من الأطوال الموجية الأخرى في القزحية.
تحتوي العيون الزرقاء على كميات قليلة جدًا من الميلانين، مما يسمح بإنتاج تشتت رايلي الملحوظ.
ترتبط العيون الزرقاء غالبًا بالجمال والهدوء، وهي شائعة في شمال ووسط أوروبا.
{|}
عيون رمادية
العيون الرمادية هي نتيجة لمزيج من تشتت رايلي وكميات منخفضة من الميلانين في القزحية.
تبدو العيون الرمادية أكثر لونًا أزرقًا في ظروف الإضاءة الساطعة، وأكثر لونًا أخضرًا في ظروف الإضاءة المنخفضة.
ترتبط العيون الرمادية غالبًا بالذكاء والغموض، وهي شائعة في العديد من مناطق العالم.
عيون خضراء
العيون الخضراء نادرة نسبيًا، وهي ناتجة عن مزيج من تشتت رايلي وكميات صغيرة من الميلانين.
تحتوي العيون الخضراء على صبغة صفراء تسمى الليبوكروم، والتي تتفاعل مع اللون الأزرق المتناثر لإنتاج اللون الأخضر.
ترتبط العيون الخضراء غالبًا بالسحر والغموض، وهي شائعة في مناطق معينة من أوروبا والشرق الأوسط.
عيون العنبر
عيون العنبر هي مزيج من اللونين البني والأخضر، وهي ناتجة عن وجود الميلانين والليبوكروم في القزحية.
{|}
تحتوي عيون العنبر على كميات أكبر من الميلانين من العيون الخضراء، مما يعطيها لونًا بنيًا أكثر دفئًا.
ترتبط عيون العنبر غالبًا بالدفء والتواصل، وهي شائعة في العديد من مناطق العالم.
عيون متغايرة اللون
عينان متغايرتان اللون هي عيون ذات ألوان مختلفة. يمكن أن تحدث عيون مختلفة الألوان بسبب عوامل جينية أو اضطرابات أخرى.
أحد أشكال العينين المتغايرتين اللون هو العيون القطبية، حيث يكون أحد القزحيتين أغمق لونًا من الآخر.
ترتبط العيون المتغايرتان اللون غالبًا بالتفرد والغموض، وهي نادرة نسبيًا.
{|}
الخلاصة
{|}
لون العيون ليس مجرد سمة وراثية بل هو أيضًا خاصية مكتسبة تتطور وتتغير طوال حياتنا. يتحدد اللون الأساسي للعينين من خلال كمية الميلانين في القزحية، كما أن العوامل الأخرى مثل تشتت رايلي والعمر تؤثر أيضًا على اللون النهائي للعينين.
توجد مجموعة واسعة من ألوان العيون المختلفة، ولكل منها مظهرها وارتباطاتها الثقافية الفريدة. سواء كانت عيونًا بنية دافئة أو عيونًا زرقاء هادئة أو عيون خضراء ساحرة، فإن لون العيون يساهم في جمالنا وتفردنا.