محمد الخس
محمد بن علي بن محمد الخس، فقيه شيعي إثني عشري، عاش في العراق في القرن الرابع عشر الميلادي. اشتهر بمؤلفاته العديدة في الفقه والأصول والعقائد، ولا سيما كتابه الشهير “معالم الدين وملاذ المجتهدين”. ويُعد من أهم أعلام مدرسة “الاخباريين”، التي تؤمن بأن أحكام الشريعة الإسلامية يجب أن تستمد من الأحاديث النبوية والروايات المأثورة عن أئمة أهل البيت دون اللجوء إلى العقل والقياس.
نشأته وتعليمه
ولد محمد الخس في عام 1304 م في مدينة “الحلة” جنوبي العراق. نشأ في بيئة علمية، وكان والده من الفقهاء الشيعة المعروفين. تلقى تعليمه الديني على يد كبار علماء عصره، مثل “الشهيد الأول” محمد بن مكي العاملي، و”الشهيد الثاني” زين الدين بن علي الجبعي العاملي.
أتقن محمد الخس علوم الفقه والأصول والحديث والتفسير، وأصبح من أبرز فقهاء مدرسة “الاخباريين”. وكان مناصرًا قويًا للإمامة وولاية أهل البيت، وله آراء فقهية وعقدية متميزة في العديد من المسائل.
مؤلفاته
{|}
ترك محمد الخس العديد من المؤلفات القيمة في الفقه والأصول والعقائد، ومن أشهرها:
- “معالم الدين وملاذ المجتهدين”: وهو كتاب ضخم يضم أكثر من ثمانين مجلدًا، ويُعد موسوعة فقهية شاملة تضم آراء الفقهاء الشيعة في مختلف المسائل الفقهية.
- “المسالك في شرح شرائع الإسلام”: وهو شرح لكتاب “شرائع الإسلام” للعلامة الحلي، أحد أهم كتب الفقه الجعفري.
- “الرسائل الفقهية”: وهي مجموعة من الرسائل الصغيرة التي تناولت مختلف المسائل الفقهية والعقدية.
مدرسته الفقهية والعقدية
كان محمد الخس من أبرز أعلام مدرسة “الاخباريين”، التي تتميز بالتأكيد على ضرورة الاعتماد على الأحاديث النبوية والروايات المأثورة عن أهل البيت في استنباط الأحكام الشرعية. وكان الخس من المدافعين الشديدين عن هذا المنهج، وعارض بشدة استخدام العقل والقياس في الفقه.
في العقيدة، كان محمد الخس من أنصار الإمامة والولاية، ويعتقد بوجوب إمامة اثني عشر إمامًا من أهل البيت. كما كان مؤمنًا بالرجعة، وهي عقيدة شيعية تؤمن بعودة الأئمة والمؤمنين في آخر الزمان.
آراؤه الفقهية والعقدية المتميزة
تميز محمد الخس بعدد من الآراء الفقهية والعقدية المتميزة، ومنها:
- رأيه في مسألة “الحيل الشرعية”: يرى الخس أن الحيل الشرعية جائزة إذا كانت مبنية على دليل شرعي، ولا تؤدي إلى إسقاط التكليف أو تحليل الحرام.
- رأيه في مسألة “تقليد الميت”: يرى الخس أن تقليد الميت جائز إذا كان من الفقهاء الموثوقين، ولم يتغير اجتهاده بعد وفاته.
- رأيه في مسألة “الرجعة”: يرى الخس أن الرجعة عقيدة صحيحة، وأنها ستحدث في آخر الزمان.
أهمية محمد الخس ودوره في الفقه الجعفري
يُعد محمد الخس من أهم أعلام الفقه الجعفري في القرن الرابع عشر الميلادي. وقد ترك تراثًا فكريًا كبيرًا من خلال مؤلفاته العديدة، ولا سيما كتابه “معالم الدين وملاذ المجتهدين” الذي يُعد من أبرز الموسوعات الفقهية الشيعية. كما كان الخس من المدافعين عن مدرسة “الاخباريين”، وساهم في نشر أفكارها ونشرها.
{|}
ولا تزال مؤلفات محمد الخس مرجعًا مهمًا لفقهاء الشيعة، وتُدرّس في الحوزات العلمية الشيعية. وتُعد آراؤه الفقهية والعقدية محل نقاش ودراسة حتى اليوم.
الخاتمة
كان محمد الخس فقيهًا شيعيًا إثني عشريًا بارزًا، عاش في العراق في القرن الرابع عشر الميلادي. اشتهر بمؤلفاته العديدة في الفقه والأصول والعقائد، وكان من أبرز أعلام مدرسة “الاخباريين”. تميز بعدد من الآراء الفقهية والعقدية المتميزة، ولا سيما آراؤه في مسألة “الحيل الشرعية” و”تقليد الميت” و”الرجعة”. ويُعد تراثه الفكري من أهم المراجع في الفقه الجعفري حتى يومنا هذا.