مسجد العنبرية
يعتبر مسجد العنبرية أحد المساجد التاريخية الشهيرة في مدينة بغداد، عاصمة العراق، وقد بُني في عهد الخليفة العباسي المعتضد بالله (279-289 هـ/ 892-902 م)، ويقع في منطقة باب العنبرية في الكرخ من بغداد.
التأسيس والبناء
{|}
أسس الخليفة المعتضد بالله مسجد العنبرية في سنة 283 هـ/896 م، وسماه باسم “جامع المعتضد”، وقد عهد إلى المهندس المعماري الشهير علي بن بشرى بإشراف بنائه، واستغرق بناؤه ست سنوات، وتم افتتاحه في سنة 289 هـ/902 م.
بني المسجد على مساحة واسعة تقدر بحوالي 17000 متر مربع، ويتكون من صحن كبير مكشوف تحيط به أربعة أروقة، ويتوسط الصحن بركة ماء رخامية كبيرة، ويوجد في جانب القبلة محراب منحوت بدقة متناهية من الرخام الأبيض، ويحيط بالمحراب من الجانبين منبر خشبي منقوش، وفي المسجد مئذنة مربعة الشكل يبلغ ارتفاعها حوالي 50 متراً، وتتميز المئذنة بزخارفها الجصية والآجرية، وتعتبر واحدة من أقدم مآذن بغداد.
التوسعات والإصلاحات
{|}
خلال العصور المتعاقبة، خضع مسجد العنبرية للعديد من التوسعات والإصلاحات، ففي العهد العثماني، أضاف السلطان العثماني سليمان القانوني (926-974 هـ/ 1520-1566 م) رواقاً جديداً إلى المسجد، وفي العهد المملوكي، أضاف السلطان قلاوون (678-689 هـ/ 1279-1290 م) مدرسة إلى المسجد، وفي العهد الصفوي، أضاف الشاه عباس الأول (995-1038 هـ/ 1587-1629 م) مكتبة وداراً للحديث إلى المسجد.
في العصر الحديث، خضع مسجد العنبرية لعملية ترميم شاملة في أواخر القرن العشرين، حيث تم ترميم المئذنة وإعادة بناء الأروقة وإضافة نظام إنارة جديد، كما تم ترميم المحراب والمنبر والبركة المائية.
العمارة والزخرفة
يتميز مسجد العنبرية بطرازه المعماري الفريد، حيث يجمع بين العمارة العباسية والسلاجقة والعثمانية، ويتكون المسجد من صحن كبير تحيط به أربعة أروقة، يتوسط الصحن بركة ماء رخامية كبيرة، ويوجد في جانب القبلة محراب منحوت بدقة متناهية من الرخام الأبيض، ويحيط بالمحراب من الجانبين منبر خشبي منقوش.
كما يتميز المسجد بزخارفه الجصية والآجرية، حيث يوجد في الأروقة والصحن زخارف نباتية وهندسية دقيقة، وتعتبر المئذنة نموذجاً رائعاً للعمارة السلجوقية، حيث تتميز بزخارفها الآجرية المتنوعة، كما يوجد في المسجد مكتبة ودار للحديث تتميزان بزخارفهما الجصية والخشبية.
{|}
الأهمية الدينية والثقافية
يعتبر مسجد العنبرية من المساجد المهمة في بغداد، وقد كان على مر العصور مركزاً للعبادة والعلم والثقافة، فقد كان المسجد يضم مدرسة دينية كبيرة، ويوجد في المسجد مكتبة تحوي العديد من المخطوطات والكتب النادرة، وكان المسجد مركزاً للعديد من الأنشطة الثقافية، مثل الدروس الدينية والندوات والمجالس العلمية.
كما كان مسجد العنبرية من المساجد التي يرتادها الخلفاء والوزراء والأمراء، وكان يحتضن المناسبات الدينية والاجتماعية، مثل صلاة الجمعة وعيدي الفطر والأضحى، ويعتبر المسجد اليوم من المعالم السياحية المهمة في بغداد، ويقصده الزوار من داخل العراق وخارجه.
الموقع والتأثير
يقع مسجد العنبرية في منطقة باب العنبرية في الكرخ من بغداد، وهو يمثل أحد أقدم وأهم المساجد في مدينة بغداد، وقد لعب مسجد العنبرية دوراً مهماً في الحياة الدينية والثقافية للمدينة، وقد كان مركزاً للعبادة والعلم منذ تأسيسه حتى يومنا هذا.
الخاتمة
يعتبر مسجد العنبرية من المساجد التاريخية المهمة في بغداد، وقد لعب دوراً مهماً في الحياة الدينية والثقافية للمدينة، وقد خضع مسجد العنبرية للعديد من التوسعات والإصلاحات خلال العصور المختلفة، وهو اليوم أحد المعالم السياحية المهمة في بغداد، ويقصده الزوار من داخل العراق وخارجه.
{|}