إن الزكاة من أركان الإسلام الخمسة، وهي فريضة واجبة على كل مسلم بالغ عاقل قادر، وقد شرعها الله تعالى لتنقية أموال المسلمين وتطهيرها، وإخراجها من دائرة الشح والبخل إلى دائرة الكرم والجود، ولها دور كبير في زيادة الترابط بين المسلمين، وذلك من خلال:
1. إغاثة الفقراء والمساكين
تُساهم الزكاة في سد حاجة الفقراء والمساكين، وتوفير حياة كريمة لهم، مما يخلق شعوراً بالتكافل والتعاون بين أفراد المجتمع المسلم، ويقوي أواصر المحبة والأخوة بينهم.
يقول الله تعالى: “خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا”
ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: “مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى”.
{|}
2. نشر العدل والمساواة
تعمل الزكاة على توزيع الثروة بصورة عادلة في المجتمع المسلم، مما يساهم في إزالة الفوارق الاجتماعية والاقتصادية، ويحافظ على استقرار المجتمع وتماسكه.
يقول الله تعالى: “وَآتُوا حَقَّهُمْ مِنَ الثَّمَرِ وَالْأَنْعَامِ وَالسِّيمَةِ”
ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: “لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه”.
3. تنمية الأخلاق الفاضلة
تُنمي الزكاة الأخلاق الفاضلة في المجتمع المسلم، مثل التكافل والتعاون والرحمة، وتساعد على إشاعة روح الأخوة والمحبة بين أفراده.
يقول الله تعالى: “وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ”
ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: “الخلق الحسن نصف الإيمان”.
4. زيادة البركة في الرزق
{|}
وعد الله تعالى المُزكين المباركة في أرزاقهم، وهي ليست محصورة في المال فقط، بل في كل نواحي الحياة، فهي تُدخل الراحة والسكينة في نفوس المسلمين، وتساهم في حل مشاكلهم.
يقول الله تعالى: “وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لا تُظْلَمُونَ”
ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: “اليد العليا خير من اليد السفلى”.
{|}
5. تحصيل الأجر والثواب
يُعد إخراج الزكاة من أفضل الأعمال الصالحة التي يتقرب بها المسلم إلى الله تعالى، فهي تُجلب له الأجر والثواب العظيم في الدنيا والآخرة.
يقول الله تعالى: “إِنَّ الصَّدَقَاتِ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا”
ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: “صدقوا فتفلحوا”.
6. تطهير النفوس من البخل
تعمل الزكاة على تطهير نفوس المسلمين من البخل والشح، وتنمي فيهم حب الخير والبذل والعطاء، وتساعدهم على التخلص من الأنانية والأثرة.
يقول الله تعالى: “لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ”
{|}
ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: “ما نقصت صدقة من مال”.
{|}
7. تقوية أواصر المجتمع
تُساهم الزكاة في تقوية أواصر المجتمع المسلم، وتخلق شعوراً بالانتماء والوحدة، وتساعد على بناء مجتمع متماسك ومتعاون، يعيش أفراده في رخاء واستقرار.
يقول الله تعالى: “وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى”
ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: “المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً”.
خاتمة
إن الزكاة فريضة عظيمة لها فضائل وأبعاد روحية واجتماعية واقتصادية كبيرة، وهي ركن أساسي في بناء مجتمع مسلم متماسك ومتعاون، يعمل أفراده على تقوية أواصر المحبة والإخوة بينهم، وينشرون الخير والبركة في ربوع المجتمع، ويحظون بالأجر والثواب العظيم من الله تعالى.