الغلو في الأنبياء والصالحين
مقدمة
الغلو في الأنبياء والصالحين هو أحد الممارسات الشائعة في بعض الديانات والثقافات، ويقصد به إعطاء هؤلاء الأشخاص مكانة تفوق قدرتهم البشرية، وتقديسهم بشكل مبالغ فيه. وقد حذرت الأديان السماوية من الوقوع في الغلو، مؤكدة على أن الأنبياء والرسل والمصلحين هم بشر أرسلهم الله تعالى لهداية الناس، وليسوا آلهة أو أنصاف آلهة.
أسباب الغلو
{|}
هناك عدة أسباب تؤدي إلى الغلو في الأنبياء والصالحين، منها:
* الجهل بحقائق الأنبياء ودورهم الحقيقي.
* العاطفة الجياشة تجاههم والشعور بالحب والامتنان.
{|}
* الرغبة في التقرب إلى الله من خلال التوسل بهم.
* البعد عن جوهر الدين والانحراف عن تعاليمه السمحة.
* الأطماع السياسية واستغلال عواطف الناس الدينية.
مظاهر الغلو
تتعدد مظاهر الغلو في الأنبياء والصالحين، ومن أبرزها:
* الاعتقاد بأنهم معصومون عن الخطأ والزلل.
* ادعاء علم الغيب لهم ومعرفة ما في ضمائر الناس.
* نسبة المعجزات الخارقة إليهم والتي لا أساس لها.
{|}
* بناء الأضرحة والمقامات على قبورهم والتبرك بها.
* التوسل بهم والدعاء لهم بدلاً من الدعاء لله تعالى.
* تكفير من ينتقد مبالغات الغلاة ويوضح حقيقة الأنبياء.
أضرار الغلو
للغلو في الأنبياء والصالحين أضرار عديدة على الأفراد والمجتمعات، ومنها:
* الإشراك بالله تعالى وإخفاء عبادته الحقيقية.
* إهدار الطاقات والإمكانات في أوهام لا أساس لها.
* زعزعة عقيدة الناس وتشويش مفاهيمهم الدينية الصحيحة.
* خلق أجواء من التعصب والتطرف وتكفير الآخرين.
* إساءة إلى صورة الأنبياء وإفراغ رسالتهم من مضامينها.
طرق الوقاية من الغلو
لتجنب الوقوع في الغلو في الأنبياء والصالحين، ينبغي اتباع الطرق التالية:
* معرفة حقيقة الأنبياء ودورهم الحقيقي.
* اتباع منهج الأنبياء الصحيح البعيد عن الخرافات والبدع.
* العودة إلى مصادر الدين الصحيحة من القرآن والسنة.
* الالتزام بتعاليم الدين السمحة التي تدعو إلى الوسطية والاعتدال.
* تجنب التأثر بالعواطف الجياشة التي تخرج بالإنسان عن جادة الصواب.
علاج الغلو
{|}
وإذا وقع أحد في الغلو في الأنبياء والصالحين، فإن علاجه ينطوي على:
{|}
* مواجهته بالحجج والبراهين التي توضح له حقيقة الأنبياء.
* توعيته بخطورة الغلو وأضراره على عقيدته وإيمانه.
* مساعدته على العودة إلى منهج الأنبياء الصحيح البعيد عن الخرافات.
* دعوته إلى التمسك بتعاليم الدين السمحة التي تدعو إلى الوسطية والاعتدال.
* إخراجه من الأجواء التي تروّج للغلو وتدعو إليه.
الخاتمة
يُعد الغلو في الأنبياء والصالحين من الممارسات الخطيرة التي تخلّ بعقيدة الفرد والمجتمع وتسيء إلى صورة الأنبياء ورسالتهم السمحة. ولتجنب هذا الغلو، ينبغي معرفة حقيقة الأنبياء ودورهم الحقيقي واتباع منهجهم الصحيح والالتزام بتعاليم الدين السمحة التي تدعو إلى الوسطية والاعتدال. فالأميون والأنبياء بشر أرسلهم الله تعالى لهداية الناس، وليسوا آلهة أو أنصاف آلهة، ويجب أن نعاملهم بالاحترام والتقدير دون إفراط أو تفريط.