من الاسباب المعينة على البكاء من خشية الله تدبر القران

من الأسباب المعينة على البكاء من خشية الله: تدبر القرآن

مقدمة

تحقيق خشية الله من أعظم ما يناله المسلم، ومن أسباب زيادة الإيمان، وقد خص الله تعالى المتقين بصفاتٍ حميدةٍ، منهم الذين إذا تليت عليهم آياته خرّوا سجداً وبكوا، قال الله تعالى: (الَّذِينَ إِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَنِ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا)، ومن أعظم ما يعين على البكاء من خشية الله هو تدبر آيات القرآن الكريم.

أولاً: تدبر معاني الآيات

{|}

* تيقن عظمة الله وجلاله: فتدبر الآيات التي تصف عظمة الله وقدرته يولد في القلب خوفاً وتبجيلاً لله، كقوله تعالى: (أَتَحْسَبُ أَنَّكَ مَانِعٌ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ بَلْ غَلِظَتْ قُلُوبُهُمْ).

* الإيمان باليوم الآخر: فتدبر الآيات التي تتحدث عن أهوال القيامة والوقوف بين يدي الله يبعث في النفس خوفاً وخشية، كقوله تعالى: (وَأُزِفَتِ الْآزِفَةُ مَا هِيَ بِظَاهِرَةٍ وَلا بَاطِنَةٍ).
{|}
* الإحساس بالذنوب والتقصير: فتدبر الآيات التي تذكر الذنوب والعقوبات عليها يولد في القلب ندامة وحزناً على ما فرط فيه من طاعة الله، كقوله تعالى: (وَلَوْ تَرَى إِذِ الْمُجْرِمُونَ نَاكِسُو رُءُوسِهِمْ عِندَ رَبِّهِمْ رَبَّنَا بَصُرْنَا وَسَمِعْنَا فَارْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا إِنَّا مُوقِنُونَ).

ثانيًا: تدبر القصص القرآنية

* قصص الأنبياء: تتضمن قصة الأنبياء دروساً وعِبرًا عظيمة، فتدبر قصصهم وصبرهم على البلاء وكفاحهم في سبيل الله، يزيد الإيمان ويثير الخشية في القلب، كقصة سيدنا يوسف عليه السلام، قال تعالى: (وَكَأَيِّن مِّن نَّبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ).

* قصص الأمم السابقة: ذكر الله تعالى في القرآن قصص الأمم السابقة التي أهلكها الله بسبب كفرها وفسقها، فتدبر هذه القصص يُنذر من عاقبة الذنب ويبعث الخشية والرهبة من الله تعالى، قال تعالى: (أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَانُوا أَكْثَرَ مِنْهُمْ وَأَشَدَّ قُوَّةً وَآثَارًا فِي الْأَرْضِ فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ).

ثالثًا: تدبر أسماء الله وصفاته

* أسماء الله الحسنى: أسماء الله تعالى وصفاته تدل على عظمته ورحمته وقدرته، فتدبر هذه الأسماء والصفات يزيد معرفة الله في القلب ويبعث الخوف والخشية، كقوله تعالى: (وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ).

* صفات الله العليا: صفات الله تعالى تدل على كماله وعظمته، كالعلم والقدرة والإرادة، فتدبر هذه الصفات يزيد الإيمان بالله ويؤدي إلى الخشية منه، قال تعالى: (وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَهٌ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ).
{|}

رابعًا: تدبر آيات الوعد والوعيد

* آيات الوعد: ذكر الله تعالى في القرآن الكريم وعده للمؤمنين بالجنة والثواب على طاعته، فتدبر هذه الآيات يزيد الرجاء في الله ويرغب في العمل الصالح، كقوله تعالى: (بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ).

* آيات الوعيد: ذكر الله تعالى في القرآن الكريم وعيده للمشركين والكافرين بالنار والعذاب على كفرهم وذنوبهم، فتدبر هذه الآيات يزيد الخوف من الله والرهبة من عذابه، قال تعالى: (وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا).

خامسًا: تدبر أسباب البكاء من خشية الله

* خشية الله: الخوف من الله ومراقبته في السر والعلن، وهو من أعظم الأسباب المعينة على البكاء من خشية الله، قال تعالى: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ).

* محبة الله: محبة الله تعالى من أعظم الوسائل التي تعين على البكاء من خشية الله، فكلما زادت محبة العبد لله خاف من معصيته وحزن على ما فاته من طاعته، قال تعالى: (وَمَنْ أَحَبَّ لِقَاءَ اللَّهِ فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ لَآتٍ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ).

* الشوق إلى الله: الشوق إلى لقاء الله والرغبة في الجنة والدخول تحت ظل رحمته، من أقوى الأسباب التي تدفع العبد إلى البكاء من خشية الله، قال تعالى: (ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ).

سادسًا: آثار البكاء من خشية الله

* زيادة الإيمان: البكاء من خشية الله من علامات زيادة الإيمان، وهو سبب في زيادة ثبات الإيمان في القلب،
{|}