تعتبر سور القرآن الكريم ذات الثماني حروف من أقصر السور في القرآن الكريم، وتتميز بمضامينها العميقة ومغزاها البليغ، إذ تشمل موضوعات مختلفة ترتبط بحياة الإنسان وعلاقته بخالقه والكون المحيط به.
سورة الضحى
تستهل سورة الضحى بذكر قسم عظيم من الله تعالى على وقتين من النهار، وهما الضحى والليل، لتؤكد أهمية الوقت وحث الإنسان على اغتنام أوقاته في طاعة الله وعمل الصالحات.
وتدعو السورة إلى الصبر عند مواجهة الشدائد والابتلاءات، مؤكدة أن الله تعالى لن يترك عباده في ضيق أبداً، بل سيفرج كربهم ويزيدهم من فضله.
كما تنهى السورة عن التطاول على الأيتام وإهانتهم، وتحث على إكرامهم ورعايتهم، وتذكر بأن الله تعالى يعلم ما في صدور الناس وسيحاسبهم على أفعالهم.
سورة الشرح
تبدأ سورة الشرح بتخفيف الكرب عن الرسول صلى الله عليه وسلم وفتح صدره وإزالة ما يثقل عليه، وتطمئنه بأن الله تعالى سيزيل عنه همه وييسر له أموره.
وتذكر السورة بأن الله تعالى خلق الإنسان في كبد، أي في عناء وتعب، وبأن المصاعب والابتلاءات هي سنة الحياة، وعليه الصبر والتحمل واللجوء إلى الله تعالى.
{|}
وتدعو السورة إلى الإقبال على عبادة الله تعالى وتوحيده وإخلاص النية له، مؤكدة أن العبادة هي سبيل النجاة والفوز برضا الله تعالى.
سورة التين
تقسم سورة التين بالله العظيم على التين والزيتون وطور سينين والبَلَدِ الأمين، لتؤكد على أهمية هذه الأشياء ومكانتها.
وتذكر السورة بأن الله تعالى خلق الإنسان في أحسن تقويم، أي في أفضل صورة وأكملها، وبأن له القدرة على إعادة خلقه إذا فسد أو مات.
وتحذر السورة من أن الإنسان معرض للغواية والفتنة، وعليه أن يتجنب المعاصي والذنوب وأن يحرص على طاعة الله تعالى.
سورة القلم
تبدأ سورة القلم بقسم عظيم على القلم وما يسطره من كلام الله تعالى، لبيان أهمية العلم والقراءة والكتابة.
وتذكر السورة بأن الله تعالى علم الإنسان بالقلم أشياء لم يعلمها، وبأن من ترك الصلاة وجحد بآيات الله تعالى هو من الأشقياء.
وتدعو السورة إلى عدم اتباع الظالمين والمنافقين، والتمسك بحبل الله تعالى والتوكل عليه.
سورة النصر
تبدأ سورة النصر ببيان أن الله تعالى سينصر رسوله الكريم على أعدائه، وأن فتح مكة ودخول الناس في دين الله تعالى قد اقتربا.
وتذكر السورة بأن الله تعالى سيغفر لرسوله الكريم ذنوبه السابقة واللاحقة، وبأن فضل الله تعالى ورحمته عظيمة.
وتدعو السورة إلى تسبيح الله تعالى وحمده على نعمه الظاهرة والباطنة.
{|}
سورة الكوثر
تبدأ سورة الكوثر ببيان أن الله تعالى قد أعطى الرسول الكريم الكوثر، أي النهر الذي في الجنة، والذي ينبع من حوضه أنهار الجنة.
{|}
وتذكر السورة بأن أعداء الرسول الكريم هم الأبتر، أي المقطوع النسل، وبأنهم سيهلكون في الدنيا والآخرة.
{|}
وتدعو السورة إلى الصلاة والاستغفار، مؤكدة أن الصلاة هي خير من النوم.
{|}
سورة الكافرون
تبدأ سورة الكافرون بنفي عبادة الرسول الكريم لآلهة المشركين، وتؤكد على أن الله تعالى هو الإله الحق.
وتذكر السورة بأن الرسول الكريم يدعو إلى دين الله تعالى وأن المشركين يدعون إلى دين الشيطان، وبأن لكل منهم طريق يمشي عليه.
وتنهى السورة عن الإكراه في الدين، وتدعو إلى التعايش السلمي بين المسلمين والمشركين.
الخاتمة
إن سور القرآن الكريم ذات الثماني حروف، على الرغم من قصرها، إلا أنها تحمل في طياتها كنوزاً من الحكمة والعبر والعظات، وتدعو المسلم إلى التمسك بالفضائل والأخلاق الحميدة، وترشده إلى طريق النجاة والفلاح في الدنيا والآخرة.