مِن أسباب أهمية طلب العلم الشرعي:
إنَّ طلب العلم الشرعي أَمرٌ واجبٌ على كلِّ مسلمٍ ومسلمة؛ لما له من أهميةٍ كبيرةٍ في حياة الفرد والمجتمع، وفيما يلي بعض الأسباب التي تُبين أهمية طلب العلم الشرعي:
{
|}
1. معرفة الله تعالى وأسمائه وصفاته:
{
|}
يُعدُّ العلم الشرعيّ السبيل الوحيد لمعرفة الله تعالى على الوجه الصحيح، ومعرفة أسمائه وصفاته، ومعرفة صفاته الكمال والجلال، ومعرفة صفاته السلبية والتنزيهية.
كما يُعرفنا العلم الشرعي بما يجب لله من العبادة والطاعة، وما لا يجوز أن يُعبد سواه، مما يُكسب الإنسان معرفةً حقيقيةً بربه، ويُعينه على الإخلاص له.
وتعرف معرفة الله تعالى بتعلم العلم الشرعي من الكتاب والسنة، وما فهمه سلف الأمة، كما أنَّ معرفة الله من أسباب دخول الجنة، والله سبحانه وتعالى يقول في القرآن الكريم: ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ﴾.
2. معرفة الأحكام الشرعية:
يُزودنا العلم الشرعي بمعرفة الأحكام الشرعية في جميع مناحي الحياة، من عبادات ومعاملات، وأخلاق وآداب، مما يُمكننا من أداء عباداتنا على الوجه الصحيح، ومعاملة الآخرين بالعدل والإحسان.
كما يُرشدنا العلم الشرعي إلى ما يحلُّ لنا وما يحرم، وما يجب علينا وما نُباح فيه، مما يساعدنا على تجنُّب الوقوع في المحرَّمات والمعاصي، والتمسُّك بالحلال الطيب.
{
|}
ومن أهم مظاهر التعرف على الأحكام الشرعية معرفة الحلال والحرام، واللذان يبينان لنا ما هو حلال لنا في الدنيا وما هو محرم علينا، وهذا يكون بالرجوع إلى الكتاب والسنة، وما فهمه سلف الأمة منهم، ومن الأحكام الشرعية أيضا معرفة الأركان والإيمان والإسلام، وما يزيد أو ينقص منها.
3. فهم القرآن والسنة:
لا يُمكن فهم القرآن الكريم والسنة النبوية فهمًا صحيحًا إلا من خلال دراسة العلم الشرعي، فهو يُساعدنا على معرفة أسباب النزول، وأحوال الصحابة الذين نُزلت فيهم الآيات، مما يُعيننا على فهم مقاصد الشرع وتطبيقها في حياتنا.
ويساعدنا العلم الشرعي أيضًا على معرفة معاني ألفاظ القرآن الكريم والسنة النبوية، ومعرفة الأحكام الشرعية الواردة فيهما، مما يُمكننا من تدبر القرآن الكريم وتعلُّمه على الوجه الصحيح.
وأيضًا يهدف فهم القرآن والسنة من العلم الشرعي أيضا إلى زيادة الرصيد اللغوي، حيث إن اللغة العربية لغة القرآن الكريم ولغة أهل الجنة، ومن خلال العلم الشرعي يتم تعلم النحو والصرف والبلاغة، مما يساعدنا على فهم القرآن والسنة.
4. إحياء سنة النبي صلى الله عليه وسلم:
يُساعدنا العلم الشرعي على إحياء سنة النبي صلى الله عليه وسلم وفهمها، ومعرفة أقواله وأفعاله وتقريراته، مما يُعيننا على الاقتداء به في جميع مناحي الحياة.
كما يدعونا العلم الشرعي إلى اتباع نهج النبي صلى الله عليه وسلم في التعامل مع الآخرين، وفي القيام بالعبادات والمعاملات، مما يُسهم في نشر الأخلاق الفاضلة في المجتمع.
{|}
وهناك مظاهر عديدة لإحياء السنة النبوية من خلال العلم الشرعي ومنها الحث على أداء العبادات كاملة غير منقوصة، فمثلًا في الصلاة تكون من القيام وحتى السلام، والحث على إخراج الصدقات، وصلة الرحم، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، كل هذا من السنة النبوية.
5. الدعوة إلى الله تعالى:
يُعدُّ العلم الشرعي من أهم وسائل الدعوة إلى الله تعالى، فهو يزود الدعاة بالمعارف والأحكام التي يحتاجون إليها لبلاغ دين الله للناس.
كما يُساعد العلم الشرعي الدعاة على الرد على الشبهات والافتراءات التي تُثار حول الإسلام، وبيان حقيقته السمحة ورسالته العالمية.
{
|}
والدعوة إلى الله تكون عن طريق الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وقد قرن الله تعالى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالإيمان بالله سبحانه وتعالى، إذ يقول في كتابه العزيز: ﴿وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾.
تُثبت دراسة العلم الشرعي الحجة على الخلق، فيبيّن الأدلة والبراهين على وجود الله تعالى ووحدانيته، كما يُبين الأدلة على نبوة نبيِّنا محمد صلى الله عليه وسلم.
كما يُمكن للفرد أن يُقيم الحجة على الآخرين، وذلك برد الشبهات التي يثيرونها حول الإسلام، وبإثبات الحق والصواب بالحجة والبرهان.
وفي الحديث القدسي: “يا عبادي إني حرمت الظلمَ على نفسي وجعلته بينكم محرَّمًا فلا تظالموا”. وإقامة الحجة على الخلق تكون بإقامة الدليل على تحريم الظلم، وذلك من خلال كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وإثبات أن الظلم من الكبائر.
7. النجاة من عذاب الآخرة:
يُساعد العلم الشرعي على النجاة من عذاب الآخرة، فهو يبيّن الأحكام الشرعية التي يجب علينا اتباعها، ويحذرنا من الوقوع في المعاصي والمحرَّمات.
كما يُبين لنا العلم الشرعي فضائل الأعمال الصالحة، ومراتبها وأجرها عند الله تعالى، مما يُشجعنا على الإقبال عليها والحرص على أدائها.
وقد ذكر الله تعالى في كتابه العزيز: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ﴾، وقد ورد في الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “المُطعمون في سبيل الله يُباهي بهم رب العالمين يوم القيامة”.
الخاتمة:
إنَّ طلب العلم الشرعيّ أمرٌ واجبٌ على كلِّ مسلمٍ ومسلمة؛ لما له من أهميةٍ كبيرةٍ في الدِّين والدُّنيا، فهو يُعزِّز إيمان المسلم ويُثبته، كما يجعله مُتسلِّحًا بالعلم والمعرفة، وقادرًا على مواجهة الشبهات والافتراءات، ومن خلال هذه المقالة تعرفنا على أهم أسباب ضرورة العلم الشرعي.