نخوة أم البنين
أم البنين، هي زوجة الإمام علي بن أبي طالب، وأم ولديه العباس وعثمان. كانت امرأة شجاعة ووفية، عُرفت بنخوتها ودفاعها عن زوجها وأبنائها. وقد لُقبت بـ”أم البنين” لأنها كانت أمًا لعدد كبير من الأبناء من زوجها الأول.
نسبها وحياتها المبكرة
ولدت فاطمة بنت حزام بن خالد الكلابية في مكة المكرمة، وهي من قبيلة بني كلب إحدى القبائل العربية العريقة. كانت امرأة جميلة ومثقفة، وقد تزوجت في سن مبكرة من أبو الهيثم بن التيهان، وأنجبت منه أربعة أبناء.
بعد وفاة زوجها الأول، تزوجت من الإمام علي بن أبي طالب، الذي كان ابن عمها، وأنجبت منه ولدين هما العباس وعثمان. وكان الإمام علي يكن لها كل تقدير واحترام، ويعتبرها من أفضل نسائه.
كانت أم البنين امرأة متدينة وخاشعة لله، وكانت تحرص على أداء العبادات وتلاوة القرآن الكريم. وقد كانت معروفة بعلمها وفصاحتها، وكانت تشارك في مجالس العلم والنقاش.
نخوتها وشجاعتها
كانت أم البنين امرأة شجاعة ونخوة، وكانت تدافع عن زوجها وأبنائها بكل قوتها. وقد اشتهرت بنخوتها ووقفتها إلى جانب الإمام علي في معاركه، حيث كانت تحرض أبناءها على القتال وتدافع عنهم بكل ما لديها من قوة.
وفي معركة كربلاء، حيث استُشهد الإمام الحسين وأهل بيته، وقفت أم البنين إلى جانب أبنائها وبذلت كل ما في وسعها للدفاع عنهم. وقد استشهد أبناؤها الأربعة في المعركة، ولم يبق لها سوى العباس الذي استشهد هو الآخر دفاعًا عن أخيه الحسين.
وقد حزنت أم البنين على أبنائها حزنًا شديدًا، لكنها لم تفقد إيمانها وثباتها، وظلت إلى جانب الإمام علي حتى آخر حياتها.
ولادتها للعباس
كان العباس بن علي أحد أشهر أبناء أم البنين، وهو المعروف ببطولته وشجاعته في معركة كربلاء. وقد ولد العباس في المدينة المنورة، وكان محبوباً لدى جده الرسول صلى الله عليه وسلم.
{|}
وقد ورث العباس نخوة والدته وشجاعتها، وكان دائمًا يدافع عن أخيه الحسين وأهل بيته. وقد استشهد العباس في معركة كربلاء وهو يدافع عن أخيه، وقد بُترت يداه في المعركة، ولُقب بـ”ساقي العطاشى” لأنه كان يسقي الماء لأهل الحسين وأصحابه.
{|}
وقد حزنت أم البنين على استشهاد العباس حزنًا شديدًا، لكنها صبرت واحتسبت أجره عند الله تعالى، وظلت إلى جانب الحسين حتى آخر حياتها.
وفاتها
توفيت أم البنين في المدينة المنورة، ودُفنت في البقيع. وقد حزن الإمام علي وأهل بيته عليها حزنًا شديدًا، وقد رثاها الكثير من الشعراء والمداحين.
ظلت أم البنين رمزًا للشجاعة والنخوة والوفاء، وهي من الشخصيات النسائية البارزة في التاريخ الإسلامي.
منقبتها في الدفاع عن الإمام علي
{|}
في إحدى المعارك التي خاضها الإمام علي، تعرض له أحد الفرسان وهو يحاول قتله، فتصدت له أم البنين ودافعت عن زوجها بكل شجاعة وإقدام. وقد تمكنت من كسر سيف الفارس وإسقاطه من على حصانه.
{|}
وقد أثنى الإمام علي على شجاعة زوجته وفدائها له، وقال لها: “لقد كنت خير مناصرة وزوجة، جزاك الله عني خير الجزاء”.
نخوتها في الدفاع عن أبنائها
كانت أم البنين تدافع عن أبنائها بشراسة وتضحي بحياتها من أجلهم. وقد روي أنه عندما تعرض أحد أبنائها للخطر في إحدى المعارك، وقفت أمامه وأقسمت أنها لن تدعه يصاب بأذى.
وقد تمكنت أم البنين من حماية ابنها من الأذى، وقد أثنى الإمام علي على شجاعتها وحبها لأبنائها، وقال لها: “بوركت يا أم البنين، لقد كنت خير أم لأبنائي”.
صبرها وثباتها بعد استشهاد أبنائها
استشهد أبناء أم البنين الأربعة في معركة كربلاء، وقد حزنت عليهم حزنًا شديدًا. لكنها لم تفقد صبرها وثباتها، بل ظلت إلى جانب الإمام الحسين وأهل بيته حتى آخر حياتها.
{|}
وقد كانت أم البنين تردد دائمًا أن أبناءها لم يموتوا، وإنما هم أحياء عند ربهم يرزقون. وقد كانت هذه الكلمات بلسما لجراحها، وساعدتها على الصبر والاحتساب.
ختام
أم البنين هي نموذج للمرأة الشجاعة والنخوة والوفية. لقد دافعت عن زوجها وأبنائها بكل ما لديها من قوة، وظلت إلى جانبهم حتى آخر حياتها. وهي تستحق كل التقدير والإعجاب على شجاعتها وصبرها وتضحياتها.