راضية ربنا واجعلي قلوبنا مطمئنة بدينك
الحمد لله رب العالمين القائل في محكم تنزيله ورضوان من الله أكبر سورة التوبة:72. اللهم ارض عنا ولا تسخط علينا. أما بعد:
إن من أعظم ما يحرص عليه ويسعى لتحقيقه كل مسلم هو رضاء الله عز وجل، إذ في رضاه الفلاح والفوز يوم القيامة، وفي سخطه الخسران والهلاك، قال الله تعالى قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم سورة آل عمران:31.
و رضا الله تبارك وتعالى يطلب من العبد في الدنيا والآخرة، ففي الدنيا يطلب بالعمل بما يرضيه من أقوال وأفعال، وفي الآخرة يطلب بحسن الختام ولقائه سبحانه راضيًا مرضيًا.
و كما ورد في الآثر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: “من بات والله رضى عنه، بات مغفوراً له، ومن أصبح والله رضى عنه أصبح والله له راض، وإن الله ليحب العبد إذا نام ألا ينتبه، وإذا انتبه ألا ينام، قال الله تعالى: يا ابن آدم، أذل نفسك لي، أجعل نفسك لي، أجعلك لي”.
ومن أهم ما يرضي الله عز وجل ما يلي:
1-الإيمان بالله تعالى:
وذلك بأن يؤمن العبد بربه حق الإيمان، ويشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، قال تعالى يا أيها الذين آمنوا آمِنوا بالله ورسوله والكتاب الذي نزل على رسوله والكتاب الذي أنزل من قبل ومن يكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر فقد ضل ضلالاً بعيدًا سورة النساء:136.
2- اتباع هدي النبي صلى الله عليه وسلم:
وذلك بأن يلتزم العبد بما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم من أقوال وأفعال وتقريرات، قال تعالى وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا واتقوا الله إن الله شديد العقاب سورة الحشر:7.
3- إخلاص العبادة له وحده:
وذلك بأن يخلص العبد جميع أقواله وأفعاله لله تعالى، فلا يشرك به شيئًا، قال تعالى وإذا تتلى عليهم آياتنا قالوا سمعنا لو نشاء لقلنا مثل هذا إن هذا إلا أساطير الأولين سورة الأنفال:31.
4- محبة الله تعالى:
وذلك بأن يحب العبد ربه حق الحب، فيتمنى لقائه ورضاه، قال تعالى قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم سورة آل عمران:31.
5- مراقبته تعالى في السر والعلن:
وذلك بأن يشعر العبد أن الله عز وجل يراه ويراقبه في جميع أحواله وأقواله وتصرفاته، قال تعالى إن الله كان عليكم رقيبًا سورة النساء:1.
6- الرضا بقضاء الله وقدره:
وذلك بأن يرضى العبد بما قسمه الله تعالى له من خير وشر، قال تعالى واصبروا إن الله مع الصابرين سورة الأنفال:46.
7- الدعاء والتضرع إلى الله تعالى:
وذلك بأن يدعو العبد ربه دائمًا ويسأله من فضله ورحمته، قال تعالى ادعوني أستجب لكم سورة غافر:60.