جعلنا بينهم سدا
ورد ذكر “جعلنا بينهم سدا” في القرآن الكريم في سورة غافر، الآية 57، والتي تصف حالة الكافرين يوم القيامة بعد أن كانوا متوحدين في الدنيا:
﴿وَجَعَلْنَا مِنْ بَيْنِهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لا يُبْصِرُونَ﴾ [غافر: 57]
ومعنى الآية أن الله تعالى سيجعل بين الكافرين سدا من النار يحول بينهم وبين رؤية الله تعالى، ومن خلفهم سدا آخر من النار يحول بينهم وبين العودة إلى الدنيا، ثم سيغشي عليهم فيصبحوا لا يبصرون شيئا.
معنى السد المنصوب بين الكافرين
السد المذكور في الآية هو حاجز أو جدار من النار يفصل بين الكافرين وبين المؤمنين في يوم القيامة. وهناك تفسيرات مختلفة لماهية هذا السد:
سد من نار:
يرى كثير من المفسرين أن السد هو حاجز مادي مكون من نار، يحول بين الكافرين وبين جنة النعيم.
سد من نور:
يذهب بعض المفسرين إلى أن السد هو حاجز معنوي مكون من نور الإيمان، والذي يحول بين الكافرين وبين رؤية الله تعالى.
سد من ظلمات:
يرى البعض الآخر أن السد هو حاجز من ظلمات الكفر والضلال، والتي تحول دون وصول الكافرين إلى النور الإلهي.
غرض السد
الغرض من جعل السد بين الكافرين هو منعهم من رؤية الله تعالى، ومن العودة إلى الدنيا، ومن التمتع بنعيم الجنة. كما أنه يمثل عذابا لهم على كفرهم وتمردهم على أوامر الله تعالى.
أقسام السد
ذكرت الآية الكريمة وجود سدين: سد بين الكافرين وسد من خلفهم.
السد بينهم:
يفصل بين الكافرين في يوم القيامة، فيمنعهم من التعاون والتآزر مع بعضهم البعض.
السد من خلفهم:
يمنع الكافرين من العودة إلى الدنيا، ومن التمتع بنعيمها.
السد وعذاب الكافرين
يشكل السد جزءا من عذاب الكافرين في يوم القيامة، إلى جانب عذابات أخرى مثل النار والظلمات وغيرها. فهو يمنعهم من رؤية الله تعالى، ومن التمتع بنعيم الجنة، ومن العودة إلى الدنيا.
الفرق بين السد والحجاب
الحجاب هو ما يحجب الشيء ويمنعه من الظهور، بينما السد هو ما يفصل بين شيئين ويمنعهما من الوصول إلى بعضهما البعض. في حالة الكافرين، يكون السد هو نار تحول بينهم وبين رؤية الله تعالى، بينما الحجاب هو ظلمات الكفر والضلال التي تحول دون وصول نور الإيمان إلى قلوبهم.
السد في يوم القيامة
السد المذكور في الآية الكريمة هو من علامات يوم القيامة، والذي يفصل بين الكافرين والمؤمنين، ويمنع الكافرين من التمتع بنعيم الجنة ومن العودة إلى الدنيا.