و جعل بينكم مودة و رحمة
شرع الله الزواج وجعله أساسا لبناء الأسرة والمجتمع قال تعالى ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ﴾(سورة الروم : 21).
المودة والرحمة في الزواج
جعل الله في الزواج مودة ورحمة بين الزوجين فالمودة هي الحب والرقة والرحمة هي العطف واللين قال تعالى ﴿هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ﴾ (سورة البقرة : 187) والمودة والرحمة هي المشاعر الفطرية التي جبل الله عليها الإنسان وهي من أهم مقومات الزواج السعيد.
أسباب نشوء المودة والرحمة بين الزوجين
– العشرة الطيبة : إذا عاش الزوجان معاملة طيبة قائمة على الود والاحترام والتفاهم كل منهما للآخر نشأت بينهما المودة والرحمة.
– التوافق النفسي والفكري : أساس متين للمودة والرحمة التي تجمع بين الزوجين فكلما كان بينهما توافق نفسي وفكري كلما كانت علاقتهما أوثق وأمتن.
– حسن الخلق : حسن الخلق من أهم أسباب نشوء المودة والرحمة بين الزوجين فإذا كان الزوجان حسن الخلق وطيب العشرة كل منهما مع الآخر كانت حياتهما الزوجية مستقرة ومليئة بالسعادة.
ثمار المودة والرحمة في حياة الزوجين
– السكن والاستقرار : المودة والرحمة بين الزوجين تسكن النفس وتجعلها مطمئنة الأمر الذي يؤدي إلى استقرار الحياة الزوجية.
– السعادة الزوجية : السعادة الزوجية هي ثمرة طبيعة للمودة والرحمة فكلما زادت المودة والرحمة بين الزوجين كلما زادت سعادتهما في الحياة الزوجية.
– استمرار الحياة الزوجية : المودة والرحمة هما الركيزتان الأساسيتان لاستمرار الحياة الزوجية فبدونهما تتحول الحياة الزوجية إلى جحيم لا يطاق.
المودة والرحمة من الزوج تجاه زوجته
– معاملة الزوجة بالمعروف : على الزوج أن يعامل زوجته بالمعروف لأنها شريكة حياته ورفيقة دربه فيجب عليه أن يحسن معاملتها وأن يوفر لها جميع حقوقها المادية والمعنوية.
– الرفق واللين في التعامل مع الزوجة : على الزوج أن يكون رفيقا ولينا في تعامله مع زوجته فلا يجوز له أن يضربها أو يهينها أو يسيء إليها بأي شكل من الأشكال.
– إظهار الحب والمشاعر الصادقة : على الزوج أن يظهر لزوجته حبه ومشاعره الصادقة وأن يعبر لها عن ذلك من خلال الكلمات الرقيقة والتصرفات الحانية.
المودة والرحمة من الزوجة تجاه زوجها
– طاعة الزوج : على الزوجة أن تطيع زوجها في المعروف قال تعالى ﴿وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا﴾ (سورة النساء : 34).
– مساعدة الزوج في شئون البيت : على الزوجة أن تساعد زوجها في شئون البيت بكل طاقتها لأن البيت أمانة في رقبتها وعليها أن ترعى هذه الأمانة.
– تقدير الزوج : على الزوجة أن تقدر زوجها وأن تحترم مجهوداته وتضحياته لصالحها ولصالح الأسرة.
حرص الإسلام على المودة والرحمة بين الزوجين
حرص الإسلام حرصا شديدا على المودة والرحمة بين الزوجين فقد جاء في الحديث الشريف ﴿خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي﴾ شدد الإسلام على ضرورة وجود المودة والرحمة بين الزوجين وجعلهما من أهم أهداف الزواج.
– جعل الله المودة والرحمة بين الزوجين من مقاصد الزواج قال تعالى ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ﴾ (سورة الروم : 21).
– حث الإسلام على حسن العشرة بين الزوجين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ﴿استوصوا بالنساء خيرا﴾.
– نهى الإسلام عن إيذاء الزوج لزوجته قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ﴿لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقا رضي منها خلقا آخر﴾.
المودة والرحمة هما أساس الزواج السعيد فبدونهما تتحول الحياة الزوجية إلى جحيم لا يطاق الإسلام حرص حرصا شديدا على المودة والرحمة بين الزوجين وجعلهما من أهم أهداف الزواج.