وكفى بالله وكيلا
وكفى بالله وكيلا، هي آية قرآنية كريمة وردت في سورة النساء، وهي آية عظيمة تحمل في طياتها معاني عميقة ودلالات قوية، وهي من آيات التوكّل على الله تعالى، وهي تدل على كمال توكّل المؤمنين على الله عز وجل، وأن الله تعالى كاف لعباده، ووكيلهم في تدبير شؤونهم، وحافظهم من كل شر، وناصرهم على أعدائهم.
التوكل على الله تعالى
والتوكل على الله تعالى هو تفويض العبد أموره إلى الله سبحانه وتعالى، والاعتماد عليه وحده، والثقة الكاملة بأنه كفيل بتدبير شؤونه، وأنه لا يضيع عنده حق، ولا يفوته شيء، وأن كل ما يقدره الله للإنسان فهو خير له، سواءً علم الإنسان ذلك أم لم يعلم، والتوكل على الله من صفات المؤمنين المتقين، الذين عرفوا ربهم حقّ المعرفة، وثقوا به حق الثقة.
والتوكل على الله لا يعني ترك الأسباب والقعود عن العمل، بل يعني القيام بالأسباب المشروعة، مع تفويض الأمر إلى الله تعالى، والاعتماد عليه وحده، فالمؤمن يعمل ويجتهد، ويأخذ بالأسباب، ولكن قلبه متعلق بالله تعالى، واثق بأنه لن يضيع سعيه، وأن الله تعالى هو وكيله الذي سيتولى تدبير أمره، وسييسر له الخير في الدنيا والآخرة.
وكالة الله لعباده
وكالة الله لعباده تعني أن الله تعالى هو وكيلهم، أي المتكفل بأمورهم، المدبر لشؤونهم، الحافظ لهم من كل شر، الناصر لهم على أعدائهم، وهو الذي يتولى حمايتهم ورعايتهم، وهو الذي يرزقهم وييسر لهم أسباب الحياة، وهو الذي ينصرهم على أعدائهم، وهو الذي ينجيهم من الشدائد والكروب، وهو الذي يوفقهم للعمل الصالح، ويهديهم إلى سواء السبيل.
ووكالة الله لعباده تظهر جلية في كثير من المواقف والظروف التي يمر بها المؤمنون، فالله تعالى هو الذي ينصرهم على أعدائهم، وهو الذي يرزقهم من حيث لا يحتسبون، وهو الذي يحفظهم من المهالك، وهو الذي ييسر لهم أسباب الخير، وهو الذي يهديهم إلى سواء السبيل، وهو الذي ينجيهم من الشدائد والكروب.
العز والغنى في التوكل
والتوكل على الله تعالى فيه عز للمؤمن، وغنى له، فالمؤمن الذي يتوكل على الله لا يخشى شيئًا، ولا يحزن على شيء، ولا يقلق على شيء، لأن قلبه مطمئن بالله تعالى، واثق بأن الله تعالى هو وكيله، وأنه لن يضيعه، ولن يخذله، ولن يتركه وحيدًا، فالله تعالى هو العز الذي لا عز إلا به، وهو الغنى الذي لا غنى إلا به.
والمؤمن المتوكل على الله غني عن الناس، لا يحتاج إلى أحد منهم، ولا يتذلل لأحد منهم، ولا يطلب المساعدة من أحد منهم، لأنه يعلم أن الله تعالى هو وكيله، وأنه هو الذي يرزقه، وهو الذي يحفظه، وهو الذي ينصره، وهو الذي يعزه، وهو الذي يكفيه شر عباده، وهو الذي ينجيه من كل كرب.
أسباب التوكل على الله
وهناك أسباب كثيرة تدعو المؤمن إلى التوكل على الله تعالى، من أهمها:
- معرفة الله تعالى معرفة صحيحة.
- الاعتقاد الجازم بأن الله تعالى هو الوكيل الحقيقي.
- التيقن بأن الله تعالى قادر على كل شيء.
- التيقن بأن الله تعالى حكيم لا يفعل شيئًا عبثًا.
- التيقن بأن الله تعالى رحيم لا يضيع من توكل عليه.
ثمار التوكل على الله
والتوكل على الله تعالى له ثمار كثيرة في الدنيا والآخرة، من أهمها:
- الراحة النفسية والطمأنينة القلبية.
- الفرج من الهموم والغموم.
- النصر على الأعداء.
- الرزق الوفير.
- حفظ الله تعالى للمؤمن من كل شر.
كيفية التوكل على الله
ولكي يتوكل العبد على الله تعالى حق التوكل، عليه أن يتبع الخطوات التالية:
- أن يعرف الله تعالى معرفة صحيحة.
- أن يوقن بأن الله تعالى هو الوكيل الحقيقي.
- أن يقوم بالأسباب المشروعة.
- أن يفوض أمره إلى الله تعالى.
- أن يثق بأن الله تعالى لن يضيعه.
مواطن التوكل على الله
والتوكل على الله تعالى يكون في جميع أمور الحياة، سواء كانت صغيرة أم كبيرة، ظاهر