وَمَا تَقَدَّمُواْ لاََنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ
مقدمة
يؤكد القرآن الكريم في الآية (217) من سورة البقرة على مبدأ مهم للغاية، وهو أن أعمال الخير التي يقوم بها المرء لنفسه سيمجدها عند الله يوم القيامة. يشير هذا المبدأ إلى أهمية الإحسان والعمل الصالح في الإسلام، حيث أن أفعالنا لها عواقب أبدية وستجلب لنا المكافآت أو العقاب في الآخرة.
أهمية الإحسان
الإحسان هو مفهوم واسع في الإسلام يشمل جميع الأعمال الصالحة، سواء أكانت مادية أو معنوية. يتضمن مساعدة المحتاجين، وإظهار اللطف والرحمة، واتباع وصايا الله. عندما نؤدي أعمالاً صالحة بصدق وإخلاص، فنحن نستثمر في مستقبلنا الأبدي.
ثواب الأعمال الصالحة
تؤكد الآية الكريمة أن الله يرى كل أعمالنا، كبيرة كانت أم صغيرة. وهو يعلم نوايانا ومحفزاتنا. عندما نقوم بأعمال صالحة، يثيبنا الله على أفعالنا ويمنحنا مكافأة عظيمة. قد لا نشهد ثمار أعمالنا الصالحة على الفور، لكنها ستجلب لنا بالتأكيد الفوائد والبركات في الدنيا والآخرة.
عواقب الأعمال السيئة
في المقابل، فإن الأعمال السيئة التي نرتكبها لنفوسنا ستجدها أيضًا عند الله. سيحاسبنا الله على أفعالنا، وسنُعاقب على المعاصي التي اقترفناها. قد لا ندرك عواقب أفعالنا على الفور، لكنها ستلحق بنا الأذى في نهاية المطاف.
سبل الإحسان
هناك العديد من الطرق التي يمكننا من خلالها القيام بأعمال صالحة. يمكننا التبرع بالمال للجمعيات الخيرية، والتطوع لخدمة المجتمع، وإظهار اللطف والرحمة تجاه الآخرين. يمكننا أيضًا أداء فرائضنا الدينية، مثل الصلاة والصيام، والتي تعتبر أعمالاً صالحة عظيمة.
صبر وثقة
قد لا نرى ثمار أعمالنا الصالحة على الفور، وقد نواجه عقبات واختبارات في حياتنا. من المهم أن نتحلى بالصبر والثقة في الله. إذا استمرنا في الإحسان، فسوف يمنحنا الله في النهاية المكافأة التي نستحقها.
الاستعداد للآخرة
يجب أن نكون مستعدين دائمًا للآخرة، وأن نستثمر في أعمال صالحة ستجلب لنا الفرح والسعادة الأبدية. ويذكّرنا القرآن الكريم بالقول: “مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ”.