يامن خلقنى أكفنى شر خلقك
يَا أَيُّهَا الذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللَّهَ خَبيرٌ بِمَا تَعْمَلونَ
1- ذكر الله كثيرًا
فإن ذكر الله يطهر القلب ويزيد الإيمان به تعالى، ويحفظ صاحبه من كيد الشياطين وشرور الإنس والجن.
قال تعالى: وَاتَّقُوا اللهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ (التوبة: 120)
وقال عليه الصلاة والسلام: “أفضل الذكر لا إله إلا الله، وأفضل الدعاء الحمد لله” (رواه مسلم).
2- الدعاء إلى الله تعالى
ويسأل الله حمايته ورعايته من شر خلقه، فيقول:
يَا رَبِّ أَعُوذُ بكَ مِن شَرِّ نَفْسِي وَمِنْ شَرِّ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ وَمِنْ شَرِّ النَّاسِ الْجِئَةِ وَالْبَغَاةِ
يَا رَبِّ أَنْتَ الْعَزِيزُ وَهُمْ الذِّلَّةُ يَا رَبِّ أَنْتَ الْغَنِيُّ وَهُمُ الْفُقَرَاءُ
3- تحصين النفس بالرقى والأذكار الشرعية
ومنها الرقية الشرعية في ثلاث سنن، وهي:
عن أبي سعيدٍ الخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كانَ يُعَوِّذُ حَسَنَ وَحُسَيْنَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا بِهَذِهِ الْكَلِمَاتِ: «أُعِيذُكُمَا بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّةِ مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ وَهَامَّةٍ وَمِنْ كُلِّ عَيْنٍ لَامَّةٍ»
وأن يحصن نفسه بأذكار الصباح والمساء، قال الله تعالى: الَّذينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (آل عمران: 191).
4- حفظ الجوارح عن المعاصي
فإن السمع والبصر واللسان واليد والرجل كلها تشهد عليه يوم القيامة، قال تعالى: وَلا يَحْسَبَنَّ الذينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ (آل عمران: 178) وقال تعالى: وَإِمَّا يُعَرِّضَنَّكَ لِلْفِتْنَةِ فَلا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى وَلْيَحْذَرْنِّي المُتَّقُونَ (الزخرف: 23)، وقال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فِيهَا أَحَدًا فَلا تَدْخُلُوها حَتَّى يُؤْذَنَ لَكُمْ وَإِنْ قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا هُوَ أَزْكَى لَكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ (النور: 27-28).
5- التزام الاستقامة وطاعة الله ورسوله
وحينئذٍ يكون الإنسان في كنف الله تعالى وحمايته وبعيدًا عن شر خلقه، قال تعالى: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا (الطلاق: 5)
وقال تعالى: فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (المائدة: 92)
وقال عليه الصلاة والسلام: “من تقرب مني شبرا تقربت منه ذراعا، ومن تقرب مني ذراعا تقربت منه باعا، ومن أتاني يمشي أتيته أهرول” (رواه البخاري ومسلم).
6- حسن الخلق
فإنه مفتاح فتح القلوب والمودة والألفة، قال تعالى: وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا (البقرة: 83).
يحسن معاملة جاره لا سيما من كان مسلما، قال عليه الصلاة والسلام: “من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره” (متفق عليه).
ويكون على حذر من كل ما يؤذي جاره، قال عليه الصلاة والسلام: “لا يؤذي أحدكم جاره بدخانه” (متفق عليه).
7- الرحمة بالخلق
قال عليه الصلاة والسلام: “الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا أهل الأرض يرحمكم أهل السماء” (رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح). قال عليه الصلاة والسلام: “من لا يرحم لا يرحم” (متفق عليه).
وأن يعفو عن من ظلمه ويصفح عنه، قال تعالى: وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (النور: 22)
وأن يتفقد أحوال جيرانه المحتاجين، قال عليه الصلاة والسلام: “ما آمن بي من بات شبعان وجاره جائع إلى جنبه وهو يعلم” (رواه الحاكم وقال صحيح على شرط مسلم).
وفي الختام أسأل الله تعالى أن يرزقنا حفظه ورعايته، وأن يكفينا شر خلقه، وأن يعيذنا من كيد الشياطين وشرور الإنس والجن، آمين.