ياسيدي سلمان
مقدمة
{|}
الديوان الملكي السعودي بإصداره لأول ديوان شعري لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله ورعاه تحت عنوان ياسيدي سلمان، قد منحنا شرف الاطلاع على ذخائر ملكية حرص جلالته على اقتناؤها طوال حياته وزاد حرصًا في وضعها بين أيدينا.
سلمان الشاعر
جاء الديوان في 13 فصلًا ضمّت قصائد جلالته النبطية والفصحى، موزعًا على (250) صفحة من القطع المتوسط، وتصدّر القائمة قصيدة ( ياسيدي سلمان ) التي حمل الديوان اسمها تخليدًا لذكرى عظيمة ومناسبة غالية وهي تولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله مقاليد الحكم بمبايعة الشعب السعودي له في اليوم الثالث من شهر ربيع الآخر لسنة 1436هـ الموافق الثاني من شهر يناير لسنة 2015م.
وقد أشار صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني في كلمة له عقب صدور الديوان إلى الدور الذي قام به والده الملك سلمان في دعم مسيرة الأدب والشعر في المملكة والحفاظ على موروثها الثقافي العريق، مشيرًا إلى أن جلالته كان يحرص على حضور المناسبات الشعرية قديما وحديثا وكان داعما للشعراء وكان هو ذاته شاعرا متمكنا.
{|}
مراثي الملك سلمان
وهنا نقتطف من مرثيات جلالته قوله في رثاء صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن محمد بن عبدالعزيز آل سعود رحمه الله1435هـ الموافق 2014م:
يا صاحبي واللي غدا مرثاه ** مالي سوى دمعٍ جرى أنهال
{|}
من بعد فقدٍ بالفؤاد جراحه ** واليوم أنا في لوعتي تنهال
فرّقت ما بيني وبينك رماح ** لا بل ظعونٍ بالهوى تنسال
مناسبات سلمان
وتحمل قصائد الديوان في طياتها العديد من المناسبات الوطنية والاجتماعية التي عاشها الوطن في عهد جلالة الملك سلمان، ومن ذلك قصيدة ( راية التوحيد ) التي ألقاها عام 1366هـ في حفل تسلم جلالة الملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود -رحمه الله- سيف جده الإمام تركي بن عبدالله -رحمه الله- ومبايعة الملك فيصل ملكًا للمملكة العربية السعودية.
راية التوحيد لا هانت ولا خانت ** في سبيل الله عالي الصوت من عان
كلنا بالله يجمعنا ويمت علينا ** جيشنا جنب جنب لآخرة زمان
وسترون جيشنا نشوان كم ثار ** ينصر الله ويحمي أرضنا لان
العاطفة سلمان
ومن أجمل القصائد التي تعكس عاطفة جلالته قصيدة ( زين الشباب ) التي كتبها حفظه الله عام 1378هـ معبرًا فيها عن أصدق مشاعره تجاه صاحب السمو الملكي الأمير الراحل محمد بن عبدالعزيز آل سعود رحمه الله الذي كان أخاه وصديقه.
سكرت من غير شراب ** غاب عني صاحبي
طيب القلب يا محمد ** زين الشباب يا ولدي
ضحكة الناس يا محمد ** ليتني قبلك يا ولدي
الحكمة سلمان
{|}
وتتضمن قصائد الديوان حكمًا بالغة وقيمًا عالية استقى جلالته عمقها من تجاربه الحياتية ومن قراءاته لكتب الأدب والتاريخ، ومن تلك الحكم الرائعة قوله حفظه الله في قصيدة ( أخذت من كل وديع ) التي كتبها عام 1383هـ:
أخذت من كل وديع يميني ** عسى عن جوره الوقت يبديني
{|}
وأخذت حذرًا وخبت بصيرتي ** عسى عن ظلمه الدهر ينجيني
وأخذت قلبي لقيت به سلوًا ** عسى عن هجره الدهر يليني
الوفاء سلمان
ويتجلى وفاء جلالته في قصيدته ( لا هنت يا ذيب الربع ) التي كتبها عام 1423هـ رثاء للأمير محمد بن فهد بن محمد بن عبدالعزيز آل سعود رحمه الله، وفيها يخاطب رحمه الله جلالته ويقول:
لا هنت يا ذيب الربع لا هنت ** يوم الليالي الحالكات تصول
لا هنت يا ذيب الشجاعة ما انت ** ولا ذيبنا واخذ عطاه مطول
لا هنت يا ذيب الوفا ما انت ** ولا لي ولا لحالي تعود وتول
خاتمة
وختامًا فإن صدور هذا الديوان يعتبر إضافة رائعة للمكتبة العربية عامةً والأدب السعودي خاصةً، وهو توثيق لمرحلة مهمة من تاريخ المملكة العربية السعودية عاشها جلالة الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله ورعاة وقد كان شاهدًا على مراحلها ومواقفها وأحداثها.