يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور
التفسير اللغوي
يعلم: من علم يعلم على وزن فعل يفعل، وهي مضارع مبني للمعلوم، والفاعل هو الله تعالى.
خائنة: اسم فاعل بمعنى الغادرة الخائنة، وهو من خان يخون، أي غدر وخاب.
الأعين: جمع عين وهي عضو الإبصار.
وتخفي: مضارع مبني للمعلوم من أخفى يخفي، والفاعل هو الله تعالى، والمفعول به هنا هو الصدور.
الصدور: جمع صدر وهو موضع القلب، حيث يراد به هنا ما يخطر بالقلب من أفكار ونوايا.
المعنى الإجمالي
يعلم الله عز وجل كل ما تخفيه العيون من نظرات الغدر والخيانة، كما يعلم ما تخفيه الصدور من أفكار ونوايا خبيثة، وما بهما من أسرار لا يعلمها أحد سواه.
السبعة باطنية
باطن غيرة العابد
– غيرة العابد حب الله تعالى وحرصه على أن يخلص له العبادة من غير شريك.
– يحرص العابد على إخفاء عبادته عن الناس، ويستحي من الله تعالى أن يراه على معصية أو غفلة.
– إذا سها العابد عن ذكر الله تعالى استغفر الله على الفور، واستعاد التوجه إليه.
ظاهر غيرة العابد
– العابد يتحلى بالوقار والحياء، ويظهره في حركاته وسكناته وتصرفاته.
– ينصرف العابد عن كل ما يصرفه عن الله تعالى، ويتجنب مجالس اللهو والغناء.
– يختلط العابد بالناس ويواجههم بوجه بشوش، ولكنه قلبه مع الله تعالى.
باطن العفة
– العفة هي انضباط النفس وحمايتها من الشهوات المحرمة.
– تعين العفة المسلم على غض بصره عن الحرام، وكبح لسانه عن الكلام السيئ.
– يحفظ العفيف قلبه من حب الدنيا والحرص عليها، ويرضى بما قسمه الله تعالى له.
ظاهر العفة
– العفيف يحفظ أعين الناس عنه ولا ينظر إليهم إلا في الحاجة.
– يتجنب العفيف كل ما يثير الشهوات كالاختلاط الحرام والاستماع إلى الأغاني المحرمة.
– يرتدي العفيف الزي الشرعي الذي يحافظ على عورته ويسترها عن أعين الناس.
باطن الخشوع
– الخشوع هو انكسار القلب وتذلله لله تعالى، وهو سبب لحصول الخوف والرجاء.
– يجعل الخشوع العبد متواضعًا لله تعالى، فيرى نفسه حقيرًا أمامه.
– يتولد من الخشوع خشية الله تعالى ومحبته، وخشية الوقوع في معصيته.
ظاهر الخشوع
– الخاشع يتواضع في مشيته وكلامه ولباسه، ويتجنب التكبر والغرور.
– يكثر الخاشع من ذكر الله تعالى وقراءة القرآن الكريم والصلاة.
– يحسن الخاشع إلى عباد الله تعالى، ويتعاون معهم على الخير.
باطن الورع
– الورع هو ترك كل ما فيه شبهة من الحرام، خشية الوقوع فيه.
– يحصن الورع العبد من الوقوع في المعاصي والشبهات.
– يجعل الورع العبد خائفًا من الله تعالى، حريصًا على طاعته.
ظاهر الورع
– يتحرز الورع من كل ما نهى الله تعالى عنه، ولو كان مباحًا.
– لا يتكلم الورع في أعراض الناس، ولا يغتابهم ولا يحسدهم.
– يحافظ الورع على أداء العبادات في أوقاتها، ويتجنب التقصير فيها.
الخاتمة
إن الله تعالى يعلم كل ما يخفيه الناس في قلوبهم وعيونهم، وهو سبحانه وتعالى وحده الذي يحاسبهم على أقوالهم وأفعالهم ونواياهم. فعلينا جميعًا أن نتقي الله تعالى في السر والعلن، وأن نحرص على طاعته، وأن نتجنب كل ما يغضبه علينا.