الاستئذان قبل الدخول
الاستئذان هو طلب الإذن بالدخول إلى مكان ما أو مقابلة شخص ما، ويعتبر من آداب التعامل الاجتماعي التي يجب مراعاتها، فقد أمرنا الله تعالى بالاستئذان قبل الدخول إلى بيوت الآخرين، فقال سبحانه وتعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ [النور: 27]، وقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم يحرص على الاستئذان قبل دخول أي مكان، حتى بيوت زوجاته، روى أبو هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “استأذنوا إذا كنتم ثلاثة، ولا تستأذنوا إذا كنتم دون ثلاثة”.
أنواع الاستئذان
هناك ثلاثة أنواع للاستئذان:
- الاستئذان بالقول: وهو أن يقول المستأذن “السلام عليكم” أو “أأدخل؟” أو أي عبارة أخرى تدل على طلب الإذن بالدخول.
- الاستئذان بالإشارة: وهو أن يشير المستأذن بيده أو وجهه أو أي جزء من جسده إلى رغبته في الدخول.
- الاستئذان بالقرع: وهو أن يقرع المستأذن الباب أو الجدار أو أي شيء آخر لإعلام من بالداخل برغبته في الدخول.
مرات الاستئذان
ينبغي على المستأذن أن يكرر الاستئذان ثلاث مرات، فإذا لم يأذن له أحد بالدخول بعد المرة الثالثة فعليه أن ينصرف، فقد روى ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “الاستئذان ثلاث مرات، فإن أذن لك وإلا فارجع”.
آداب الاستئذان
هناك بعض الآداب التي يجب مراعاتها عند الاستئذان، وهي:
- أن يكون المستأذن محتشما في ملابسه وشكله.
- أن يكون صوته معتدلا غير مرتفع أو منخفض.
- أن ينتظر المستأذن حتى يسمع ردا من صاحب المكان.
- أن لا يلح المستأذن في الاستئذان إذا لم يأذن له أحد بالدخول.
{|}
{|}
أسباب الاستئذان
هناك العديد من الأسباب التي تجعل من الضروري الاستئذان قبل الدخول، منها:
- حفظ الخصوصية: فالأماكن الخاصة هي ملك لأصحابها، ولا يجوز دخولها إلا بإذنهم.
- إظهار الاحترام: فالإستئذان يدل على احترام المستأذن لصاحب المكان.
- تجنب الإحراج: فقد يسبب الدخول دون استئذان إحراجا لصاحب المكان.
{|}
الاستثناءات من الاستئذان
هناك بعض الحالات التي يجوز فيها الدخول دون استئذان، مثل:
{|}
- حالة الخطر: كما لو رأى شخص حريقا في منزل جاره، فيجوز له الدخول دون استئذان لإطفاء الحريق وإنقاذ من فيه.
- حالة الضرورة: كما لو كان شخص مريضا وحالته خطيرة، فيجوز دخول بيته دون استئذان لتقديم المساعدة له.
الاستئذان في الإسلام
حث الإسلام على الاستئذان في العديد من الآيات والأحاديث، فقد قال الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ [النور: 27]، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من استأذن فأذن له فليتقدم، وإن رد عليه فليتأخر”[سنن أبي داود]، وقال أيضا: “الاستئذان ثلاث مرات، فإن أذن لك وإلا فارجع”.
{|}
الخاتمة
الاستئذان من الآداب الإسلامية المهمة التي يجب مراعاتها، فهو يحفظ خصوصية الأفراد ويظهر الاحترام لهم، وقد حث الإسلام على الاستئذان في العديد من الآيات والأحاديث، وينبغي على المسلم أن يلتزم بهذه الآداب في تعاملاته مع الآخرين، وللاستئذان ثلاث مرات بإحدى الوسائل التالية: الاستئذان بالقول، والاستئذان بالإشارة، والاستئذان بالقرع.