ربي مسني الضر وأنت أرحم الراحمين
مقدمة
هذه العبارة من دعاء النبي يونس عليه السلام عندما كان في بطن الحوت، وهي تعبر عن لجوء العبد لله تعالى في وقت الشدة والضيق، والتضرع إليه بالرحمة واللطف. والرحمة من أسماء الله الحسنى، وهي ضد الغضب، وهي من صفات الكمال لله تعالى، وهي أوسع من الرأفة، كما أنها أخص من المغفرة.
أولًا: أنواع الرحمة الإلهية
– الرحمة العامة: وتشمل جميع الخلائق، حتى الكفار والمنافقين، في الدنيا والآخرة.
– الرحمة الخاصة: وتختص بالمؤمنين دون الكفار، ويظهر أثرها في الدنيا والآخرة.
– رحمة التوفيق: وهي هداية الله لعباده لطاعته، والتوفيق إلى العمل الصالح.
– رحمة المغفرة: وهي عفو الله عن عباده عند التوبة والاستغفار.
ثانيًا: أوجه رحمة الله تعالى
تتجلى رحمة الله تعالى في:
– خلق الكون وما فيه من نظام بديع، وإحكام دقيق.
– إرسال الرسل والأنبياء لهداية الناس إلى عبادة الله تعالى.
– إنزال الكتب السماوية لتكون نورًا وهدى للبشرية.
– إمهال العصاة وإمهالهم لعلَّهم يتوبون وينيبون إليه.
– إعداد الجنة للمتقين، وإعداد النار للكافرين والمنافقين.
ثالثًا: مظاهر رحمة الله في حياة الإنسان
تتجلى رحمة الله في حياة الإنسان من خلال:
– الصحة والعافية التي ينعم بها.
– الرزق الذي يأتيه من حيث لا يحتسب.
– الأهل والأصدقاء الذين يُعينونه على أمور الحياة.
– النعم الكثيرة التي لا تُعد ولا تُحصى.
رابعًا: فضل الدعاء بـ “ربي مسني الضر وأنت أرحم الراحمين”
– الدعاء بها يفتح أبواب رحمة الله تعالى.
– الدعاء بها يقرب العبد من ربه، ويزيد في إيمانه وتوكله.
– الدعاء بها يجلب العون والفرج من الله تعالى.
خامسًا: شروط الدعاء بـ “ربي مسني الضر وأنت أرحم الراحمين”
– الإخلاص لله تعالى عند الدعاء.
– اليقين بأن الله تعالى سيستجيب الدعاء.
– الحضور والخشوع عند الدعاء.
سادسًا: كيفية الدعاء بـ “ربي مسني الضر وأنت أرحم الراحمين”
– أن يُقال عند وقوع الضر والشدة.
– أن يُقال مع رفع اليدين إلى السماء.
– أن يُقال بكثرة وتكرار.
سابعًا: خاتمة
“ربي مسني الضر وأنت أرحم الراحمين” عبارة عظيمة تدل على لجوء العبد لله تعالى في وقت الشدة والضيق، والتضرع إليه بالرحمة واللطف، ويجب على المسلم أن يكثر من الدعاء بها، وأن يستشعر معنى الرحمة الإلهية في حياته، وأن يتأمل مظاهرها الكثيرة في الكون والإنسان، وأن يتيقن بأن الله تعالى هو أرحم الراحمين، وأنه لا يُضيع دعاء داعٍ إذا دعاه.