العوض من الله
مقدمة
أحد أهم العقائد الإسلامية هو الإيمان بالقضاء والقدر، وأن العوض من الله هو من أعظم النعم التي يمنحنا إياها، فالقضاء والقدر هو قانون إلهي يحكم الكون، ولا يستطيع أحد إيقافه أو تغييره، وقد قسم الله الأرزاق بين عباده، ورزقه على العبد ما قسم له، وقد يكون العوض من الله هو شيء أفضل بكثير مما فقدناه، فالعوض من الله يكون في صورة صحة أو مال أو قرب من الله، وفي هذا المقال سوف نتحدث عن العوض من الله، فماذا يكون العوض من الله، وكيف يعوضنا الله على ما فاتنا.
أولاً: ما هو العوض من الله؟
العوض من الله هو تعويض أو مكافأة يعطيها الله للمؤمنين على ما فاتهم، أو ما صبروا عليه من مصائب أو ابتلاءات، فالعوض من الله يكون في صورة خير أو رزق أو صحة أو قرب من الله، وقد يكون العوض من الله في الدنيا أو في الآخرة، فمن صبر على ابتلاء الدنيا وحمد الله عليها، عوضه الله خيراً منها في الآخرة، ومن فقد مالاً عوضه الله مالاً أفضل منه، والعوض من الله من أعظم النعم التي يمنحها الله للمؤمنين.
ثانياً: كيف يعوضنا الله على ما فاتنا؟
يعوضنا الله على ما فاتنا بعدة طرق، منها ما يكون في الدنيا ومنها ما يكون في الآخرة، ففي الدنيا يعوضنا الله بالصحة أو المال أو الولد، فمن فقد مالاً عوضه الله مالاً أفضل منه، ومن فقد ولداً عوضه الله ولداً أفضل منه، ومن كان مريضاً شفاه الله تعالى، ومن كان في ضيق فرجه الله عنه، فالعوض من الله يكون في الدنيا على صور متعددة، وفي الآخرة يعوضنا الله برجاء الفردوس، وكل ما لا عين رأت ولا أذن سمعت.
ثالثاً: صور العوض من الله
العوض من الله له صور متعددة، فقد يكون في الدين أو الدنيا أو الآخرة، وفي الدين يعوضنا الله بالإيمان والتقوى والهداية، فمن فقد شيئاً في الدنيا عوضه الله بالصلاح أو التقوى، ومن كان ضعيف الإيمان قواه الله بالإيمان، ومن كان بعيداً عن الله قربه الله إليه، وفي الدنيا يعوضنا الله بالصحة أو المال أو الولد، فمن فقد شيئاً فالله يعوضه خيراً منه، فالصحة نعمة كبيرة، والعوض من الله بالصحة هو نوع من المكافأة لمن صبر على مرضه أو فقده، وكذلك المال والولد من أعظم النعم التي يعوضنا الله بها.
رابعاً: العوض من الله في الآخرة
يعوضنا الله في الآخرة بجنات النعيم، ورضوانه الكريم، فمن فقد شيئاً في الدنيا عوضه الله في الآخرة خيراً منه، وفي الآخرة يعوضنا الله بجوار النبي الكريم، وكرامة الله تعالى للمؤمنين، والعوض من الله في الآخرة هو من أعظم النعم التي ينعم الله بها على عباده المؤمنين، فمن صبر على مصيبة الدنيا وحمد الله عليها عوضه الله في الآخرة خيراً منها.
خامساً: فضل العوض من الله
لعوض من الله فضل عظيم وثواب كبير، فالعوض من الله هو عوض بغير حساب، فالله تعالى يعوض عباده المؤمنين على ما فاتهم خيرٌ مما فقدوه، والعوض من الله هو نعمة عظيمة، ومن فضل العوض من الله أنه يكون في الدنيا والآخرة، ومن فضل العوض من الله أنه يكون نصراً وتأييداً للمؤمنين، والعوض من الله هو عز وجاه وسلطة للمؤمنين على من ظلمهم وأخذ منهم.
سادساً: كيفية الحصول على العوض من الله
لنيل العوض من الله يجب على العبد أن يكون مؤمناً بقضاء الله وقدره، وأن يصبر على الابتلاءات التي تصيبه، وأن يحمد الله على ما أصابه، وكلما زاد شكره لله زاد عوضه، ويجب على العبد أن يدعو الله تعالى ويسأله أن يعوضه خيراً، فالدعاء هو سبب من أسباب الرزق والنعم، والعبد المؤمن الذي يصبر ويحمد الله سيعوضه الله خيراً مما فاته، ويجب على العبد أن يتوكل على الله ويحسن الظن به.
سابعاً: العوض من الله نور على نور
العوض من الله نور على نور، فالعوض من الله يزيد في إيمان العبد ويقينه، فإذا فقد العبد شيئاً وتعوض منه خيراً، زاد ذلك من إيمانه بالله وقدره، فالعوض من الله يجعل العبد أقرب إلى الله تعالى، ويجعله أكثر شوقاً إلى لقاء الله، والعوض من الله يجعل العبد أكثر صبراً على الابتلاءات التي تصيبه، ويجعله أكثر حمداً لله على نعمه، والعوض من الله نور على نور، فكلما زاد إيمان العبد زاده الله عوضاً من عنده.