عراقية تويتر
مواقع التواصل الاجتماعي عمومًا وتويتر على وجه الخصوص من أكثر المواقع انتشارًا في جميع دول العالم، حتى أصبحت جزءًا مهمًا من حياة الناس، ولا غنى لهم عنها، فهي تربطهم مع بعضهم البعض أينما كانوا، ويسهل عليهم التواصل مع كل من يريدون دون عناء أو مشقة، بل يمكنهم التعرف على أشخاص جدد من خلال هذه المواقع، ومن ثم تكوين الصدقات.
ولم يقتصر دور تويتر على التواصل الاجتماعي فقط، بل تعداه إلى التأثير على الرأي العام، وخاصة في الدول العربية، نظرًا لحالة الاحتقان السياسي التي تعاني منها معظم هذه البلدان، والتي جعلت الشباب يلجأون إلى هذه المواقع للتعبير عن آرائهم بحرية، دون خوف أو قلق من أي مساءلات، نظرًا لكون هذه المواقع لا تخضع لأي قوانين أو ضوابط لهذه الدول، ومن ثم أصبحت ساحات حرة للتعبير عن الرأي، وهو ما أدى إلى انتشار الكثير من الظواهر السلبية، مثل الشائعات وقلة الأدب والسباب وغيرها.
وانطلاقًا من تأثير تويتر على الرأي العام العراقي، فقد ارتأت الباحثة عمل دراسة تحليلية لمستخدمي تويتر في العراق، لبيان الطبيعة الديموغرافية لهؤلاء المستخدمين، إضافة إلى معرفة أهم الأغراض التي يستخدمون تويتر من أجلها، وكذلك معرفة أهم الآثار السلبية والإيجابية لتويتر في المجتمع العراقي، ومن ثم التوصل إلى مجموعة من التوصيات حول كيفية الاستفادة من تويتر بصورة إيجابية تفيد المجتمع العراقي.
ومن ثم فقد قامت الباحثة بصياغة أدوات الدراسة وأساليبها، وتمثلت أداة الدراسة في استبيان تم توزيعه على عينة من مستخدمي تويتر في العراق باستخدام أسلوب العينة العشوائية البسيطة، وبلغت هذه العينة (380) مستخدمًا ومستخدمة.
وأظهرت النتائج التي تم التوصل إليها أن غالبية مستخدمي تويتر في العراق من الذكور، وأن أعمارهم تتراوح ما بين (20-30) عامًا، وأن غالبيتهم من خريجي الجامعات، وأن غالبية مستخدمي تويتر يستخدمونه من أجل التواصل الاجتماعي، وأنهم أقل استخدامًا له من أجل التأثير على الرأي العام، وأن أهم الآثار السلبية لتويتر في المجتمع العراقي تمثلت في انتشار الشائعات وقلة الأدب والسباب، وأن أهم الآثار الإيجابية لاستخدام تويتر في المجتمع العراقي تمثلت في سهولة الحصول على المعلومات، والتعبير عن الرأي بحرية، والتواصل مع الآخرين.
وفي ضوء النتائج التي تم التوصل إليها، فقد أوصت الباحثة بضرورة تفعيل دور المؤسسات الحكومية والمنظمات المدنية في استخدام تويتر للتواصل مع المواطنين، وتقديم الخدمات لهم، ونشر المعلومات الصحيحة، ومواجهة الشائعات، بالإضافة إلى تفعيل دور الأسرة والمدرسة في توعية الشباب بمخاطر استخدام تويتر، وتعليمهم كيفية التعامل معه بصورة إيجابية.