الإقرار بتوحيد الربوبية يكفي لدخول الإسلام
مقدمة
الإسلام دين التوحيد الخالص، ولا يتم دخول المرء فيه إلا بالإقرار بوحدانية الله سبحانه وتعالى في ربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته، فتوحيد الربوبية هو أساس العقيدة الإسلامية، وأول أركانها، وهو الإقرار بأن الله وحده هو الخالق المدبر لكل شيء، وأنه وحده المستحق للعبادة دون سواه.
أولاً: مفهوم توحيد الربوبية
توحيد الربوبية يعني الإيمان بأن الله هو الخالق المدبر لكل شيء في هذا الكون، وأنه هو وحده الذي خلق السماوات والأرض وما بينهما، وهو وحده الذي يرزق جميع المخلوقات ويحفظها، وهو وحده الذي يتصرف في ملكه كيف يشاء، لا شريك له في ذلك.
وتوحيد الربوبية يقتضي الإيمان بأن الله وحده هو المستحق للعبادة دون سواه، فهو وحده الذي يستحق أن يعبد ويطاع ويخشى، فلا يجوز أن يشرك معه أحد في ذلك، ولا يجوز أن يتخذ أحد من المخلوقات إلهًا من دونه.
وتوحيد الربوبية يقتضي أيضًا الإيمان بأن الله وحده هو المالك الحقيقي لكل شيء في هذا الكون، وأن جميع المخلوقات هي ملكه، وأنها تحت تصرفه وتدبيره، فليس لأحد أن يتصرف فيها إلا بإذنه ومشيئته.
ثانيًا: شروط توحيد الربوبية
حتى يكون الإقرار بتوحيد الربوبية صحيحًا مقبولًا، يجب أن تتوفر فيه الشروط التالية:
1. العلم: يجب أن يكون المرء عالمًا بأن الله هو الخالق المدبر لكل شيء، وأنه هو وحده المستحق للعبادة دون سواه.
2. اليقين: يجب أن يكون المرء يقينًا بأن الله واحد لا شريك له في ربوبيته وألوهيته، وأن جميع المخلوقات هي ملكه.
3. الانقياد: يجب أن يكون المرء منقادًا لله وحده، لا يشرك معه أحدًا في ربوبيته وألوهيته، ولا يتخذ أحدًا من المخلوقات إلهًا من دونه.
ثالثًا: دلائل توحيد الربوبية
هناك دلائل كثيرة في الكون تدل على توحيد الربوبية، منها:
1. نظام الكون: إن نظام الكون وإتقانه وانتظامه يدل على وجود خالق مدبر حكيم، وهو الله سبحانه وتعالى.
2. فطرة الإنسان: إن فطرة الإنسان السليمة تدفعه إلى الإيمان بأن الله هو الخالق المدبر لكل شيء، وأنه هو وحده المستحق للعبادة دون سواه.
3. الرسل والأنبياء: لقد أرسل الله سبحانه وتعالى رسله وأنبیائه إلى جميع الأمم والشعوب ليدعوهم إلى توحيد الربوبية، والإيمان به وحده، وعبادته وحده، وعدم الإشراك به أحدًا.
رابعًا: أهمية الإيمان بتوحيد الربوبية
الإيمان بتوحيد الربوبية له أهمية كبيرة في حياة المسلم، ومن أهمها:
1. الاستقامة على صراط الله: إن الإيمان بتوحيد الربوبية يجعل المسلم مستقيمًا على صراط الله، لا يميل عنه يمينًا ولا يسارًا.
2. الإخلاص في العبادة: إن الإيمان بتوحيد الربوبية يجعل المسلم مخلصًا في عبادته لله وحده، لا يشرك معه أحدًا.
3. التوكل على الله وحده: إن الإيمان بتوحيد الربوبية يجعل المسلم يتوكل على الله وحده في جميع أموره، ويستعين به وحده، ولا يستعين بأحد سواه.
خامسًا: أسباب الشرك في الربوبية
هناك أسباب كثيرة تؤدي إلى الوقوع في الشرك في الربوبية، ومن أهمها:
1. الجهل: الجهل بالله وأسمائه وصفاته وصفاته يؤدي إلى الوقوع في الشرك، فمن لم يعرف الله حق معرفته، فقد يميل إلى عبادة غيره.
2. تقليد الآباء: تقليد الآباء والأجداد في عبادتهم لغير الله يؤدي إلى الوقوع في الشرك، فمن نشأ في بيئة وثنية أو مشركة، قد يميل إلى اتباع عادات وتقاليد قومه.
3. الخوف من المخلوقات: الخوف من المخلوقات أو الطمع في منافعها قد يؤدي إلى الوقوع في الشرك، فمن خاف من الجن والشياطين أو طمع في منافعهم، قد يميل إلى عبادتهم.
سادسًا: عواقب الشرك في الربوبية
الشرك في الربوبية من أعظم الذنوب، وعواقبه وخيمة على صاحبه، منها:
1. الكفر: إن الشرك في الربوبية يخرج صاحبه من الإسلام ويجعله كافرًا، لأنه يبطل أصل العقيدة الإسلامية، وهو توحيد الربوبية.
2. الخلود في النار: إن الشرك في الربوبية من الذنوب التي لا تغفر لصاحبها، إلا إذا تاب منه قبل موته، فمن مات مشركًا، خلد في النار.
3. الحرمان من شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم: إن الشرك في الربوبية يحرم صاحبه من شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم، فمن مات مشركًا، لم ينفعه شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم.
سابعًا: طرق تحصين الإيمان بالربوبية
هناك طرق كثيرة يمكن للمسلم أن يتحصن بها إيمانه بالربوبية، منها:
1. العلم: طلب العلم الشرعي الصحيح من مصادره الموثوقة، والحرص على فهم عقيدة التوحيد على وجهها الصحيح.
2. الدعاء: الدعاء إلى الله سبحانه وتعالى بأن يثبتنا على ديننا، وأن يحفظنا من الشرك والضلال.
3. الذكر: ذكر الله سبحانه وتعالى كثيرًا، وتلاوة القرآن الكريم، والحرص على حضور مجالس العلم والذكر.
خاتمة
وختامًا، فإن الإقرار بتوحيد الربوبية هو أساس العقيدة الإسلامية، وأول أركانها، وهو شرط أساسي لدخول الإسلام، ولا يتم إسلام المرء إلا بالإيمان بأن الله هو الخالق المدبر لكل شيء، وأنه هو وحده المستحق للعبادة دون سواه، والله أعلم، ونسأله التوفيق والسداد.