البراجون
البراغون or براغوتيون (بالإسبانية: maragatos) هي مجموعة عرقية أتت من منطقة ماراجاتيريا التاريخية وهي الآن جزء من مقاطعات ليون وزامورا في إسبانيا، وقد أدت هجرة كاملة تقريبًا من المنطقة في القرن العشرين إلى وجود مجتمعات براغون خارج المنطقة الأصلية، وخاصة في مدريد وبرشلونة وفالنسيا أيضًا.
الأصل
ينشأ أصل البراغون من غموض كبير، ويؤكد بعض المؤلفين أنهم ينحدرون من قبائل أستورية قديمة استوطنت منطقة ماراجاتيريا في القرون الوسطى، بينما يرى آخرون أنهم أحفاد السكان الكلتيبريين الأصليين في المنطقة، وعلى أي حال، فإن البراغون هم شعب قديم جدًا يتميز بثقافته وتقاليده ولغته المميزة.
اللغة
يتحدث البراغون لغة خاصة بهم تسمى البراغونية، وهي لهجة ليونية قديمة بها العديد من التأثيرات الأستورية والجاليكية، وتُعرف البراغونية بأنها لغة معجمية غنية بشكل خاص، مع العديد من الكلمات التي لا توجد في اللغات الإسبانية الأخرى، ولم تعد البراغونية تُتحدث إلا من قبل عدد قليل من كبار السن، وقد تم تدريسها في السنوات الأخيرة في بعض المدارس في منطقة ماراجاتيريا.
الثقافة
يتميز البراغون بثقافة غنية وتقاليد عريقة، ويعرفون جيدًا بحرفهم اليدوية، وخاصة النسيج، حيث ينتجون أقمشة ذات ألوان زاهية وأنسجة معقدة، كما أنهم معروفون أيضًا بموسيقاهم، خاصة موسيقى الجيتار والرقص التقليدي المعروف باسم maragata، بالإضافة إلى ذلك، فإن للبراغون مطبخهم الخاص مع أطباق نموذجية مثل فطيرة ماراجاتا وحساء الفاصوليا.
التاريخ
لقد لعب البراغون دورًا مهمًا في تاريخ إسبانيا، حيث شاركوا في حروب الاستقلال في القرن التاسع عشر والحرب الأهلية الإسبانية في القرن العشرين، وكانوا معروفين بشجاعتهم وقوة شخصيتهم، وخلال القرن العشرين، غادر العديد من البراغون منطقتهم الأصلية بحثًا عن فرص أفضل في المدن الكبرى، مما أدى إلى تشتت المجتمع البراغوني.
الهجرة
وقد أدت الهجرة من منطقة ماراجاتيريا إلى تكوين مجتمعات براغونية كبيرة خارج المنطقة، وخاصة في مدريد وبرشلونة وفالنسيا، وقد حمل البراغون معهم ثقافتهم وتقاليدهم إلى هذه المدن، حيث أنشأوا مراكز اجتماعية وثقافية للحفاظ على هويتهم، كما ولعبت مجتمعات البراغون دورًا مهمًا في الحياة السياسية والاقتصادية والثقافية في هذه المدن.
التأثير
لقد ترك البراغون بصمة مهمة على الثقافة الإسبانية، حيث أثرت لغتهم وعاداتهم وتقاليدهم على الثقافة الشعبية للبلاد، كما أنهم معروفون أيضًا بمهاراتهم التجارية، وكانوا مهمين في تجارة الماشية في إسبانيا خلال القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، ولا يزال هناك العديد من الشركات الناجحة التي يملكها البراغون في جميع أنحاء البلاد.
الوضع الحالي
اليوم، لا يزال البراغون يشكلون مجموعة عرقية مميزة في إسبانيا، حيث حافظوا على هويتهم وثقافتهم على الرغم من الهجرة والتشتت، وهم معترف بهم رسميًا من قبل الحكومة الإسبانية كمجموعة أقلية، وتستمر ثقافة البراغون في التطور والتكيف مع العصر الحديث، ولا تزال لغتهم وعاداتهم وتقاليدهم جزءًا مهمًا من تراثهم الثقافي.