الرد على الله يسعدك
إنّ الإيمان بالله تعالى والإذعان لأوامره ونواهيه والامتثال لتعاليم رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم هو السبيل الأمثل لتحقيق السعادة والرخاء في الدنيا والآخرة، فإذا آمن العبد بربه وأخلص له وقام بما أوجب عليه من فرائض واجتنب ما نهاه عنه من محرمات فإنه سيحظى برضوان الله تعالى وبالتالي تنزل السعادة في قلبه وتنير حياته.
أولاً: طاعة الله طريق السعادة
إنّ طاعة الله تعالى هي مفتاح السعادة الحقيقية، فمن أطاعه نال رضاه ورحمته، ومن عصاه استحق سخطه وعذابه، قال تعالى: “ولو أنّ أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض”.
والطاعة تشمل جميع نواحي حياة المسلم، من عباداته ومعاملاته وأخلاقه وأقواله وأفعاله، فمن كان مطيعاً لله في كل ذلك نال سعادة الدنيا والآخرة.
ولقد ضرب لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أروع الأمثلة في طاعة الله، فكان أقرب الناس إلى الله وأحبهم إليه، وكان أسعدهم في الدنيا والآخرة.
ثانياً: ذكر الله يملأ القلب بالسكينة
إنّ ذكر الله تعالى يملأ القلب بالسكينة والاطمئنان، ويبدد عنه الغم والحزن، قال تعالى: “الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب”.
ويجب أن يكون ذكر الله دائماً على ألسنتنا، في كل وقت وفي كل مكان، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أحب الكلام إلى الله أربع: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر”.
ومن أكثر الأذكار التي ورد في فضلها أحاديث كثيرة قول: “لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير”.
ثالثاً: الإحسان إلى الناس يجلب السعادة
إنّ الإحسان إلى الناس من أهم أسباب السعادة، فمن أحسن إلى الناس أحسن الله إليه، قال تعالى: “ويؤتي من حيث لا يحتسب، ومن يتوكل على الله فهو حسبه، إن الله بالغ أمره، قد جعل الله لكل شيء قدراً”.
والإحسان يشمل جميع أنواع الخير، من مساعدة الفقراء والمساكين، وإغاثة الملهوفين، وعيادة المرضى، وزيارة الأقارب والأصدقاء.
ومن أعظم أنواع الإحسان إصلاح ذات البين، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: إصلاح ذات البين، فإن فساد ذات البين هي الحالقة”.
رابعاً: التوكل على الله يبدد القلق
إنّ التوكل على الله تعالى يبدد القلق والتوتر، ويجعل العبد مطمئناً في كل أحواله، قال تعالى: “وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين”.
ومن توكل على الله حق توكله كفاه الله كل أمره، وألهمه الرشد والصواب، قال تعالى: “ومن يتوكل على الله فهو حسبه، إن الله بالغ أمره، قد جعل الله لكل شيء قدراً”.
ولقد ضرب لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أروع الأمثلة في التوكل على الله، فكان يثق بربه ثقة مطلقة، وكان لا يقلق بشأن رزقه أو صحته أو أي أمر آخر.
خامساً: الرضا بقضاء الله يحقق السكينة
إنّ الرضا بقضاء الله تعالى يحقق السكينة والطمأنينة في القلب، ويجعل العبد يشعر بالسلام الداخلي، قال تعالى: “رضي الله عنهم ورضوا عنه، ذلك الفوز العظيم”.
ومن رضي بقضاء الله كان أسعد الناس، لأنّه لا ينزعج من أي شيء يصيبه، بل يستقبله بصدر رحب، ويعلم أنّه فيه خير له.
ولقد ضرب لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أروع الأمثلة في الرضا بقضاء الله، فكان قانعاً بما قسمه الله له، ولم يتذمر أبداً من أي بلاء أصابه.
سادساً: العفو والتسامح يزرع الحب
إنّ العفو والتسامح يزرعان الحب والمودة بين الناس، ويجعلان المجتمع أكثر سعادة واستقراراً، قال تعالى: “وأن تعفوا أقرب للتقوى، ولا تنسوا الفضل بينكم”.
ومن عفا عن الناس صفح الله عنه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من عفا عن أخيه المسلم صفح الله عنه، ومن ترك للمعسر ترك الله له يوم القيامة”.
والعفو والتسامح لا ينفيان إقامة العدل، ولكنّهما يساعدان على إحلال السلام والوئام بين الناس.
سابعاً: الدعاء لله يسعد القلب
إنّ الدعاء إلى الله تعالى يسعد القلب، ويجعله يشعر بالراحة والأمان، قال تعالى: “وقال ربكم ادعوني أستجب لكم، إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين”، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الدعاء سلاح المؤمن وعماد الدين ونور السماوات والأرض”.
ويجب أن يكون الدعاء خالصاً لله تعالى، وأن يكون العبد متيقناً من إجابة ربه، قال تعالى: “ادعوا ربكم تضرعاً وخفية، إنه لا يحب المعتدين”.
ولقد ضرب لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أروع الأمثلة في الدعاء، وكان يدعو ربّه كل ليلة ونهار، وكان لا يملّ من الدعاء.
الخاتمة
إنّ السعادة الحقيقية لا تتحقق إلا بالإيمان بالله تعالى وطاعته واتباع أوامره واجتناب نواهيه، فمن آمن بالله وأخلص له ورضي بقضائه وعفا عن الناس ودعا ربه كان أسعد الناس في الدنيا والآخرة.