الجيش الإنكشاري في الدولة العثمانية
كان الجيش الإنكشاري قوات النخبة في الإمبراطورية العثمانية لأكثر من خمسة قرون، بدءًا من أواخر القرن الرابع عشر حتى إلغائه في عام 1826م. اشتهر الانكشاريون بقوتهم العسكرية وانضباطهم، وكانوا عاملاً رئيسياً في نجاح الإمبراطورية العثمانية وتوسعها.
تأسيس الجيش الإنكشاري
أسس الجيش الإنكشاري السلطان العثماني مراد الأول (حكم من 1362 إلى 1389م). وكان هدفه إنشاء جيش دائم من المشاة المهرة والموالين له شخصيًا، بدلًا من الاعتماد على الميليشيات غير النظامية.
نظام الدوشيرمة
كان نظام الدوشيرمة هو الطريقة الأساسية لتجنيد الانكشاريين. بموجب هذا النظام، تم أخذ الفتيان المسيحيين من المناطق التي غزاها العثمانيون إلى القسطنطينية وتحويلهم إلى الإسلام. ثم تم تدريبهم وتثقيفهم في معسكرات خاصة تسمى “أورتا”.
التدريب والتنظيم
خضع الانكشاريون لتدريب مكثف شمل الرماية بالسهام والبنادق، بالإضافة إلى القتال بالسيف والمصارعة. تم تنظيمهم في فرق تسمى “أورتا”، تتكون كل منها من حوالي 1000 رجل. وكانوا يقودهم ضباط يعرفون بـ “أغوات”.
دورهم في الفتوحات العثمانية
كان الجيش الإنكشاري عاملاً حاسماً في توسع الإمبراطورية العثمانية. وقاتلوا ببسالة في معارك كبرى مثل معركة فارنا (1444م) ومعركة موهاكس (1526م). وكان انتصارهم في حصار فيينا عام 1683م بمثابة ذروة قوتهم العسكرية.
تدهور الجيش الإنكشاري
ومع مرور الوقت، بدأ الجيش الإنكشاري في التدهور. أصبحوا فاسدين وغير منضبطين، وشاركوا في تمرد وثورات متكررة. أدى ذلك إلى إضعاف الإمبراطورية العثمانية وعجزها في مواجهة التحديات الخارجية.
إلغاء الجيش الإنكشاري
في عام 1826م، ألغى السلطان محمود الثاني الجيش الإنكشاري بعد تمرد كبير ضده. وكان هذا الإلغاء بمثابة نقطة تحول في التاريخ العثماني وأفسح المجال لتحديث الجيش العثماني وإعادة بنائه على أسس حديثة.
خاتمة
كان الجيش الإنكشاري مؤسسة عسكرية بارزة في الإمبراطورية العثمانية على مدى قرون. وكان عاملاً رئيسياً في نجاحات الإمبراطورية العثمانية وتوسعها. ومع ذلك، فإن تدهورها في وقت لاحق أدى إلى إضعاف الإمبراطورية العثمانية.