الحواس التي يعتمد عليها الخفاش للبحث عن طعامه
يتميز الخفاش عن غيره من الثدييات باعتماده على نظام الصدى لتحديد الموقع والتنقل والملاحة والبحث عن الطعام. يتميز نظام الصدى القائم على تحديد الموقع بالصدى لدى الخفاش بكونه نظاماً معقداً يسمح له بإنتاج وتفسير ومقارنة الأصوات عالية التردد للتنقل في بيئته المظلمة. حيث يقوم بإصدار موجات صوتية عالية التردد من فمه أو أنفه. عندما تصطدم هذه الموجات الصوتية بعائق ما، فإنها ترتد إلى الخفاش. يستخدم الخفاش المعلومات من الموجات الصوتية المنعكسة لتحديد موقع العوائق والطعام. وتشمل الحواس التي يعتمد عليها الخفاش للبحث عن طعامه ما يلي:
الإصدار الصوتي:
يعتمد الخفاش على الإصدار الصوتي، وهو قدرته على إنتاج موجات صوتية عالية التردد. تساعد هذه الموجات الصوتية على إنتاج نقرات عالية التردد، والتي تستخدم لتحديد الموقع بالصدى. حيث تصدر الخفافيش أصواتًا ترددها ما بين 20 و120 كيلوهرتز.
تمتلك الخفافيش أجهزة إصدار صوتية متخصصة تساعدها على إنتاج هذه الأصوات عالية التردد. يقع جهاز الإصدار الصوتي في الحنجرة ويحتوي على أوتار صوتية متعددة قادرة على الاهتزاز بسرعات عالية.
بالإضافة إلى الأصوات عالية التردد، يمكن لبعض الخفافيش أيضًا إصدار أصوات منخفضة التردد تُعرف باسم “الصراخ الاجتماعي”. تستخدم هذه الأصوات للتواصل بين الخفافيش وتحديد موقع بعضها البعض.
استقبال الصوت:
بمجرد أن يصدر الخفاش موجات صوتية، فإنه يحتاج أيضًا إلى القدرة على استقبال وتفسير الموجات الصوتية المنعكسة. يتم ذلك من خلال الأذنين المتخصصتين للخفاش.
تتميز آذان الخفافيش بأنها كبيرة وحساسة وتساعدها على التقاط الموجات الصوتية الخافتة. تحتوي آذان الخفافيش أيضًا على هياكل متخصصة مثل الصيوان والزائدة الجلدية، والتي تساعد على تركيز الموجات الصوتية وتحسين السمع.
تتلقى الخفافيش الموجات الصوتية المنعكسة من خلال آذانها وتستخدمها لتحديد حجم العائق واتجاهه ومسافته. كما أنها قادرة على تحديد الاختلافات الدقيقة في تواتر الصوت، مما يساعدها على تحديد نوع وخصائص العائق.
معالجة الإشارات:
بمجرد استقبال الخفاش للموجات الصوتية المنعكسة، يحتاج إلى معالجتها وتفسيرها. يحدث هذا في دماغ الخفاش.
يحتوي دماغ الخفاش على منطقة مخصصة تسمى النواة السمعية، وهي مسؤولة عن معالجة الإشارات الصوتية. تقوم النواة السمعية بإنشاء خريطة للبيئة المحيطة للخفاش بناءً على الأصوات المنعكسة.
يتيح للدماغ تفسير المعلومات من الموجات الصوتية المنعكسة وتحديد موقع العوائق والطعام. كما أنه يساعد الخفاش على تحديد حجم واتجاه وسرعة الأهداف المتحركة.
الذاكرة المكانية:
تعتمد الخفافيش أيضًا على ذاكرتها المكانية للتنقل والبحث عن الطعام. تمتلك ذاكرة مكانية قوية تساعدها على تذكر مواقع الملاجئ وأماكن البحث عن الطعام.
تستخدم الخفافيش خلايا مكانية متخصصة في دماغها تساعدها على تكوين خريطة ذهنية لبيئتها. تساعد هذه الخلايا المكانية الخفافيش على تحديد موقعها الحالي واتخاذ قرارات بشأن أفضل مسار للطيران.
بفضل ذاكرتها المكانية القوية، يمكن للخفافيش التنقل في بيئاتها المعقدة بسهولة والعودة إلى ملاجئها بعد البحث عن الطعام.
الرؤية:
على الرغم من اعتماد الخفافيش بشكل أساسي على تحديد الموقع بالصدى للبحث عن الطعام، إلا أن بعض أنواع الخفافيش تستخدم أيضًا الرؤية لمساعدتها على التنقل والبحث عن الطعام.
تتمتع الخفافيش التي تبحث عن الطعام بصريًا بعيون كبيرة وحساسة تسمح لها بالرؤية في ظروف الإضاءة المنخفضة. كما أنها تمتلك حاسة شم قوية تساعدها على تحديد مواقع الفرائس بناءً على رائحتها.
تستخدم الخفافيش التي تبحث عن الطعام بصريًا مزيجًا من نظام الصدى والرؤية للتنقل والبحث عن الطعام. كما أنها قادرة على التكيف مع مجموعة متنوعة من الظروف البيئية.
اللمس:
تلعب حاسة اللمس أيضًا دورًا في بحث الخفافيش عن الطعام. الخفافيش لديها شعيرات حساسة على وجهها وأجنحتها تساعدها على اكتشاف العوائق والطعام.
تستخدم الخفافيش أشواكها لاستكشاف بيئتها وتحديد موقع الفرائس الصغيرة مثل الحشرات. كما أنها تستخدم أشواكها لتحديد موقع الشقوق والفتحات في الأشجار والصخور، حيث قد تختبئ الحشرات.
بالإضافة إلى ذلك، تساعد أشواك الخفافيش على حمايتها من الاصطدام بالعقبات أثناء الطيران.
الشم:
تلعب حاسة الشم أيضًا دورًا في بحث الخفافيش عن الطعام. الخفافيش لديها حاسة شم قوية تساعدها على تحديد موقع الفرائس بناءً على رائحتها.
تتمتع الخفافيش بجهاز شم متخصص يسمى البصلة الشمية، والذي يساعدها على اكتشاف مجموعة واسعة من الروائح. كما أنها تمتلك أنفًا مبللاً يساعدها على التقاط الروائح في الهواء.
تستخدم الخفافيش حاسة الشم لتحديد موقع الفرائس مثل الحشرات والفاكهة. كما أنها تستخدم حاسة الشم للتواصل مع الخفافيش الأخرى وتحديد موقع الملاجئ.
الاستنتاج:
يعتمد الخفاش على مجموعة من الحواس للبحث عن طعامه، بما في ذلك تحديد الموقع بالصدى والاستقبال الصوتي ومعالجة الإشارات والذاكرة المكانية والرؤية واللمس والشم. يساعد هذا المزيج من الحواس الخفافيش على التنقل في بيئاتها المظلمة وإيجاد الفرائس بنجاح. على الرغم من اعتمادها الأساسي على تحديد الموقع بالصدى، تستخدم الخفافيش أيضًا حواس أخرى لتعزيز إدراكها البيئي وتحسين قدرتها على البحث عن الطعام.