الموهبة.. نعمةٌ عظيمة
تُعَدُّ الموهبة إحدى النعم الكبرى التي يُمنحُها الله -عز وجل- لعباده، وهي قدرةٌ فائقةٌ يُمتاز بها الشخص عن غيره في مجالٍ معيَّن، وقد تكون موهبةً فنيةً أو رياضيةً أو علميةً، وتختلف أنواع المواهب حسب ميول الأشخاص واستعداداتهم الفطريَّة.
والموهبة كأيِّ نعمةٍ أخرى تستوجب من صاحبها شكرًا لله تعالى عليها، وذلك من خلال توظيفها في الخير، والإفادة منها في ما يعود بالنفع على الفرد والمجتمع، فالموهبةُ أمانةٌ يجبُ المحافظةُ عليها، وتطويرُها، واستثمارُها فيما يُرضي الله -عز وجل-.
ثمار شكر الموهبة
من ثمار شكر الموهبة أن يُبارك الله فيها، ويُعطي صاحبها التوفيق في استثمارها واستغلالها بالشكل الأمثل، كما يُعينه على الإبداع والابتكار، والوصول إلى مستوياتٍ متقدمةٍ في مجال تخصصه.
ومن ثمار شكر الموهبة أيضًا أن يرزق الله صاحبها بر الوالدين، وذلك لأن بر الوالدين من أعظم القُربات إلى الله -عز وجل-، وهو سببٌ لجلب الرزق والمغفرة.
وبالإضافة إلى ذلك، فإن شكر الموهبة يُثمرُ لصاحبها تحقيقَ السَّعادة والرضا، وذلك لأن توظيف الموهبة في الطريق الصحيح يُعطي صاحبها شعورًا بالإنجاز والغبطة، ويُعلي من قدره في عين نفسه.
شُكر الواهب
إنَّ شُكر الواهب للموهبة يكون بالإيمان به -تعالى- وتوحيده، وبالإقرارِ بأنَّهُ هو المانحُ لكلِّ نعمةٍ، وهو المُتصرفُ في خلقه كيف يشاء، كما يكونُ شُكرُهُ تعالى على الموهبة بالإكثارِ من العبادات والقُرُبات، وبالتواضع لله -عز وجل- وعدمِ التَّكبر بسببها.
ومن شُكر الواهبِ أيضًا بذلُ الجهد في تنمية الموهبة وتطويرها، وذلك بالقراءة والاطِّلاع وحضورِ الدورات التدريبية، كما يكون شُكره بالاعتراف بفضل الآخرين في اكتشاف الموهبة وتطويرها، وبمنحهِم حقهم من التَّقدير والثَّناء.
ويعتبرُ إهداء بعض نتاج الموهبة للغير نوعًا من أنواع شُكر الواهب، وذلك بأن يستخدمَ صاحبُ الموهبة موهبته لمساعدة الآخرين، وإسعادهم، والإسهام في تقدم المجتمع.
بر الوالدين
إنَّ بر الوالدين حقٌّ عظيمٌ، وهو من موجبات رضى الله -عز وجل-، ويعتبر من ثمار شكر الموهبة، وذلك لأن الوالدين هما السبب الرئيس في وجود الإنسان، وفي رعايته وتربيته، ومنحهُ القيمَ والمبادئ التي يُبني عليها حياته.
ويشملُ برُّ الوالدين الإحسانُ إليهما في الأقوال والأفعال، وطاعتهما في المعروف، وتوقيرهما، وعدمُ إغضابهما، والرفقُ بهما، وتلبية حاجاتهما، والاهتمامُ بهما خاصةً في شيخوختهما.
وبِرُّ الوالدين شُكرٌ لله -عز وجل- على نعمة الوالدين، وعلى نعمة وجودهما في حياة الإنسان، كما أنَّهُ بابٌ عظيمٌ لدخول الجنة، ونيل المغفرة من الله -تعالى-، وفي برهما سعادةٌ لدُنيا الإنسان وآخِرته.
رزق الله البر بالوالدين
وعدَ الله -عز وجل- من برَّ والديه بالرزقِ الكثير، والبركة في العمر، وذلك لأن برَّ الوالدين من أعظم أبواب الرزق، ومن أسباب نُزول البركات، كما أنَّه يُطيلُ في عمر صاحبِه ويُبارك في عمره.
وينزلُ الله -عز وجل- على من برَّ والديه البركة في الرزق، وييسره، ويُعطي البرَّ من حيثُ لا يحتسب، وقد قال الله تعالى: “وَوَعَدْنَا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا” [النساء: 122].
ويُرزق الله برَّ الوالدين بالذرية الصالحة التي تُعينُه وتُسعده في حياته، ويُبارك في هذه الذرية، ويُعطيُه من السَّعادة ما يُعينه على الحياة.
الخلاصة
وختامًا، فإنَّ الموهبة نعمةٌ عظيمةٌ من الله -عز وجل- يجبُ على صاحبها شُكره تعالى عليها، وذلك بأن يستخدمها في طريق الخير، ويُوظفها فيما يعود بالنفع عليه وعلى مُجتمعه.
ومن ثمار شُكر الموهبة: بركة الله فيها، وتوفيقه لصاحبها في استثمارها، ورزقه بر الوالدين، وتحقيق السَّعادة والرضا في حياته.
ويجبُ على صاحب الموهبة أن يُشكرَ الواهبَ عليه، وذلك بالإيمان به، وبذل الجهد في تنمية الموهبة وتطويرها، واعترافه بفضل الآخرين عليه، وإهداء بعض نتاج موهبته للغير.