بني بندقي
بنو بندقي عائلة عربية مسلمة من أبناء المدينة المنورة، اشتغلوا بالتجارة والسفر إلى الهند وإندونيسيا والصين، حيث كان لهم نشاط تجاري مكثف في مدينة باتافيا (جاكرتا حاليًا) وأسسوا بها عددًا من الأوقاف. كان لهم أيضًا دور بارز في الحياة السياسية والاجتماعية في المدينة المنورة، وتقلدوا مناصب مهمة في الدولة العثمانية.
أصل بني بندقي
يعود أصل بني بندقي إلى الصحابي الجليل عبد الرحمن بن عوف الذي كان من السابقين إلى الإسلام ومن المهاجرين الأوائل إلى المدينة المنورة. وكان من تجار قريش المشهورين، وقد شارك في غزوات الرسول صلى الله عليه وسلم، وكان من العشرة المبشرين بالجنة.
استقر عبد الرحمن بن عوف في المدينة المنورة بعد الهجرة، وتزوج من عدة نساء وأنجب عددًا من الأبناء، كان من بينهم عبد الله الملقب بـ “بندق” نسبة إلى إحدى جداته التي كانت تسمى “بندقة”. وانتسب أبناء عبد الله من بعده إلى لقب جدهم، وأصبحوا يُعرفون ببني بندقي.
نشاط بني بندقي التجاري
اشتغل بنو بندقي بالتجارة منذ القرنين السابع والثامن الهجريين، وكان لهم نشاط تجاري مكثف في الهند وإندونيسيا والصين. وكانوا من أوائل التجار العرب الذين وصلوا إلى مدينة باتافيا (جاكرتا حاليًا)، وأسسوا بها عددًا من الأوقاف.
وكان لبني بندقي علاقات تجارية وثيقة مع سلاطين الملايو، وكانوا يستوردون من الهند وإندونيسيا السلع المختلفة مثل التوابل والأخشاب والمنسوجات، ويصدرون من المدينة المنورة السلع العربية مثل التمور والزيتون والسمن.
وقد لعب بنو بندقي دورًا مهمًا في تطوير التجارة بين الشرق الأقصى والشرق الأوسط، وكانوا من أبرز التجار العرب في تلك الحقبة.
أوقاف بني بندقي في باتافيا
أسس بنو بندقي عددًا من الأوقاف في مدينة باتافيا (جاكرتا حاليًا)، وكان من أبرز هذه الأوقاف:
- وقف بندق بن عبد الله: أسسه بندق بن عبد الله، وهو من أوائل الأوقاف التي أسسها بنو بندقي في باتافيا.
- وقف الفقيه المكي: أسسه الفقيه المكي بن عبد الله بن بندق، وهو من علماء بني بندقي المشهورين.
- وقف الشريف محمد: أسسه الشريف محمد بن عبد الله بن بندق، وهو من أشراف بني بندقي المشهورين.
وقد كان لهذه الأوقاف دور كبير في خدمة الجالية العربية والإسلامية في باتافيا، حيث كانت توفر لهم المساجد والمدارس والمستشفيات ودور الأيتام.
دور بني بندقي السياسي والاجتماعي
كان لبني بندقي دور بارز في الحياة السياسية والاجتماعية في المدينة المنورة، وتقلدوا مناصب مهمة في الدولة العثمانية. وكانوا من أبرز العائلات في المدينة، وكان لهم تأثير كبير في شؤونها.
وقد تولى عدد من أفراد بني بندقي منصب قاضي مدينة المدينة المنورة، وكانوا من العلماء والقضاة المشهورين. كما تولى عدد منهم منصب أمير الحج، وكانوا من أمراء الحج المشهورين.
وكان لبني بندقي علاقات وثيقة مع العلماء والفقهاء في المدينة المنورة، وكانوا من أبرز الداعمين للعلم والتعليم. وقد أسسوا عددًا من المدارس والمساجد في المدينة، وكانوا من أبرز رعاة العلم والعلماء.
علماء بني بندقي
برز من بني بندقي عدد من العلماء والفقهاء المشهورين، وكانوا من أبرز علماء المدينة المنورة في عصورهم. ومن أشهر هؤلاء العلماء:
- الفقيه المكي بن عبد الله بن بندق: كان من علماء بني بندقي المشهورين، وهو صاحب كتاب “الفتاوى المكية” الذي كان من مراجع المذهب المالكي في عصره.
- القاضي أحمد بن عبد الرحمن بن بندق: كان من قضاة بني بندقي المشهورين، وهو صاحب كتاب “المنتقى في شرح مختصر المنتهى” الذي كان من مراجع المذهب الشافعي في عصره.
- الشريف محمد بن عبد الله بن بندق: كان من أشراف بني بندقي المشهورين، وهو صاحب كتاب “المسائل المكية” الذي كان من مراجع المذهب المالكي في عصره.
وقد كان لهؤلاء العلماء مؤلفات كثيرة في مختلف العلوم الشرعية، وكانوا من أبرز أعلام الفقه والحديث والتفسير في عصورهم.
شيوخ بني بندقي
ترأس عدد من أفراد بني بندقي مشيخة المدينة المنورة، وكانوا من أبرز شيوخ المدينة في عصورهم. ومن أشهر هؤلاء الشيوخ:
- الشريف أحمد بن عبد الرحمن بن بندق: تولى مشيخة المدينة المنورة في القرن التاسع الهجري، وهو من أبرز شيوخ المدينة في عصره.
- الشريف محمد بن أحمد بن بندق: تولى مشيخة المدينة المنورة في القرن العاشر الهجري، وهو من أبرز شيوخ المدينة في عصره.
- الشريف عبد الله بن محمد بن بندق: تولى مشيخة المدينة المنورة في القرن الحادي عشر الهجري، وهو من أبرز شيوخ المدينة في عصره.
وقد كان لهؤلاء الشيوخ دور كبير في نشر العلم والفضيلة في المدينة المنورة، وكانوا من أبرز رعاة العلم والعلماء.
خاتمة
بنو بندقي عائلة عربية عريقة قدمت الكثير للإسلام والمسلمين، وكان لهم دور بارز في الحياة التجارية والسياسية والاجتماعية في المدينة المنورة وباتافيا (جاكرتا حاليًا). وقد أسسوا عددًا من الأوقاف والمدارس والمساجد، وكانوا من أبرز الداعمين للعلم والعلماء.
وقد ترك بنو بندقي إرثًا عظيمًا من العلم والعمل الصالح، ولا تزال آثارهم باقية حتى اليوم.