تفسير سورة الفاتحة
تعريف بسورة الفاتحة
هي أول سورة في القرآن الكريم، وهي من السور المكية، تتكون من سبع آيات، وتسمى أيضًا بسورة الحمد، وفاتحة الكتاب، والسبع المثاني.
فضائل سورة الفاتحة
{|}
تعد سورة الفاتحة من أعظم سور القرآن الكريم، فقد ورد في فضلها العديد من الأحاديث النبوية، ومنها:
*
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لكل شيء عروس وعروس القرآن سورة الفاتحة.
{|}
*
وقال صلى الله عليه وسلم: من قرأ فاتحة الكتاب أعطاه الله عشر حسنات، ومحى عنه عشر سيئات، ورفع له عشر درجات.
*
وقال صلى الله عليه وسلم: صلاة لا قراءة فيها بفاتحة الكتاب لا تجوز.
{|}
سبب نزول سورة الفاتحة
ورد في سبب نزول سورة الفاتحة روايتان:
*
الرواية الأولى: قال ابن عباس رضي الله عنهما، أن المشركين قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم: يا محمد علمنا دعاء ندعو به. فأنزل الله عز وجل: اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ.
*
الرواية الثانية: قال ابن عباس رضي الله عنهما، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعلم أصحابه سورة الفاتحة، وكانوا يستعيذون من الشيطان الرجيم فيقولون: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم. فنزلت الآية: فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ.
تفسير الآية الأولى: (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ)
تتكون هذه الآية من أربع كلمات، وفيها معانٍ عظيمة:
*
قوله تعالى: (بِسْمِ) يعني بالبركة والتوفيق من الله تعالى.
*
قوله تعالى: (اللَّهِ) أي باسم الله عز وجل، والله هو اسم الذات المقدسة المستجمعة لجميع الصفات العلى والأسماء الحسنى.
*
قوله تعالى: (الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) الرحمن اسم يدل على كثرة الرحمة وعمومها لجميع خلقه، والرحيم اسم يدل على مختص الرحمة بالمؤمنين.
{|}
تفسير الآية الثانية: (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)
وفي هذه الآية معانٍ عظيمة:
*
قوله تعالى: (الْحَمْدُ) أي الثناء الكامل لله تبارك وتعالى على نعمه الظاهرة والباطنة.
*
قوله تعالى: (لِلَّهِ) أي لله المنفرد بالإلهية المستحق للعبادة.
*
قوله تعالى: (رَبِّ الْعَالَمِينَ) أي خالقهم ومربيهم ومالكهم.
تفسير الآية الثالثة: (الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ)
وقد سبق تفسير هذه الصفتين في الآية الأولى.
تفسير الآية الرابعة: (مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ)
وفي هذه الآية معان عظيمة:
*
قوله تعالى: (مَالِكِ) أي هو المالك الحقيقي المتصرف في خلقه كيف يشاء.
{|}
*
قوله تعالى: (يَوْمِ الدِّينِ) أي يوم القيامة الذي يجازي فيه الله عز وجل عباده على أعمالهم.
تفسير الآية الخامسة: (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ)
وفي هذه الآية معان عظيمة:
*
قوله تعالى: (إِيَّاكَ) أي يا الله وحدك لا شريك لك.
*
قوله تعالى: (نَعْبُدُ) أي نخلص لك العبادة.
*
قوله تعالى: (وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) أي نطلب العون والتوفيق والهداية منك وحدك.
تفسير الآية السادسة: (اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ)
وفي هذه الآية معان عظيمة:
*
قوله تعالى: (اهْدِنَا) أي دلنا ووفقنا.
*
قوله تعالى: (الصِّرَاطَ) أي الطريق المستقيم، وهو طريق الإسلام.
*
قوله تعالى: (الْمُسْتَقِيمَ) أي الذي لا اعوجاج فيه ولا ميل.
تفسير الآية السابعة: (صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ)
وفي هذه الآية معان عظيمة:
*
قوله تعالى: (صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ) أي طريق الذين أنعم الله عليهم بنعمتي الهداية والإيمان.
*
قوله تعالى: (غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ) أي غير طريق الذين غضب الله عليهم وهم الكافرون.
*
قوله تعالى: (وَلَا الضَّالِّينَ) أي غير طريق الضالين وهم المشركون.
خاتمة
نستخلص مما سبق عظمة سورة الفاتحة، وأنها دعاء شامل يطلب فيه العبد من الله تعالى كل ما يحتاج إليه من خير الدنيا والآخرة، وأنها جامعة لجميع أركان العقيدة وركائز الإيمان.