انتخاب عمر بن الخطاب للخلافة والتشاور بين الصحابة
مقدمة
تولى الخليفة الراشد الثاني عمر بن الخطاب الخلافة بعد وفاة الخليفة أبو بكر الصديق سنة 13 هـ، وقد تم اختياره للخلافة من قبل الصحابة بعد التشاور فيما بينهم.
{|}
ترشيح أبي بكر الصديق
عندما شعر أبو بكر الصديق بدنو أجله، طلب من الصحابة أن يختاروا خليفة له، واقترح عليهم ثلاثة مرشحين هم عمر بن الخطاب وعبد الرحمن بن عوف وسالم مولى أبي حذيفة.
وكل أبو بكر الصديق عثمان بن عفان ليشاور الصحابة في أمر الخلافة، وبالفعل قام عثمان باستطلاع آراء الصحابة الذين أجمعوا على اختيار عمر بن الخطاب.
وهكذا، تم اختيار عمر بن الخطاب للخلافة في 23 جمادى الآخرة سنة 13 هـ الموافق 22 أغسطس سنة 634 م.
مبايعة عمر بن الخطاب
بعد اختيار عمر بن الخطاب للخلافة، بايعه الصحابة بالخلافة في المسجد النبوي، وذلك بعد أن ألقى عليهم خطبة بين فيها موقفه من الخلافة ومنهجه في الحكم.
وقد أجمع الصحابة على مبايعة عمر بن الخطاب، ولم يخرج عليه أحد منهم، وذلك لما كان يتمتع به من مكانة كبيرة بينهم.
وبمبايعة عمر بن الخطاب، أصبحت الخلافة الراشدة في عهده، وبدأ عهد جديد في تاريخ الإسلام.
{|}
تشاور الصحابة في اختيار الخليفة
لم يكن اختيار عمر بن الخطاب للخلافة أمراً سهلاً، فقد اختلف الصحابة في البداية على من يتولى الخلافة بعد أبي بكر الصديق.
وقد تزعم علي بن أبي طالب وحزب من المهاجرين والأنصار الرأي القائل بأن الخلافة يجب أن تكون لقريش، بينما رأى آخرون أن الخلافة يجب أن تكون لغير قريش.
وبعد مشاورات طويلة وتبادل للآراء، أجمع الصحابة على اختيار عمر بن الخطاب للخلافة، وذلك لما كان يتمتع به من حكمة وخبرة وشجاعة.
حكمة عمر بن الخطاب
كان عمر بن الخطاب من أكثر الخلفاء الراشدين حكمة، وقد اشتهر بعدله ونزاهته وحسن تدبيره.
وقد اتخذ عمر بن الخطاب العديد من القرارات الحكيمة التي كان لها أثر كبير في إرساء دعائم الدولة الإسلامية وتوسيعها، مثل فتح بلاد فارس ومصر وليبيا.
وتعتبر خلافة عمر بن الخطاب من أكثر عهود الخلافة الراشدة ازدهاراً وعزاً، وذلك بفضل حكمة عمر وإدارته الرشيدة.
عدل عمر بن الخطاب
كان عمر بن الخطاب من أكثر الخلفاء الراشدين عدلاً، وقد اشتهر بالمساواة بين الناس بغض النظر عن دينهم أو عرقه.
وقد عدل عمر بن الخطاب في أحكامه بين الناس حتى بين أبنائه وأقاربه، وكان لا يجامل أحداً على حساب العدل.
{|}
وكان عمر بن الخطاب يقضي ليالي كثيرة يتجول في شوارع المدينة متنكراً ليتفقد أحوال الناس ويطمئن على عدلهم.
{|}
إنجازات عمر بن الخطاب
حقق عمر بن الخطاب العديد من الإنجازات خلال خلافته، من أهمها فتح بلاد فارس ومصر وليبيا، وتوحيد نظام العملة في الدولة الإسلامية، وإرساء دعائم العدالة والمساواة.
كما اهتم عمر بن الخطاب بتشييد المساجد والمدارس وتنظيم الجيش الإسلامي، وكان أول من وضع ديوان الجند وديوان العطاء.
وتعتبر خلافة عمر بن الخطاب من أكثر عهود الخلافة الراشدة ازدهاراً وعزاً، وذلك بفضل إنجازاته العظيمة وسياساته الحكيمة.
{|}
وفاة عمر بن الخطاب
توفي عمر بن الخطاب سنة 23 هـ الموافق 644 م بعد أن اغتاله أبو لؤلؤة المجوسي.
وقد ترك عمر بن الخطاب بعد وفاته إرثاً عظيماً من العدل والمساواة والحكمة، ولا يزال المسلمون يتذكرونه بالخير حتى يومنا هذا.
ولم يكن عمر بن الخطاب مجرد خليفة، بل كان مدرسة في السياسة والحكم، وقد ترك أفكاره وإنجازاته أثراً كبيراً في تاريخ الإسلام.
خاتمة
كان اختيار عمر بن الخطاب للخلافة من أهم الأحداث في تاريخ الإسلام، فقد كان عمر بن الخطاب خليفة حكيماً عادلاً، وقد حقق العديد من الإنجازات العظيمة خلال خلافته.
وقد ترك عمر بن الخطاب إرثاً عظيماً من العدل والمساواة والحكمة، ولا يزال المسلمون يتذكرونه بالخير حتى يومنا هذا.