ثمرة التوكل
التوكل لغةً: التفويض والتسليم، فتوكل الشخص على غيره أي فوض أمره إليه وسلم له. وشرعًا: هو تفويض العبد جميع أموره وتدبيرها إلى الله تعالى، مع الأخذ بالأسباب الشرعية، سواء تعلقت تلك الأمور بالدنيا أو بالآخرة.
{|}
ثمار التوكل
يثمر التوكل على الله تعالى ثمارًا عظيمة في الدنيا والآخرة، نذكر منها ما يأتي:
1. راحة القلب والطمأنينة
– يحظى المتوكل على الله تعالى براحة القلب وطمأنينته، لا يشغله هم الرزق ولا مستقبل أبنائه، ولا يخاف على مصيره، فهو موقنٌ أن الله تبارك وتعالى هو الرزاق، وهو الذي يحفظ عباده المؤمنين.
– ولا يبالي المتوكل بما يملكه الآخرون أو يحصلون عليه، فهو متيقن بأنه سيحصل على ما كتبه الله له.
– لا يحزن المتوكل عند فقد الأحبة، أو زوال النعم، فالله عوضه وخيرٌ منه.
2. التخلص من القلق والتوتر
– يعيش المتوكل على الله تعالى مستريحًا لا يشغل باله أمر المستقبل، فهو يثق بأن الله الذي تولى تدبير شؤونه، هو الذي سيحميه من أخطار المستقبل، وسييسر له رزقه.
– المتوكل لا يعرف القلق والتوتر الذي يصيب غيره بسبب الخوف من انقطاع الرزق، أو المرض، أو الفقر، أو غيرها من مصائب الدنيا.
– يشعر المتوكل بالسكينة والاطمئنان، حتى في أوقات المحن والشدائد.
3. قوة العزيمة والإرادة
– المتوكل على الله تعالى يزداد قوة وعزيمة وإرادة، فعندما يُسلم أمره لربه ويفوضه له، يشعر بالثقة والاعتماد عليه وحده، فيزداد إصراره ويقوى عزمه على مواجهة الصعاب وتحملها، مهما عظمت.
{|}
– المتوكل لا يهاب المخاطر ولا يخاف من التحديات، لأنه يعلم أن من توكل على الله فهو حسبه، وسينصره على أعدائه.
– المتوكل لا ينظر إلى أسباب الدنيا، ولا يعتمد عليها، بل يعتمد على الله وحده في تحقيق أهدافه.
4. تحقيق الأمنيات
– المتوكل على الله تعالى يرى الخير والتوفيق يحفانه أينما توجه، فالله تبارك وتعالى يقول: وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ يَجْعَل لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ.
– المتوكل لا يحتاج إلى أن يسلك مسالك الرياء والتملق، ولا إلى أن يتحايل ويلجأ إلى الحيل المخالفة لشرع الله؛ ليحقق أهدافه، فهو يثق بأن الله سيرزقه من حيث لا يحتسب.
– المتوكل لا ييأس أبدًا، ولا يفقد الأمل، فمهما تأخرت أمنياته فإنه يعلم أن الله لا يضيع أجره، وأن ما فاته كان خيرًا له.
5. السعادة في الدنيا والآخرة
– السعادة في الدنيا والآخرة من ثمرات التوكل على الله تعالى، فالمتوكل على الله سعيد في دنياه، لأنه مستريح البال، مطمئن القلب، لا يحزن على ما فاته؛ لأنه يرى كل شيء بيد الله تعالى، ولا يسعد بما أصابه؛ لأنه يرى أنه من فضل الله عليه.
– المتوكل سعيد في آخرته؛ لأنه قد أحسن الظن بربه، وأسلم له أمره، فوفقه الله للعمل الصالح، ونصره على أعدائه، وأدخله جناته.
– المتوكل لا ينغمس في شهوات الدنيا؛ لأنه يعلم أن سعادته الحقيقية في الآخرة، فهو يعمل للدنيا بقدر ما يقيمها، ويعمل للآخرة بقدر ما تدوم.
{|}
6. حماية الله تعالى
– التوكل موجب لحماية الله تعالى للمتوكل، فالله تبارك وتعالى يحمي المتوكل من كيد الكائدين، ومكر الماكرين، ومن كل سوء، ومن كل مكروه.
– المتوكل لا يتعرض للأذى والضرر؛ لأن الله تعالى يحفظه من كل مكروه، ويحول بينه وبين من يريد أن يؤذيه.
– المتوكل لا يخاف من الأعداء؛ لأن الله تعالى يكفيه أمرهم ويحميه من شرهم.
{|}
7. زيادة الإيمان
– التوكل من أسباب زيادة الإيمان وكماله، فالمتوكل على الله تعالى يعظم ربه، ويحسن الظن به، ويعتمد عليه في كل أموره، وذلك دليل على كمال إيمانه.
– المتوكل لا يضعف إيمانه عند المصائب والشدائد، فهو يعلم أن ما أصابه كان بقضاء الله وقدره، وأن الله تعالى هو الذي يرفع البلاء إذا شاء.
– المتوكل دائم الذكر لله تعالى، دائم الشكر له على نعمه، دائم التوبة والاستغفار من ذنوبه، وذلك من علامات قوة إيمانه.
خاتمة
{|}
التوكل على الله تعالى من أعظم العبادات، وأفضل الخصال، فبالاعتماد على الله تعالى يصبح العبد مطمئنًّا، لا يخشى فوات شيئ، ولا يحزن على ما فاته، ولا ييأس من تحقيق أمله.