خطبة عن استقبال رمضان
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، أما بعد:
{|}
رمضان شهر التقوى
أيها المسلمون، إن رمضان شهر التقوى الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان، وهو شهر التكفير والتطهير، شهر التوبة والإنابة، شهر الرحمة والمغفرة، شهر العتق من النار.
فاستقبلوه بالتقوى والصلاح وبالعمل الصالح، واستعدوا له بالصيام والقيام وتلاوة القرآن والإكثار من ذكر الله تعالى، وتطهروا من الذنوب والمعاصي بالإخلاص والتوبة والندم والعزم على عدم العودة إليها.
صيام رمضان ركن من أركان الإسلام
أيها المسلمون، إن صيام رمضان هو ركن من أركان الإسلام الخمسة، فرضه الله تعالى على عباده المؤمنين، وهو من أعظم الأعمال وأجلها وأحبها إلى الله تعالى، وهو عبادة ظاهرة وباطنة، فظاهره الإمساك عن الطعام والشراب والجماع من طلوع الفجر إلى غروب الشمس، وباطنه التقوى والإخلاص لله تعالى وكف النفس عن الشهوات والملذات.
فمن صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه”، وصيام رمضان يربي المسلم على الصبر والتقشف والمجاهدة، ويطهره من الذنوب والمعاصي، ويرفعه درجات في الجنة.
{|}
قيام رمضان عبادة عظيمة
أيها المسلمون، إن قيام رمضان عبادة عظيمة وقربة إلى الله تعالى، وهو من السنن المؤكدة في رمضان، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يقوم الليل في رمضان ويوقظ أهله، وهو عبادة ظاهرة وباطنة، فظاهره القيام على الصلاة، وباطنه خشية الله تعالى والتقرب إليه، وهو يكفر السيئات ويرفع الدرجات ويورث الجنة.
فبادروا إلى قيام رمضان وأكثروا من الدعاء والذكر فيه، فإن الله تعالى ينزل في كل ليلة من ليالي رمضان إلى السماء الدنيا فيقول: “هل من سائل فأعطيه؟ هل من مستغفر فأغفر له؟”، فاجعلوا من ليالي رمضان فرصة عظيمة لنيل مغفرة الله تعالى ورضوانه.
تلاوة القرآن الكريم في رمضان
أيها المسلمون، إن تلاوة القرآن الكريم في رمضان عبادة جليلة وأجرها عظيم، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يتدارس القرآن مع جبريل عليه السلام في رمضان، وهو نور لقلوبكم ودواء لأسقامكم، وهو شفيع لكم يوم القيامة.
{|}
فأكثر