سقوط الدولة السعودية الأولى
كانت الدولة السعودية الأولى دولة إسلامية نشأت في شبه الجزيرة العربية في القرن الثامن عشر. أسسها الأمير محمد بن سعود آل سعود عام 1744 م، وعاصمتها الدرعية. عاشت الدولة السعودية الأولى فترة ازدهار امتدت لنصف قرن تقريبًا، حتى سقوطها عام 1818 م على يد القوات العثمانية والمصرية.
إمارة الدرعية
تقع مدينة الدرعية على بعد نحو 20 كم شمال غرب مدينة الرياض الحالية. وقد أسسها محمد بن سعود عام 1744 م، واتخذها عاصمة لدولته. أصبحت الدرعية مركزًا تجاريًا ودينيًا وثقافيًا هامًا في شبه الجزيرة العربية.
{|}
الدعوة السلفية
ارتبطت الدولة السعودية الأولى بالدعوة السلفية، التي أسسها محمد بن عبد الوهاب. وقد دعا ابن عبد الوهاب إلى العودة إلى الإسلام الصحيح الخالص، كما ورد في القرآن والسنة. وجدت دعوته صدى كبيرًا بين القبائل في شبه الجزيرة العربية، وأصبحت أساسًا للدولة السعودية الأولى.
التوسع العسكري
{|}
بدأت الدولة السعودية الأولى توسعها العسكري في عهد الإمام عبد العزيز بن محمد آل سعود. استولى على العديد من المناطق في شبه الجزيرة العربية، بما في ذلك مكة المكرمة والمدينة المنورة. وفي عهد الإمام سعود بن عبد العزيز آل سعود، وصلت الدولة السعودية الأولى إلى أقصى اتساع لها.
الحرب العثمانية السعودية
بدأت الحرب العثمانية السعودية عام 1811 م، عندما أرسل السلطان العثماني محمود الثاني جيشًا بقيادة محمد علي باشا إلى شبه الجزيرة العربية لقمع الدولة السعودية الأولى. استمر القتال لمدة سبع سنوات، حتى استولت القوات العثمانية على الدرعية عام 1818 م وأسرت الإمام عبد الله بن سعود.
سقوط الدرعية
كانت معركة الدرعية آخر معارك الدولة السعودية الأولى، وأدت إلى سقوطها. حاصرت القوات العثمانية الدرعية لمدة ستة أشهر، حتى استولت عليها في سبتمبر 1818 م. تم تدمير مدينة الدرعية بالكامل، وتم إعدام الإمام عبد الله بن سعود بقطع رأسه.
آثار سقوط الدولة السعودية الأولى
كان لسقوط الدولة السعودية الأولى آثار كبيرة على شبه الجزيرة العربية. أدى إلى انهيار الدعوة السلفية، وقمع القبائل العربية. كما أدى إلى تقسيم شبه الجزيرة العربية إلى إمارات صغيرة، استمرت في الصراع حتى ظهور الدولة السعودية الثالثة في القرن العشرين.
الخاتمة
كانت الدولة السعودية الأولى تجربة فريدة في تاريخ شبه الجزيرة العربية. وقد نجحت في توحيد القبائل العربية تحت راية الدعوة السلفية. إلا أن توسعها العسكري، وخاصة الاستيلاء على مكة المكرمة والمدينة المنورة، أثار حفيظة السلطنة العثمانية التي أرسلت جيشًا لقمعها. أدى سقوط الدرعية عام 1818 م إلى انهيار الدولة السعودية الأولى، وترك آثارًا عميقة على تاريخ شبه الجزيرة العربية.